أسدلت الشبيبة الاتحادية الستار، اليوم الأحد السابع من دجنبر الجاري، على فعاليات ملتقاها الجهوي الذي احتضنه مركز التخييم “الغابة الدبلوماسية” بمدينة طنجة طيلة أربعة أيام متواصلة، رافعة شعاراً معبّراً يلخص جوهر المرحلة ويُترجم وعي الشباب الاتحادي بمتطلبات الحاضر وتحديات المستقبل: “فخورون بماضينا وحاضرنا، متطلعون لمستقبلنا، وأوفياء لمبادئنا”.
وقد مثّل هذا الملتقى محطة نضالية متميزة عرفت مشاركة ما يناهز 250 شابةً وشاباً من منخرطي الشبيبة الاتحادية القادمين من شتى عمالات جهة الشمال وأقاليمها، في تجمّع شبابي كشف عن حيوية هذا التنظيم الشبابي وطاقته على استيعاب الكفاءات الشابة وصقلها سياسياً وفكرياً.
انطلقت وقائع الملتقى بحفل افتتاحي رسمي على خشبة مسرح الحداد العريق، حيث اجتمع في هذا الفضاء الثقافي حشد كبير من القيادات الحزبية والشبيبية، إذ حضر الكاتب الجهوي للحزب والكاتب الإقليمي للحزب بعمالة طنجة، إلى جانب نخبة من أعضاء المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وجملة من أعضاء المجلس الوطني، بإشراف من الكاتب الوطني للشبيبة الاتحادية الأستاذ فادي الوكيلي برفقة أعضاء المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية ، في مشهد يُجسّد الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الحزبية لشؤون الشباب وحرصها على استمرارية الرسالة الاتحادية جيل لجيل.
على المستوى الفكري والسياسي، تميّز الملتقى بتقديم باقة من الورشات التكوينية والندوات الفكرية التي عالجت قضايا آنية ترتبط ارتباطاً عضوياً باهتمامات الشباب المغربي وبالتحولات الجارية في المجتمع ، اذ خُصصت الورشة الأولى، المنعقدة في اليوم الافتتاحي، لمعالجة إشكالية “الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي: أية استراتيجية رقمية لحزب الاتحاد الاشتراكي في الاستحقاقات المقبلة؟”، حيث تولى تأطيرها الأخ محمد رامي مدير نشر صحيفة أنور بريس، بينما أدار الحوار الأخ جمال العشيري الناشط الإعلامي ومقرر المكتب الإقليمي للحزب بعمالة المضيق الفنيدق، فيما سطرت الأخت فاطمة الزهراء، العضوة في الشبيبة الاتحادية، الخطوط العريضة للتقرير الخاص بالورشة . وقد أفضت هذه الورشة إلى نقاش مستفيض حول ضرورة مواكبة الحزب للثورة الرقمية وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تثمين وتجويد التواصل السياسي.
أما اليوم الثالث من الملتقى، فقد عرف زخماً فكرياً لافتاً بتنظيم ثلاث ورشات متزامنة تطرقت لقضايا أساسية. فقد ركّزت الورشة الثانية على مناقشة مقترح الحكم الذاتي بشتى أبعاده الدبلوماسية والقانونية والاقتصادية، في ظل التحولات الدولية المتسارعة التي تعرفها قضية الوحدة الترابية، إذ شارك في تأطير هذه الندوة كل من الأخ مشيج القرقري عضو المكتب السياسي للحزب، والأخ محمد السوعلي الكاتب الإقليمي للحزب بمدينة تطوان ، والأخت هند قصيور عضوة المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، في حين أدار أعمالها الأخ أنس بنعليلو رئيس المجلس الإقليمي للحزب بالفحص أنجرة، وأعدت تقريرها الأخت نسرين، عضوة المكتب الإقليمي للشبيبة بالعرائش.
وفي الإطار نفسه، احتضن الملتقى مائدة مستديرة تحت عنوان “مغرب السرعتين» : ما دور الجماعات المحلية؟ تجارب شخصية”، وهي الورشة التي امتازت بطابعها الميداني والعملي، حيث استمع الحاضرون إلى شهادات واقعية من مستشارين جماعيين اتحاديين يزاولون العمل المحلي في سياقات ترابية متنوعة. وقد أثرى الحوار كل من الأخ طارق بوبكري المستشار الجماعي بمقاطعة أكدال الرياض بالعاصمة، والأخ محسن الغفيري المستشار الجماعي بزاكورة في أقصى الجنوب الشرقي، إضافة إلى الأخ عماد الأغدس المستشار بجماعة شفشاون، والأخ جابر أشبون المستشار بجماعة مرتيل، في حين تولى الأخ محمد الأزرق عضو المجلس الوطني للشبيبة عن إقليم طنجة إدارة هذه المائدة التي ألقت الضوء على الفوارق المجالية ومعضلة التنمية غير المتكافئة بين مختلف ربوع المملكة.
ولم يُغفل الملتقى الجانب المؤسساتي والبرلماني، حيث خُصصت الورشة الرابعة لمناقشة مبادرات البرلمانيين في الفريق الاشتراكي والمعارضة الاتحادية بشأن قضايا الشباب، وهي الجلسة التي أطّرها الأخ الحسن لشكر نائب رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، الذي عرض على الحاضرين مساعي الفريق في الذود عن مطالب الشباب داخل المؤسسة التشريعية ومراقبة السياسات الحكومية في هذا الشأن. وقد أدارت الأخت جيهان بومهدي عضوة المجلس الوطني للشبيبة هذه الجلسة، بينما أنجزت تقريرها الأخت فاطمة بنسعلي المستشارة الجماعية بجماعة مرتيل .
وفي ختام هذا الملتقى النضالي، خلص المشاركون إلى توصيات وخلاصات تستهدف تقوية الحضور الشبابي داخل أجهزة الحزب وتحديث آليات العمل السياسي لمواكبة تطلعات الأجيال الصاعدة، مؤكدين على تمسكهم بالمبادئ التي أسس عليها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مشروعه النضالي منذ عقود، ومجددين التزامهم بمواصلة النضال من أجل مغرب ديمقراطي عادل يجعل قضايا الشباب في طليعة اهتماماته.