الشراكة المغربية الأمريكية تتطور تماشيا مع التحديات الجديدة : واشنطن مقبلة خلال العام القادم على اتخاذ المزيد من الإجراءات للمساعدة على حل نزاع الصحراء

أكد المحلل السياسي الأمريكي، كالفن دارك، أن الشراكة القائمة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها عريقة واستراتيجية، تواصل، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، تطورها لترقى إلى مستوى التحديات الجديدة.
وأشار دارك إلى أن «المغرب بذل، على مدار العام الماضي جهودا في المجالات الرئيسية التي ستعود بالنفع على المملكة وعلى مصالحها وعلاقاتها مع حلفائها حول العالم».
ومن بين الجوانب البارزة، حسب المحلل السياسي، جهود البلدين «لضمان تطور شراكتهما العريقة باستمرار لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين».
وأبرز الخبير الأمريكي في العلاقات الدولية أن مناورات الأسد الإفريقي العسكرية المشتركة تعد أحد الأمثلة التي تعكس هذا التعاون، كما تشهد، حسب قوله، على «قيادة المغرب كحليف موثوق للولايات المتحدة في مواجهة التحديات الأمنية».
وأضاف دارك أن «هذه الشراكة الأمنية تعد ضرورية للمنطقة وكذلك للمصالح الأمريكية والأوروبية في المنطقة».
وفي إشارة إلى أن العلاقة بين الرباط وواشنطن هي علاقة وطيدة ومتعددة الأشكال، أكد المحلل أن الطرفين حريصان على ضمان أن يتم التعاون الاقتصادي وفق نهج «رابح رابح» يعود بالنفع على مواطني البلدين.
كما أشار إلى أن منتدى الاستثمار المغربي الأمريكي الذي تم تنظيمه في الداخلة في وقت سابق من هذا العام «هو بالضبط ما يحتاجه بلدانا لتعزيز الرخاء الاقتصادي»، موضحا أن هذه الفرص «تفيد بشكل خاص سكان الأقاليم الجنوبية نظرا للتأثير الكبير للاقتصاد والتجارة على حياة المجتمعات».
وقال «في الوقت الذي أصبح فيه المغرب جسرا بين المستثمرين الأمريكيين والدول الإفريقية الأخرى، فإن هذه الريادة سيكون لها تأثير إيجابي مضاعف على القارة بأكملها».
وحسب الخبير فإن طفرة الاستثمار تغطي بشكل خاص قطاع الطاقة، الذي يتأثر بالأزمات العالمية وارتفاع الأسعار على كل دولة في العالم تقريبا.
وأشار المدير والمؤسس المشارك لمركز أبحاث «آر سي كوميونيكيشنز» ومقره واشنطن، إلى أن «المغرب أبان، لأكثر من عقد من الزمان، على الريادة والالتزام من حيث الطاقات الخضراء والمتجددة»، معربا عن أمله في أن تكون المملكة بمثابة نموذج يحتذى للدول الأخرى في إعطاء الأولوية لسياسات الطاقة المستدامة.
وأبرز الخبير الأمريكي أن المغرب، شأنه شأن باقي دول العالم، يتأثر بالعديد من التحديات المرتبطة خاصة بالتداعيات الصحية والاقتصادية لوباء كوفيد 19، وأزمة المهاجرين المستمرة والتهديدات الناتجة عن الصراعات في المنطقة وفي أماكن أخرى، كما هو الحال في أوروبا مع الأزمة الأوكرانية.
وفي مواجهة هذه التحديات، قال إن العلاقة المغربية الأمريكية «أصبحت تكتسي أهمية كبيرة أكثر من أي وقت مضى».
وخلص إلى التعبير عن أمله في أن «تتخذ الولايات المتحدة، خلال العام القادم، المزيد من الإجراءات بما يتماشى مع اعترافها في 2020 بالسيادة المغربية على الصحراء للمساعدة في التوصل إلى حل نهائي لهذا الصراع الذي طال أمده».


بتاريخ : 02/08/2022