رؤساء طوطال، سافران، ألستوم ، سويز، إنجي.. في طائرة ماكرون التي حطت بالرباط سلا
ضمن لائحة ال 120 شخصية فرنسية التي أعلن عنها قصر الإليزيه لمرافقة الرئيس إيمانويل ماكرون في زيارة الدولة التي يقوم بها منذ عشية أمس الإثنين إلى المغرب، والتي تستمر إلى غد الأربعاء 30 أكتوبر، يوجد وزراء الاقتصاد والشؤون الخارجية والداخلية والقوات المسلحة والتعليم العالي. كما يوجد على متن الطائرة الرئاسية التي هبطت بعد الظهر بمطار الرباط سلا حوالي أربعين من كبار رؤساء الشركات و رجال الأعمال، من بينهم على الخصوص باتريك بويانيه من عملاق الطاقة الفرنسي «طوطال إنيرجي»، ورجل الأعمال الفرنسي اللبناني رودولف سعادة رئيس شركة CMA CGMالتي تعد ثالث أكبر شركة في العالم متخصصة في النقل والشحن البحري ، و ابنة مدينة سلا كاترين ماكغريغوري رئيسة مجموعة إنجي عملاق الغاز والطاقة الخضراء في فرنسا ، وروس ماكينيس رئيس المجلس الإداري لمجموعة سافران المتخصصة في صناعة الطياران والفضاء ، وهنري بوبارت لافارج رئيس مجموعة ألستوم، الرائدة في العالم في مجال توليد الطاقة ونقلها وإنشاء البنية التحتية للسكك الحديدية، والسيدة صابرينا سوسان الرئيس التنفيذي لشركة Suez الفرنسية.
ويذكر أن معظم هذه الشركات العملاقة التي حل رؤساؤها بالعاصمة أمس، تربطها بالمغرب علاقات وثيقة، وشراكات تاريخية، حيث تمتك معظمها فروعا قوية تسعى لتوسيع نشاطها في المغرب، كما هو الحال بالنسبة لشركة ألستوم التي تتواجد بالمغرب منذ عدة سنوات وعملت منذ 2020 على توسعة مصنعها في مدينة فاس، تلاها في عام 2021 إنشاء خط إنتاج ثانٍ في نفس الموقع، إذ تنتج هذه الوحدة التي يعمل بها 850 شخصا، الأسلاك الكهربائية والمحولات، كما أعلنت ألستوم مؤخرا عن استثمار 160 مليون درهم لبناء مصنع جديد في المغرب، و سيتم تخصيص الموقع الصناعي المستقبلي لتجميع قاطرات القيادة للقطارات والمترو الجهوية، مع خلق 200 فرصة عمل مباشرة بحلول عام 2025 . وقد ذكرت الصحيفة الفرنسية لوموند، أن شركة ألستوم باتت الأقرب لحسم صفقة صناعة 168 قطارا لفائدة المكتب الوطني للسكك الحديدية، مشيرة إلى أنه من المرجح أيضا أن يكون لشركة «إيرباص» التي تحظى هي الأخرى بدعم الإليزيه الأولوية ضمن الاتفاقيات التي سيتم توقيعها.
من جهتها تواصل مجموعة إنجي الفرنسية (Engie) تنفيذ خططها لتحقيق مستويات الحياد الكربوني المُستهدفة، إذ أعلنت اعتزامها التخارج من واحدة من أهم محطات الكهرباء العاملة بالفحم في المغرب. وحسب مسؤول بارز بالشركة فإن «إنجي» تخطط لبيع حصتها في شركة «آسفي للطاقة» مالكة محطة آسفي الكهربائية العاملة بالفحم، وشركة آسفي للطاقة، هي شركة مغربية تسهم فيها شركة إنجي الفرنسية بنسبة 33% وناريفا القابضة بنسبة 35%، وميتسوي آند كو اليابانية (MITSU&Co) بنسبة 30%، في حين يمتلك مساهمون آخرون النسبة المتبقية. وفي المفاوضات التي ستستغرق أشهرا، يتعين على شركة «إنجي» أن تبرم رسميا مع مجموعة مغربية كبيرة اتفاقا بقيمة عدة مليارات من اليورو يتعلق بالطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر وتحلية المياه. وتقود شركة إنجي الفرنسية عدة مشاريع أخرى في المغرب، فهي تدير محطة رياح بقدرة 300 ميغاواط في مدينة طرفاية، كما أنها تعمل على بناء محطة لتحلية المياه، إلى جانب مزرعة رياح لتشغيلها في مدينة الداخلة، بالشراكة مع شركة الطاقة المغربية الخاصة ناريفا.
وبدورها لن تخرج مجموعة «سافران» المتخصصة في الطيران والفضاء والدفاع، خالية الوفاض من حزمة الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة خلال زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس ماكرون إلى المملكة، والتي تتواجد بها مجموعة «سافران» منذ أكثر من 20 عاما، وهي وترغب حاليا في تحسين وتوسيع أنشطة الشركة في المغرب من خلال المصادر المحلية وبناء قدرات جديدة. وتضم مجموعة سافران في الوقت الحاضر 7 شركات فرعية توظف حوالي 2500 شخص. وكان المصنع الأول الذي شاركت فيه مجموعة Safran بداية لتطوير نشاطات المجموعة في المغرب وتحول مقرها في الدار البيضاء إلى مركز عالمي لصناعة الطيران، والتي توسعت الى سبع شركات فرعية ومقارها في المنطقة الحرة في النواصر قرب مطار محمد الخامس.
وتسعى مجموعة سويز الفرنسية الفاعل الدولي في حلول البيئة، بدورها إلى تعزيز مكانتها بالمملكة خاصة وأنها تعد رائدا لتدبير النفايات العضوية و الصناعية في المغرب، وقد ظفرت مؤخرا بعدة عقود من أبرزها مصاحبة مجموعتي رونو وسيتانليس وشركة التبغ..لتدبير نفاياتها ، ناهيك عن العقود التي أبرمتها مع مع مجموعة أزورا Azura المغربية لاستعادة النفايات العضوية من مواقع الأخيرة في كل من أكادير والداخلة.