الشوباني: عالم اجتماع بأثر رجعي الخسارة الثابتة، و«الخوار» يكون!

لم يهضم الحبيب الشوباني، هزيمة حزبه الانتخابية، فتحول… إلى عالم اجتماع…!
ولم يقل إنه يخضع لقانون العرض والطلب، بل راح يفسر القوانين الاجتماعية في الراشيدية.
ولم نكن نعلم، أن المدن يمكنها أن تصبح مجتمعا، حتى ضرب الوزير السابق، ورئيس جهة تافيلالت عرض الحائط بكل نظريات علماء الاجتماع، وصرنا نقرأ عن «المجتمع الراشيدي»…
ولو لم يكن السياق يفسرهذا، لقلنا إنه يتحدث عن «مجتمع الخلفاء الراشدين»!
لنبدأ من حيث يجب:
تحدث الشوباني عن «خصائص وطبيعة العروض السياسية المطروحة على “المجتمع الراشيدي” من قبل المتنافسين»، واعتبر نفسه ممثلا لحزب، في حين أن المرشحين الآخرين مجرد ممثلين عن قبيلة أو الأعيان.
وحده حزب العدالة والتنمية ومن صوتوا عنه بلغوا درجة الرشد الاجتماعي، وتملكوا عرضا سياسيا يمتاز عن الآخرين بأنه يتجاوزعتبة القبيلة والأعيان.
ويتضح منذئذ أن الراشيدية، عنده، فيها زمن للقبيلة هو زمن الحرْكة وامغار واللتقاليد والثار والزعيم
وفيها زمن الاعيان بالتالي فيها البشوات والقياد من عهد الصدر الأعظم، وما يستتبع ذلك من وجود ما قبل المجتمع.
ولا يصلح ان يكون مجتمعا كمجتمع الراشدية في القرن الواحد والعشرين، سوى من صوتوا على حزبه!
وقد سار في ذلك سير اللاعبين في السيرك، والاعتماد البهلواني على أدوات علم الاجتماع، وغض النظر عن حقيقة ما وقع ، وهو هزيمته في ما يعتبره العمود الفقري لقاعدته الانتخابية..
وعلى عكس ما يلوح إليه رئيس الجهة، فالحقيقة هو أنه وحده الخاسر ، في التدبير والإقناع، حتى ولو لم يهضم الفشل، كأي لاعب جنتلمان..
فالفشل هنا يمد لسانه طويلا في وجهه، غير آسف «للشطحت السيوسولوجية.
«قل خسرت وهنينا الرايس!».
وفي سياق هذا الخيال الاجتماعي الوافر، تحدث الوزير السابق عن
-“عرض سياسي” يمثله مرشح العدالة والتنمية،
و”عرض قَبَلي” يمثله مرشح قبيلة آيت خباش برمز الوردة، و”عرض الأعيان” يمثله مرشح الأحرار.
وبهذا يبلغ التعالي مداه، ولكنه من سوء حظه لا يخفي الخسران.
إن ما يكنه الرئيس الفاشل، عن جهالة من غضب ضد الذين هجروه..
تعال لايمكن وصفه، عندما يبخس التزام المرشح الاتحادي ويختزله في عرض قبلي، كما لو أنه قادم من القرن الثامن عشر او قبله بعقود، هو دليل علي ان الرجل لا يخسر بشرف التواضع، واعادة النظر في ذاته..
ولعله هو اكبر قبيلة ايدبويلوجية عرفها المغرب في تاريخه، عندما ينصر نفسه، ضدا علي استقامة الناس وتطوعهم ونصرتهم لمرشح اختاروه من شباب الاقليم ونخبته التي تستعصي على خطاب الفسطاطين …أو ثلاثة!
هل يعتقد بأن حزبه باق سردمي ولا يتأثر بقانون التآكل السياسي، الذي جربته اعتى الاحزاب والانظمة والمجتمعات؟
هل يعتقد بأن له رسالة تبشيرية بعيدة المدى، تتجاوز الناس، وظروفهم، وعليه فمن لم يسايره ما زال في عقدة قبيلة… قريش؟
كان سيعفي نفسه من الهواجس المتعالية لو أنه اقر بأن حزبه، ليس لا سماويا ولا رسوليا، بل هو حزب ابان عن حب دنيوي يفوق كل الوصف!
ولا ينازعه في ذلك اعتى الراسماليين ولا المتوحشين من أنصار السوق…
يتبع!


بتاريخ : 12/01/2021