الصعود الاجتماعي من خلال التعليم:«مؤسسة جدارة»فخر المجتمع المغربي والنموذج الناجح المحتذى به قاريا ودوليا

 

في هذه الورقة نعيد نشر حوار لحميد بن لفضيل رئيس «مؤسسة جدارة» أجرته معه الزميلة سناء راقي عن موقع (Leseco.ma).
« مؤسسة جدارة» التي كانت تحمل مسبقا اسم «المؤسسة المغربية للطالب»، ألفت، قبل تغيير اسمها وبعد ذلك، إلى «عكس المسعى المشترك في هذا البلد بين نسائه ورجاله، المؤمنين، بعمق، بضرورة الترقي الاجتماعي من خلال التكوين.. حيث استفاد العديد منا من هذا المصعد الاجتماعي عندما كان مفعلا في هذا البلد. وها هي الفرصة قد جاءت الآن، لنبادر بدورنا لإعادة تفعيله انطلاقا من روح المواطنة التي نتحلى بها. حيث نهدف لتمكين تلاميذ الباكالوريا المتفوقين، عبر مؤسستنا والمنحدرين من أوساط فقيرة، من متابعة دراستهم في مجالات الهندسة، المالية، التسويق و البيع، بغية إدماجهم الفاعل في المجتمع المغربي». (مقتطف من الكلمة الافتتاحية لموقع المؤسسة).

o هل لك أن تكشف لنا السر وراء التحول نحو هذا الاسم؟

n تعمل مؤسسة جدارة (المؤسسة المغربية للطالب سابقا)، منذ أزيد من 20 سنة ك»لاعب ديناميكي» في دعم الخريجين الشباب المستحقين للدعم المادي والتكويني-التعليمي، المنحدرين من أوساط فقيرة أو من يواجهون ظروفا معيشية واجتماعية صعبة أوغير مستقرة، في مسيرتهم لتحقيق مشاريع حياتهم الدراسية والنجاح فيها بما يحترم تطلاعتهم وأحلامهم.
يأتي التحول إلى الاسم الجديد (الجدارة) كتعبير منا عن دعمنا المستمر، وإحقاقنا لقيمة «الجدارة» في اختياراتنا للطلاب الذين يتواصلون وتعمل معهم مؤسستنا، بوصفهم مستحقين ومن ذوي الدخل المحدود غير القادرين على الرقي الاجتماعي من الناحية التعليمية أو التشغيلية على العموم. حيث نعمل على تمكينهم من الوصول إلى ذلك، عبر ما ننظمه من دورات تكوينية ودراسية، وبطبيعة الحال عبر تشجيعهم على إخراج مواهبهم للعلن والافتخار بها.

o بالنسبة لكم، ما هي الخطة أو الوصفة الأساسية لـ»مؤسسة جدارة» لإنجاح الصعود الاجتماعي عبر التعليم؟

n «الالتزام بتحقيق نظام متكامل يحوم حول هذه القضية»، بكل بساطة. هذا من خلال العمل جنبا إلى جنب مع شركائنا منذ ما يزيد عن 15 سنة، وعلى تنوعهم ما بين «الرعاة الرسميين» و»المدارس و الجامعات»، دون أن ننسى «الأعضاء الداعمين والملتزمين» بهذا الهدف، وخاصة منهم»الفريق المشرف» على إحقاق هذا العدف، ولن نغفل على المعنيين بالأمر وأقصد «حاملي شهادة الباكالوريا» الذين يعملون بجد لإبراز جدارتهم والظفر بنتائج أكاديمية ومهنية استثنائية.
إن نجاحات هؤلاء الطلبة، تعتبر بالنسبة لنا الوقود الذي يدفع مركبتنا إلى الأمام، والرغبة الجامحة في الذهاب إلى أبعد مما كانوا يطمحون إليه، والقوة الدافعة لتمكين أكبر قاعدة من الفئة المعنية من الاستفادة من خدمات مؤسستنا، لكي يكونوا كما نطمح وهم «فخر المجتمع المغربي».

o ما تعريفكم للصعود الاجتماعي من خلال التعليم؟ وماذا عن لمحة عامة حول نشاط المؤسسة لحد الآن؟

n يعقب : تقاس درجة «تكافؤ الفرص»، إنطلاقا من جملة من العوامل و النقاط المهمة، ناهيك عن «الحراك الإجتماعي التصاعدي للمواطنين». ما أعنيه، أن تطور كل فرد يكون وفقا لتعليمه و دخله و مهنة والدين، و نتيجة لذلك يتمثل التحدي في السماح للجميع بالوصول أو الحصول على تعليم جيد من اجل تحقيق الصعود الاجتماعي، وأيضا لقطع الصلة مع الحتميات الاجتماعية والاقليمية.
ويسترسل: إن نتائج 20 سنة أو أكثر من الحراك الإيجابي، تظهر بوضوح تأثير تعبئة كل فئات المجتمع المتقاسمة معنا لهذا الطريق لمحاربة جميع أوجه عدم المساواة. من جهتها، تمكنت «مؤسسة جدارة»، من دعم ما يناهز 2250 مستفيدا، أكثر من 100 منهم من خريجي المدارس الكبرى المغربية والأجنبية بمعدل اندماج مهني بلغ 80%. ينضاف لما سبق، أن 75% من المستفيدين هم إناث، كما أن 400 ألف خدمة تقدم للمستفيدين في شكل : «منح مدى الحياة»، «مساحات تعليمية»، «مساكن»، «التنقل»، «برامج التبادل الطلابي»، «ورش عمل تدريبية»، «دورات تكوينية وتوجيهية» …إلخ.

o بشكل ملموس، كيف تتحقق مساهمة مؤسسة جدارة بين الشباب؟ وكيف ستتمكن من تحقيق هدف ربح 10 مراتب في «مؤشر الحراك الاجتماعي العالمي»؟

n أولا، تقدم «مؤسسة جدارة» عرضا متنوعا لدعم وتمكين الشباب من تحقيق أنفسهم والاستفادة من إمكاناتهم الكاملة، إذ تتخذ مساهمتها شكل «دعم مالي من خلال منحة مالية شهرية وتحمل لبدل النقل والسكن»، وليس دعما نقذيا ماليا، أي فقط من خلال ورش عمل في تقوية المهارات الفردية والشخصية وبناء القدرات القيادية، عبر مرافقة المستفيدين من قبل مدراء تنفيذيين ومحترفين كل في مجاله يلعبون دور «المرشد»، كما يستفيدون طوال التحاقهم بالمؤسسة من الوصول إلى منصة تعلم إلكتروني باللغات الأجنبية، وعلى أداة تكنولوجية للوصول للمعلومة.
ثانيا، أخذت مؤسستنا عل عاتقها، وبوصفها جهة فاعلة ديناميا في المجتمع المدني المغربي، مهمة المساهمة في هذه الدينامية من خلال دعوة وتعبئة جميع أصحاب المصالح في المجتمع لإنجاح هذا المشروع، لكي يتسنى للمغرب بحلول أفق سنة 2030 ربح 10 مراكز في «مؤشر الحراك الاجتماعي العالمي» التابع لمنتدى الاقتصاد العالمي، حيث يحتل بلدنا الحبيب فيه المركز 73 من أصل 82 بلدا.

o أخيرا، ما هي خططكم لتحقيق الصعود والنمو الاجتماعي مستقبلا؟

n نسعى، كما عهدنا منذ 20 سنة، لنشر المبادرات والبرامج التي تستهدف فئة الشباب المعرفين على أنهم في وضعية «لا في العمل، ولا في التعليم أو التكوين» أو ب(NEET) اختصارا، ولإعادة روح التكوين المهني بين الشباب المعنيين إلى الواجهة، وتمكين إدماجهم الاجتماعي من خلال فترات تدريب قصيرة ومركزة تستهدف المهن ذات الطلب المتصاعد عليها في السوق الوطني.
ستساهم المؤسسة أيضا، في صرح تفعيل الصعود أو الحراك الاجتماعي، بدعم النشاطات الرياضية والثقافية لكونها «روافع لا يمكن إنكار أهميتها من أجل المساهمة في تنفيذ وإنجاح النموذج التنموي المغربي الجديد». زيادة على ذلك، «تشجيع الفعل الحقيقي لريادة الأعمال، من خلال الهياكل القائمة على «إتقان الحرف» وخلق «القيمة المضافة» و»فرص العمل»، ذلك عبر برامج الدعم والتدريب والتكوين والتعريف الإلكتروني أو الواقع بحاملي المشاريع».
للتذكير، تعتمد مؤسسة جدارة على الالتزام بـ4 أقطاب في عملها، وهي :
1-»النجاح عبر جدارة» : مع برامج دعم شاملة تمكن الشباب المستحقين الذين يعيشون أوضاعا اجتماعية كانت أو مادية صعبة من الاستفادة من ظروف جيدة لمتابعة مشوارهم في التعليم العالي بما يستحقونه من دعم واهتمام.
2-»المضي قدما من خلال جدارة»  ببرامج تستهدف الأشخاص الذين يرغبون في المضي قدما في مشوارهم بالتعليم العالي، أو الطامحين لبدء مشروعهم التجاري الخاص، مستفيدين من برامج للتمويل والتدريب والتوجيه.
3-»فرصة جديدة من جدارة» : مع برامج أو مشاريع لتعزيز قدرات الشباب المؤهلين في مجال التعليم والتكوين المهني وإعادة الإدماج الاجتماعي، من خلال تدريب قصير ومركز يستهدف المهن ذات الطلب المتصاعد عليها في السوق الوطني.
4-»تألق بجدارة» : ببرامج لتعزيز ودعم المواهب الشابة، كانت فنية أو رياضية، والعمل على تطوير بديل مستدام للصعود الاجتماعي بالشباب ومواهب المجتمع.

 


الكاتب : بقلم : سناء راقي عن موقع (Leseco.ma) ترجمة: المهدي المقدمي

  

بتاريخ : 19/05/2022