الصويرة تستعد لاستقبال نوارس السرد

الدورة التاسعة للمهرجان العربي للقصة القصيرة

تنظم «جمعية التواصل للثقافة والإبداع»، بشراكة مع جهة مراكش آسفي، الدورة الثامنة من المهرجان العربي للسرد القصير بالصويرة.
عشر سنوات انصرمت على حلم تحقق، فجعل من الصويرة قبلة لعشاق السرد القصير، لتكتمل دائرة الإبداع والفنون بعاصمة النوارس. فالتنوع السكاني والجغرافي الذي حظيت به هذه المدينة، انعكس على اهتمام شبابها؛ فكانت الموسيقى وكان التشكيل والمسرح، وكان لا بد من أن يكون الإبداع الأدبي حاضرا بتنوع أنساقه، وكان لا بد للسرد القصير أن يؤسس أيضا موعدا سنويا كل منتصف شهر دجنبر. فكانت الصويرة محجا نؤمن به ونؤسس له، وكان الرهان هو حضور أربعة أجيال من المهتمين بهذا الجنس الأدبي الراقي لذا حرص المنظمون على تقديم محاور يشرف عليها كل مرة نقاد متمرسون وكتاب رواد يشاركوننا إبداعاتهم القصصية.
فبعد الاحتفاء بالهوية والترجمة والتخييل وجمالية اللغة وسلطة السرد وغيرها من المحاور التي تنوعت بتنوع الدورات؛ ارتأت جمعية التواصل للثقافة والإبداع أن تتوقف في دورتها التاسعة عند مسار قاص شكل حلقة ربط بين مرحلتين مهمتين من تاريخ القصة المغربية ، حيث سيكون محور الدورة التاسعة هو «مسيرة قاص.. مسار قصة». فعندما نتكلم عن تجربة محمد زفزاف، وعن محمد شكري ونمر بعدهما لأجيال لاحقة من كتاب القصة من أحمد بوزفور وادريس الصغير والحبيب الدائم ربي، وعبدالحميد الغرباوي، مرورا بأنيس الرافعي وباقي كتاب القصة القصيرة الى اليوم، يظل اسم «بادريس» أو ادريس الخوري الذي فقدته الساحة الأدبية المغربية ، نقطة تحول وحلقة مهمة في مسار السرد المغربي القصير المعاصر.

لماذا ادريس الخوري؟

يأتي اختيار شخصية إدريس الخوري كعريس لهذه الدورة لمكانته المهمة في ريبرتوار القصة القصيرة بالمغرب، ومن كتاب الجيل الثاني بعد المحاولات الجنينية في الكتابة السردية عند عبدالرحمن الفاسي، عبدالمجيد بن جلون، وعبدالخالق الطريس، وعبدالكريم غلاب، ومحمد زنيبر، وأحمد الصفريوي، إذ لمع نجمه كسارد في عقد الستينيات، مشكلا مع محمد زفزاف ومحمد شكري ثالوثا أثت المشهد السردي المغربي، وواحدا من الأسماء البارزة على رأس كتاب القصة القصيرة بالمغرب بمجموعة من الاصدارات القصصية: «حزن في الرأس والقلب» (1973) و«ظلال» (1977)، و«بدايات» (1980)، و«الأيام والليالي» (1982)، و«مدينة التراب» (1994)، و«يوسف في بطن أمه» الصادرة عام 1994. الى جانب تحريره للعديد من المقالات لفائدة مجموعة من الصحف والمجلات المختلفة.
وحتى يكتمل عقد الاحتفاء بالقصة القصيرة المغربية، وحتى يظل المهرجان العربي للقصة القصيرة بالصويرة في مستوى طموح منظميه؛ كان لزاما تشييد جسر بين الكتاب المبدعين المغاربة والعرب ضيوف الصويرة، وبين الشباب على الصعيدين الوطني والمحلي الممثل بالورشات القصصية التي ستشمل أربع مؤسسات تعليمية داخل المدار الحضري لمدينة الصويرة وخارجها بالإضافة الى المسابقة الجامعية والتي تعرف هذه السنة دورة المرحومة الدكتورة بشرى تكفراست رئيسة الدورة السابقة.
وبخصوص المسابقة هذه السنة، فقد عرفت عدة مشاركات من الجامعات والمعاهد الوطنية، كما توصلت اللجنة التنظيمية أيضا بنصوص قصصية من طلبة بعض الثانويات المغربية مما يبشر بالخير، وبالحضور القوي للقصة القصيرة، وبمستقبلها المشرق في المغرب.


بتاريخ : 02/11/2022