الطفل الرافض للمدرسة: الخوف المرضي.. الأسباب و العلاج

الخوف من المدرسة هو أحد المخاوف التي تصيب الطفل والتي تعتبر معيقاً لنموه السليم من الناحية النفسية والاجتماعية . وقد اختلف الباحتين في تحديد أسباب هذا الخوف من المدرسة و الهـروب منها .
في كتاب (سيكولوجية الطفل الرافض للمدرسة. الخوف المرضي من المدرسة، المفهوم – الأسباب – التشخيص – العلاج) للدكتور رياض نايل العاسمي حاول الكاتب البحث في أسباب هذا الخوف أو رفض الذهاب إليها، والذي يظهر عند التحاق الطفل بالمدرسة في بعض الحالات، أو بعد الدخول والاستمرار فيها في حالات أخرى.
ويتمظهر هذا الخوف عند الأطفال في غالب الأحيان على شكل احتجاج ورفض وعناد وبكاء أحياناً، والتذرّع بحجج غير مقنعة أحياناً أخرى، وقد يقترن هذا

الاحتجاج في كثير من الأحيان باضطرابات انفعالية ووجدانية حادة تفضي إلى أعراض مرضية بدنية مثل: الصداع وآلام المعدة أو الغثيان أو القيء…
أما عن أسباب الخوف المرضي من المدرسة فيقسّم الباحث الأسباب إلى:
1ـ أسباب خاصة بالطفل منها ضعف الثقة في النفس، واعتماد الطفل الشديد على والديه، أوالخجل والقلق الشديد من المحيط الجديد والنبذ من قبل أقرانه في المدرسة، أوالإحساس برداءة ملابسه مما قد يسبب له الشعور بالحرج أمام زملائه.
2ـ أسباب خاصة بالأسرة مثل تعلم الخوف من أحد الوالدين بشكل مباشر، مثل خوف أحد الوالدين من المواقف الجديدة ،الشيئ الذي ينمي الخوف في نفسية الطفل من مثل تلك المواقف، خاصة عند دخول الطفل للمدرسة كبيئة جديدة،احتمال وجود مشاكل عنيفة بين الآباء كسوء العلاقات بينهم، عدم المبالاة من الوالدين بالأطفال، المبالغة الشديدة في الحماية والرعاية للطفل، وكذلك مرض الأم أو الأب.
3ـ أسباب خاصة بالمدرسة وتشمل: فشل امتحاني، ذهاب الطفل إلى المدرس متأخراُ بشكل متكرر، ضعف في القراءة، التوبيخ و الخوف من المدرسين الصارمين، التعرض للإيذاء أو السخرية من جانب رفاق المدرسة، بعد المسافة بين البيت والمدرسة.
و يقترح الباحث بعضاً من الأساليب العلاجية لمواجهة هذه الظاهرة لذى بعض الأطفال كالأساليب القائمة على نظرية التحليل النفسي والأساليب السلوكية التقليدية (الكلاسيكية) والإجرائية، والعلاج المعرفي والعلاج الأسري والعلاجات الدوائية.
وقد أورد الكاتب العديد من الأساليب العلاجية وأدوات التشخيص المناسبة التي تساعد الآباء والمهتمين بالطفل على مساعدة الطفل الذي يعاني من هذه المشكلة على تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي السليم.
هذه بعض الخطوات للعلاج :
الخطوة الأولى :
وفيها يتم التخطيط لتعديل سلوك الطفل الذي يعاني الخوف من المدرسة مع والديه اللذان يقومان بتعزيز سلوك الطفل عندما يذهب إلى المدرسة، و يتضمن هذا التعاون مع والدي الطفل مايلي:
أ ـ أن يبقى الوالدان حازمين في قرارهما بشأن انتظام طفلهما في الذهاب إلى المدرسة ، و غير معززين لأي سلوك يرتبط بخوف الطفل من المدرسة مثل: البكاء والصراخ أو أي شكوى يعبر عنها الطفل التي تتعلق ببعض المواقف بالنسبة له في البيئة المدرسية .
ج ـ العمل على محو أو تثبيط أي نوع من السلوك يمكن أن يظهر كبديل للسلوك الأصلي غير المتوافق .
– الخطوة الثانية :
وتعني أن يكون المعالج النفسي مستعداً للحضور مع الطفل إلى المدرسة حين يشعر بحالة من الضيق و القلق أو عدم الارتياح، وأن يبقى مشجعاً ومدعماً له خلال هذه الحالة، كما ينبغي أن يكون المرشد حازما في قراره بشأن عودة الطفل إلى المدرسة بأسرع وقت ممكن.
ـ الخطوة الثالثة :
تتضمن هذه الخطوة التي تقوم بين المعالج النفسي و الطفل الذي يخاف من المدرسة ما يلي :
أ ـ أن يقوم المعالج النفسي بتعزيز أي سلوك يصدر عن الطفل بالاتجاه المطلوب (الذهاب إلى المدرسة) سواء أكان سلوكاً لفظياً أو سلوكاً إجرائياً.
ب ـ يقوم المعالج بتثبيط أي سلوك غير سوي يصدر عن الطفل وذلك من خلال استخدام أساليب عدم التعزيز لهذا السلوك مثل: الصمت، تجاهل السلوك ، تجاه بكاء الطفل …
ج-يمكن اللجوء إلى تغيير المدرسة كحل من الحلول المقترحة.


الكاتب : إعداد : كمال وبران

  

بتاريخ : 09/09/2024