العداؤون المغاربة يجدون صعوبة كبيرة في التأقلم مع الأجواء اليابانية

توقف مشوار العداء المغربي، مصطفى الإسماعيلي، عند الدور الأول من مسابقة 800 متر، بأولمبياد طوكيو، بعدما حل رابعا في السلسلة الاقصائية السادسة، مسجلا توقيت دقيقة و46 ثانية و05 ج م، في سباق سيطر عليه الكيني كورير، الذي فاز بالرتبة الأولى بتوقيت 1د و45 ث و33 ج م، بينما حل البولوني بوركوفسكي ثانيا بتوقيت 1 د و 45 ث و34ج م، فيما عادت الرتبة الثالثة للأمريكي هوبيل، الذي قطع المسافة في توقيت 1 د و45 ث و34ج م.
وفي المقابل، حقق مواطناه، عبد العاطي الكص وأسامة نبيل، التأهل بعدما احتلا على التوالي المرتبتين الرابعة والخامسة في السلسلتين الأولى والرابعة، ليختارا ضمن الستة أصحاب أحسن توقيت.
ووجد العداؤون المغاربة صعوبة كبيرة في التأقلم مع الأجواء العامة للحياة اليابانية، ولاسيما الفارق الزمني، الذي يبلغ ثماني ساعات، حيث اضطرب نومهم وزاد تعبهم، سيما وأنهم مطالبون بالتدريب يوميا، تحضيرا لدخول مجال التنافس.

الوصول المتأخر عقد الأمور

وصل عدد مهم من العدائين المغاربة إلى العاصمة اليابانية، طوكيو، يوم الاثنين الماضي، بعدما غادروا المغرب يوم الأحد، عبر رحلة فاقت 24 ساعة، تخللتها عملية تدقيق عالية بمطار طوكيو، وكان عليهم بد التحضير يوم الثلاثاء، أي قبل أربعة أيام فقط من موعد سباق الدور الأول.
ويرى العداء عبد العاطي الكص، الذي حطم رقمه الشخصي، في سباقه الأول بالأولمبياد، بعدما نقله من 1.45.16 إلى دقيقة و 44 ثانية و84 ج م، أنه عانى رفقة زملائه الذين جاءوا إلى العاصمة اليابانية يوم الاثنين الماضي من صعوبة التأقلم مع الجو العام بطوكيو، الأمر الذي انعكس على تحضيراتهم.
وقال الكص إنهم خلال اليوم الذي سبق السباق الأول ناموا 13 ساعة ( من الثالثة من مساء الجمعة إلى صباح السبت)، مؤكدا على أنهم إلى أول أمس السبت مازالوا لم يتأقلموا مع الأجواء اليابانية، ولا سيما الفارق الزمني الكبير، والذي يصل إلى ثماني ساعات.
وفي نفس السياق، قال أسامة نبيل إنه يجد هو الآخر صعوبة في الانسجام مع المناخ بطوكيو، لكنه تحمل ونافس بقوة من أجل التأهل إلى نصف النهائي، رغم أنه لم يدخل في السباق منذ بدايته، وانتظر حتى اللحظة الأخيرة لرفع إيقاعه، والتأهل ضمن الستة الأحسن توقيتا، رغم أنه حل خامسا في سلسلته.
وفي المقابل قال التونسي، عبد السلام عيوني، منافس العدائين المغاربة في هذه المسافة، إنه خاض سباق ربع النهائي في أجواء جيدة، حيث حافظ على لياقته واقتصد في مجهوده، حيث خاض سباقات تكتيكية أنهاها في الرتبة الثالثة، والتأهل بسهولة.
وأضاف العداء التونسي أنه تغلب على مشكل التأقلم، الذي كان صعبا، ولاسيما خلال الثلاثة أيام الأولى.
وألمح العداء عيوني إلى أنه حل بالعاصمة اليابانية يوم 24 يوليوز الماضي، وكان أمامه وقت غير كاف للاستئناس مع الجو العام باليابان، وقال « بدلنا مجهودات كبيرة يوم السباق، في وقت ينبغي أن نكون فيه مرتاحين كثيرا»، مشددا على أن الأوضاع الاستثنائية، التي فرضتها جائحة كورونا أثرت على تحضيرات العدائين في مختلف دول العالم.
وبدوره أفاد مصطفى الاسماعيلي، الذي غادر التنافس من الدور الأول، إن الفارق الزمني الكبير بين المغرب وطوكيو أربك العدائين، الذين أصبحوا ينامون في النهار ويستيقظون في الليل، ما جعلهم يصابون بعياء كبير.
وأشار الاسماعيلي إلى أنه وجد نفسه في سباق الدور الأول مجبرا على خوض سباق تكتيكي، لكن سوء تمركزه في البداية جعله يتخلف بعض الشيء، رغم أنه حاول تدارك الأمر في المائة متر الأخيرتين، ليجد نفسه في الرتبة الرابعة، التي لم تؤهله لنصف النهائي بسبب بطء السباق.
وحسب مصدر مختص في شؤون أم الألعاب، فإن التأقلم مع مناخ بلد كاليابان، يبتعد عن المغرب بثماني ساعات، يتطلب أن يكون الوصول قبل ثمانية أيام، بمعدل يوم لكل ساعة.

أولمبياد طوكيو
فرصة الاحتكاك

قال عبد العاطي الكص إن المنتخب الوطني للألعاب القوى يضم عدائين راكموا تجربة مهمة، وبإمكانهم المنافسة على الميداليات، على غرار سفيان البقالي ومحمد تندوفت، اللذين سيخوضان يومه الاثنين نهاية سباق 3000 متر موانع، واني الساعي، الذي سيدخل غمار التنافس على سباق 1500 متر، رغم أنه أصغر مشارك ضمن المنتخب الوطني، حيث لا يتعدى عمره 20 سنة.
وعدا هذا الثلاثي فإن أغلب العدائين الآخرين ستكون مشاركاتهم الأولمبية في دورة طوكيو من أجل كسب التجربة والاحتكاك، وبالتالي يمكن أن ننتظر تألقهم وظهورهم القوي في دورة باريس 2024، طبعا إذا ما حافظوا على خطهم التصاعدي وطوروا إمكانياتهم.
وأضاف الكص أن اكتفاء الأبطال المغاربة بالتحضير في المغرب فقط (إيفران والرباط)، لم يكن كافيا، بسبب عدم التمكن من خوض سباقات خارج المغرب، والاحتكاك مع العدائين العالميين، بسبب الأجواء الإستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، حيث أغلقت الأجواء، وبات السفر إلى الخارج صعبا. مؤكدا على الأوقات التي تأهل بها أبطالنا كانت بالمغرب، رغم أن الحلبات التي تتوفر عليها ليست من النوع الرفيع، تضاف إليها الأجواء العامة، ولاسيما الحرارة والرياح وغيرهما، ولو أتيحت لهم فرصة خوض السباقات على حلبات مثل التي تتواجد بالملعب الأولمبي بطوكيو لكانت النتائج والأوقات أحسن، متوقعا أن يخلق عداؤونا المفاجأة لأنهم سيخوضون السباقات في ظروف مناسبة للغاية.
وعموما، لا يسعنا إلا أن نتمنى حظا موفقا لكافة العدائين المغاربة، الذين يعدون الأمل الوحيد لإنقاذ ماء وجه الرياضة الوطنية، الذي لوثه التواضع و الأداء السلبي في أغلب الرياضات التي دخلت غمار التنافس، وخرجنا معها بنتائج كارثية، رفعت درجة الاحتقان لدى الجماهير المغربية، التي كانت تراهن على حضور مشرف، خاصة وأن التحضير للألعاب الأولمبية.


الكاتب : موفد الجريدة إلى طوكيو: إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 02/08/2021