تستمر فروع النوادي السينمائية في الانتشار عبر ربوع المدن المغربية، برعاية من الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، ترسيخا لثقافة الفن السابع، بحيث عرفت مدينة العرائش، أواخر شهر نونبر الماضي، افتتاح نادي سينمائي لها، يحمل شعار، النادي السينمائي جسر للتواصل الثقافي وتعزيز للوعي السينمائي.
و في هذا السياق، نظمت جمعية إشعاع للثقافات والفنون بالعرائش في إطار الشراكة المبرمة بين الجامعة الوطنية للأندية السينمائية ووزارة الشباب والثقافة والتواصل/قطاع الثقافة ،وبتنسيق مع المركز الثقافي بالعرائش، لقاءا سينمائيا تحث ظل “فقرة أربعاء السينما”، إذ حدد المنظمون كل اربعاء في الشهر، كموعد لعرض فيلم سينمائي بحضور مخرجه.
و اختارت الجهة المنظمة بمدينة العرائش، لافتتاح فقرة أربعاء السينما، عرض فيلم “جلال الدين” للمخرج حسن بنجلون، وذلك يوم الأربعاء 27 نونبرالماضي .
و حضرهذا الحدث، كل من المخرج حسن بنجلون إلى جانب عبد الخالق بلعربي رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، علاوة على أعضاء من المكتب الجامعي من بينهم الكاتب العام عبد الحق المبشور، وأمين المال الجيلالي بوجو والمخرج محمد الشريف الطريبق ومجموعة من الفنانين
و شهد العرض حضورا جماهيريا واسعا قدر ب350 مشارك، حيث غصت قاعة العروض بالمركز الثقافي ليكسوس باب البحر بمشاهدين من مختلف الأعمار
وفي كلمته الافتتاحية، أكد محمد عابد، رئيس جمعية إشعاع للثقافات والفنون، أن “أربعاء السينما” الذي سيُحتفل به كل أول أربعاء من الشهر، يهدف إلى إعادة إحياء ثقافة السينما في المدينة بعد غياب دام أكثر من 25 عامًا. وأضاف أن هذه المبادرة جزء من جهود الأندية السينمائية المغربية لتعزيز ثقافة الصورة، في وقت أصبحت فيه الثقافة البصرية تشكل جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، مع تأثيرات عميقة على المجتمع، خاصة في ما يتعلق بالوعي بالقيم الإنسانية كالتسامح، والحب، وحقوق الإنسان
وأكد رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، عبد الخالق بلعربي، من جهته، على أهمية هذه الشراكة، مشيرًا إلى أن التعاون مع وزارة الثقافة سيسهم في زيادة عدد الأندية السينمائية وتحسين نوعية الأفلام التي تعرضها، وبالتالي المساهمة في تطوير المشهد السينمائي المغربي بشكل عام
هذا، واعتبر المنظمون أن هذا الحدث ثمرة شراكة مثمرة ومتميزة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، والجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، التي تهدف إلى تعزيز الحضور الثقافي السينمائي في مختلف مناطق المملكة، وتسعى إلى تجديد النشاط السينمائي الوطني، حيث توفر الوزارة الدعم اللازم لضمان استمرارية الأنشطة الثقافية السينمائية، وانتشارها في الأندية السينمائية المحلية، مما يساهم في تنمية جمهور السينما في المغرب ودمقرطة فعل المشاهدة
و أضاف نفس المصدر أن التظاهرة تعد نموذجا حيا للتعاون المثمر بين النادي السينمائي لجمعية إشعاع للثقافة والفنون برئاسة السينفيلي والشاعر محمد عابد ومديرة المركز الثقافي ليكسوس و الجامعة الوطنية للأندية السينمائية ووزارة الثقافة التي تدعم الثقافة السينمائية وتساهم في نشر ثقافة الصورة في المغرب من خلال إحداث قاعات سينمائية، وتعد مثل هذه المبادرات، التي تجمع بين الفنون والأنشطة الثقافية، خطوة هامة نحو بناء مجتمع واعٍ وقادر على التفاعل مع القيم الإنسانية العميقة التي تعكسها السينما.
من جهة ثانية فإن الفيلم السينمائي استمر 90 دقيقة، وجسد رؤية سينمائية غنية بالعمق الفكري والجمالي للمخرج حسن بنجلون، حيث طرح قضايا إنسانية كبرى تتعلق بالتسامح والمصالحة، وهي موضوعات تلامس واقعنا المعاصر وتجاوزت حدود المجتمع المغربي. الفيلم يقدم سردًا فنيًا تحليليًا لشخصية “جلال الدين”، الذي يواجه تحديات الحياة ويتفاعل مع معاني الحب والتسامح وقبول الآخر، في ظل تحولات اجتماعية ونفسية معقدة. وقد لاقى الفيلم استحسانًا كبيرًا من الحضور، حيث عبر العديد من المتابعين عن تقديرهم للمناقشات التي أثارها، خصوصًا تلك المتعلقة بمفاهيم التصوف والتسامح
وللتذكير فإن الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، تعد جمعية ثقافية وطنية تساهم في تنشيط الحقل السينمائي والسمعي البصري، تأسست سنة 1973، وتهدف من خلال أنشطتها على تشجيع ودعم تأسيس أندية جديدة، تطوير وتنسيق نشاط الأندية الأعضاء في الجامعة، التعاون والتنسيق مع الجمعيات السينمائية