العطلة المدرسية تنعش السياحة الداخلية بمراكش

تشهد مراكش منذ نهاية الأسبوع المنصرم إقبالا يتزايد يوما بعد يوم، من الزوار القادمين من مناطق مختلفة من المملكة الذين اختاروا قضاء العطلة المدرسية البينية بها. وانعكس هذا الإقبال بشكل واضح على مجموع المرافق السياحية التي تعتبر ملاذا للأسر المغربية، من مطاعم و أسواق وفضاءات كساحة جامع الفنا وحدائق ومواقع تاريخية.
و يتحدث المهنيون عن انتعاش اقتصادي ملحوظ بفعل الإقبال الكبير للأسر المغربية على المدينة، شمل الأسواق التقليدية وفضاءات تقديم الوجبات أمكنة الاستقبال من فنادق وشقق مفروشة.
الانتعاش الذي صاحب هذا الإقبال، شمل أيضا المناطق السياحية المحيطة بالمدينة،
وخاصة الجبلية منها، التي تشكل هذا الأيام وجهة مفضلة لزوار مراكش، الذي يفضلون قضاء يوم بين أحضان الطبيعة و لا سيما بعد الازدهار النسبي الذي عرفته بفعل التساقطات الأخيرة.
وفي السياق ذاته، تعرف منطقة أوريكا الجبلية، وهي وجهة سياحية معتادة ومفضلة لدى الأسر المغربية، اكتظاظا في الأيام الأولى من العطلة. وتعرف مطاعمها المصطفة على ضفة الوادي انتعاشا مهما من قبل الزبناء. ويقول المهنيون إن نسبة نمو الإقبال السياحي على المنطقة تشارف على 50 بالمائة مع بداية العطلة، و يتوقعون أن يرتفع هذا الرقم ابتداء من يوم الجمعة المقبل إلى ما يتجاوز 70 بالمائة.
و يؤكد المهنيون أن هذا الانتعاش الذي عرفته منطقة أوريكا، لم يتوقف عند حدود المطاعم الشعبية، وإنما امتد إلى دور الضيافة والبيوت المعدة للكراء والفنادق غير المصنفة، التي ارتفع الطلب عليها من قبل الأسر التي ترغب في قضاء عدة أيام بهذا الفضاء.
الانتعاشة السياحية التي تعرفها مراكش خلال العطلة المدرسة، لم تخل من منغصات، تكدر على الزوار حماسهم للمدينة، بسبب عدد من المشاكل التي استعصى على المجلس الجماعي ابتكار حل لها، وفي مقدمتها مشكل مواقف السيارات، ولا سيما قرب ساحة جامع الفنا، حيث اشتكى عدد من الزوار من هذه الوضعية التي تتسبب في إهدار وقت طويل بحثا عن مكان لركن سياراتهم، و عدد منهم يضطر للتخلي عن مشروع زيارة الساحة التاريخية، بعدما أنهكته رحلة البحث الطويلة عن موقف لسيارته.
هذا الوضع لا يخص فقط المناطق المحيطة بساحة جامع الفنا، وإنما يشمل أيضا عدة أحياء بالمدينة، وخاصة بمنطقة جليز التي تشكل وجهة ومعبرا أساسيا للزوار، حيث أدت أشغال التهيئة التي تنجزها الجماعة به، إلى حرمان المواطنين من أماكن ركن سياراتهم بمقاطع مهمة منه، مثلما تسبب ذلك في صعوبة التحرك بشوارعه الرئيسية، التي زادت من حدتها ارتفاع العربات بفعل تحرك الزوار والسكان بها.
ويشتكي زوار المدينة من شراسة حراس مواقف السيارات بشوارع المدينة وأزقتها، الذين يعرضون أصحاب السيارات لأسوأ حالات الابتزاز، بسبب ندرة أماكن ركن عرباتهم.
و يذكر أن مظاهر إقبال السياح الداخليين على مراكش، انضافت إلى الإقبال المهم الذي تعرفه المدينة من قبل السياح الأجانب الذين صاروا بتنوع كبير، لم يعد يقتصر على الوجهات الأوربية، وإنما انضاف إليها السياح الآسيويون من هنود و باكستانيين وصينيين وخليجيين.


الكاتب : مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 07/05/2025