العلاج يمتد لأشهر وسنوات للوصول إلى مرحلة التوازن والصوم رهين برأي الطبيب
أكد البروفيسور هاشم تيال في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن المريض الذي يتابع علاجا بسبب الإصابة بمرض نفسي أو عقلي لا يجب عليه أن يتوقف عن تناول الأدوية أو تغيير توقيت أخذها بشكل ذاتي خلال شهر رمضان دون الرجوع إلى الطبيب المعالج، محذرا من إمكانية التعرض لمضاعفات صحية نفسية وخيمة في حال الإقدام على هاته الخطوة.
وشدّد الاختصاصي في الصحة النفسية والعقلية على أن الشخص الذي يخضع للعلاج النفسي يجب أن يستشير طبيبه المعالج بخصوص إمكانية الصوم من عدمه، موضحا أن مسيرة العلاج قد تتطلب أشهرا أو سنوات في عدد من الحالات المرضية للوصول إلى تحقيق توازن نفسي، الذي قد يصبح مهددا بالتصدّع في حال قرر المريض الصوم وتأخير تناول أدويته إلى ما بعد آذان المغرب بقرار شخصي منه. وأوضح تيال أن العلاج الموجه للمرضى الذين يعانون من أمراض نفسية وعقلية يتخذ شكلين اثنين، لكن الإشكال يُطرح في الشق المتعلق بالأدوية فقط أما الشق الثاني الذي يخص حصص وجلسات العلاج النفسي فليس هناك أي إشكال بشأنها خلال الشهر الفضيل.
وأبرز المتحدث أنه يمكن تفادي حالة التصدّع النفسي التي قد يتعرض لها المريض خلال رمضان والتي من شأنها أن تؤدي إلى ظهور الأعراض المرضية السابقة المختلفة من جديد وأن تتسبب في انتكاسة صحية له، لأن الطبيب قادر في بعض الحالات المرضية بعينها، على أن يصف أدوية أخرى لها نفس التأثير الصحي الإيجابي كما أن فعاليتها تدوم لزمن أطول، بما يتيح للمريض إمكانية مشاركة طقوس الشهر الكريم كاملة مع محيطه صياما وقياما، مشددا على أن هذه الخطوة يمكن اللجوء إليها من أجل تفادي انهيار كل ما تحقق من تراكم إيجابي خلال المسيرة العلاجية للمريض.
وأوضح البروفيسور تيال أن رمضان له بعد روحاني كبير من المهم الاستفادة منه ومن طقوسه الدينية والدنيوية للراحة النفسية التي يمكن للشخص أن يحس بها ويعيشها، لكن مع الحرص على عدم تعريض الذات للخطر، منبها في نفس الوقت إلى عدد من الممارسات التي تكثر خلال هذا الشهر بسبب تداعيات الانقطاع عن الأكل والشرب والتدخين بالنسبة للبعض، التي قد تؤدي إلى موجات من القلق وإلى حالات من الانفعال جراء ضعف ما يمكن وصفه بالطاقات والقدرات النفسية والجسمية. وأشار الخبير في الصحة النفسية والعقلية إلى أن هذه الممارسات بات متعارفا عليها بـ «الترمضينة»، مؤكدا أن عدم القدرة على التحكم في النفس والسلوكات يبقى أمرا واردا لتأثير بعض المواد على الجسم، خاصة تلك التي تصنف ضمن خانة المخدرة، ونفس الأمر بالنسبة لقلّة النوم، مشددا على ضرورة التعامل مع الأمر بشكل رصين وبنوع من التوازن لتفادي كل التبعات التي قد تقع والتي قد لا تحمد عقباها في عدد من الحالات.