وضع المنتخب الوطني الرديف حدا لمغامرة نظيره السوري في بطولة كأس العرب لكرة القدم، بعدما انتصر عليه بهدف دون رد في المباراة التي جمعتهما، أول أمس الخميس، على ملعب خليفة الدولي في الدوحة برسم دور الربع، ليبلغ نصف النهائي للمرة الثالثة في تاريخ مشاركاته الخمس في البطولة.
ويدين المنتخب الوطني بهذا التأهل الثمين إلى المهاجم وليد أزارو، الذي دخل بديلا في الدقيقة 24 بدل المصاب طارق تيسودالي بارتجاج في المخ، ليخطف هدف الفوز في الدقيقة 79، بعد متابعة كرة مرتدة من الحارس السوري إلياس هدايا، إثر تسديدة قوية للبديل الآخر منير شويعر.
وجاء هذا الانتصار ليحافظ المغرب على آماله في الفوز بلقب ثان في تاريخه، بعد التتويج الأول عام 1992 في السعودية بقيادة المدرب إريك غيريتس، علما بأن أسود الأطلس كانوا قد حلوا في المركز الثالث عام 2002، قبل أن يتوجوا أبطالا مجددا عام 2012 على حساب ليبيا.
وشهدت انطلاقة اللقاء أفضلية نسبية للمنتخب السوري، الذي حاول مباغتة الدفاع المغربي، لكن دون تشكيل خطورة كبيرة على الحارس المهدي بنعبيد. لكن العناصر الوطنية ردت سريعا ببناء أولى العمليات الهجومية عبر أسامة طنان وأمين زوحزوح، قبل أن يحصل حمزة الموساوي على ركنية كادت تمنح الهدف الأول في الدقيقة التاسعة.
وتألق الحارس السوري هدايا في التصدي لرأسية خطيرة لأمين زوحزوح (د 12)، فيما أنقذ المهدي بنعبيد مرماه من تسديدة قوية لمحمود الأسود (45+1).
وفي نهاية الشوط الأول، اقترب المنتخب الوطني من التسجيل عبر وليد الكرتي الذي كان قريبا من هز الشباك (د 40)، قبل أن ينخفض إيقاع اللعب نتيجة قوة الاندفاع البدني السوري وتماسك دفاعه.
ومع انطلاقة الشوط الثاني، كثف المنتخب الوطني ضغطه ووصل إلى مناطق السوريين في أكثر من مناسبة، لكن كل المحاولات افتقدت الفعالية في الأمتار الأخيرة.
ولإعطاء دفعة جديدة للهجوم، أجرى المدرب طارق السكتيوي ثلاثة تغييرات دفعة واحدة في الدقيقة 67، بإشراك أشرف مهديوي، منير شويعر ومحمود بنتايك مكان وليد الكرتي وحمزة الموساوي وأمين زوحزوح.
وبعد دقائق قليلة، سدد أسامة طنان كرة قوية تصدى لها هدايا، قبل أن يأتي الحل عبر أزارو الذي استغل كرة مرتدة من تسديدة شويعر وأسكنها الشباك (د 79).
ورغم طرد المدافع البديل محمد مفيد في الثواني الأخيرة (90+1)، نجح الفريق الوطني في الحفاظ على تقدمه، بل كان قريبا من مضاعفة النتيجة عبر سفيان بوفتيني الذي سدد فوق المرمى أمام فرصة سانحة (90+6).
وبهذا تكون رحلة المنتخب السوري قد وصلت على نهايتها عند دور الربع، بعد أداء مقنع في دور المجموعات حيث تأهل مع فلسطين على حساب تونس وقطر المضيفة، ليفشل نسور قاسيون في بلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1992 حين حلوا رابعين.
ورغم أن طارق السكتيوي لم يحصل على الوقت الكافي لإعداد لاعبيه لهذه البطولة، ورغم الإصابات التي حدت من اختياراته التقنية، إلا أنه نجج في زرع روح التنافس والإصرار لدى لاعبيه، بغاية تشريف كرة القدم المغربية، ومواصلة البحث عن تتويج آخر يغني الرصيد الوطني.
العناصر الوطنية تواصل تألقها رغم الغيابات والإصابات .. هدف قاتل ينهي المغامرة السورية ويضع المنتخب الوطني في نصف نهائي كأس العرب
الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 13/12/2025

