العنوان في ديواني «منمنمات» لإدريس علوش و «محض مزاج» لمحمد عابد

 

الإحاطة الأولى:
سبب النزول

في وقت متزامن، أصدر الشاعران إدريس علوش ومحمد عابد ديواني شعر، الأول اختار له من الأسماء»منمنمات»، والثاني سماه «محض مزاج».
أول ما تبادر إلى ذهني، وأنا أتصفح الديوانين، هو وجود تقابلات ممكنة بين الديوانين، وفي نفس الوقت بين الشاعرين.
هذه التقابلات يمكن أن تكون تاريخية مرتبطة بالنشر والتداول والشيوع والتلقي، كما يمكن أن تكون فنية مرتبطة بالأسلوب وتقنيات الكتابة .
في سياق آخر، هذه التقابلات الممكنة قد تكون توافقية، وقد تكون تعارضية، الأمر الذي يجعلها ذات إحاطات عديدة ومتنوعة لا يستطيع الاطلاع عليها إلا من كان متابعا للشاعرين، أو مرافقا لهما، تماما كما أفعل أنا منذ مدة تزيد عن 30 سنة، أزاوج بين التتبع الشعري لهما، وبين الصداقة التي تربطني بهما.
الأسئلة الذي يمكن طرحها، بعد هذه التوطئة، ودائما بنفس الشغب الشعري:
هل يقبل الشاعران بهذا الشغب الشعري الذي يجعلني ألعب على حبلين أو ديوانين شعريين؟
ماذا لو مالت كفتي الشعرية لجهة على جهة، خاصة وأن التقابلات تفترض أحكاما قيمية في أبسط الحالات؟
هل يغفر لي الشاعر ادريس علوش إذا ما ملت في اتجاه الشاعر محمد عابد؟وهل يقبل مني الشاعر محمد عابد تفضيلي المحتمل للشاعر ادريس علوش؟
ما لو قلت، إن ديوان «محض مزاج» يتفوق جماليا على ديوان» منمنمات»؟ ماذا لو قلت، إن ديوان «منمنمات» يتميز فنيا على ديوان «محض مزاج»؟ إلى أي حد سأكون موضوعيا في تعاملي مع عملين شعريين لصديقين مقربين؟
ماذا سيحدث إذا تماديت في شغبي الشعري وحاولت تحديد كم المياه الشعرية التي مرت من تحت جسر القصيدة في منطقة الشمال، التي ينتمي إليها الشاعران، منذ «الطفل البحري»، الديوان الأول الشاعر ادريس علوش، و»علبة الخسائر»، الديوان الأول للشاعر محمد عابد؟
هل يمكنني اعتبار العملين الشعريين الأخيرين(منمنمات) و(محض مزاج) إضافة نوعية وكمية تغني الخزانة الشعرية المغربية؟
هل يحق لمدينة العرائش الافتخار بالشاعرين ادريس علوش ومحمد عابد، وبالتالي الاحتفال والاحتفاء بهما؟ وهل يمكن اعتبار نفسي محظوظا لأني صديق قريب للشاعرين إدريس علوش ومحمد عابد؟

الإحاطة الثانية:
مبررات الغلاف والعنونة

في البدء، لا من الإشارة إلى أن العنونة ((La titrologie أصبحت دراسة أدبية قائمة بذاتها، مع تطور مجال الاشتغال الأدبي وانفتاحه على محيطات جمالية ومنهجية أخرى، كالسيميوطيقا والأسلوبية والرمزية والمقصدية والسرديات وتحليل الأنساق الأدبية ونظرية التلقي وغير ذلك من المناهج والنظريات الأدبية.
كذلك، أصبحت للعنونة أهمية ملحوظة في تحديد المرجعيات المتعلقة بالكتب، وإمكانيات التأثير على القارئ وعلى المتلقي، انطلاقا من اعتبار العنوان مدخلا أساسيا لفهم الكتاب والقبض على بعض منطلقاته، وعلى اعتبار أنه المرشد الأول في عملية التحليل والاستقراء، وفي إمكانيات التأويل، وكذلك من اعتباره مكونا مفاهيميا له أبعاد دلالية ورمزية تفيد في البحث عن منطلقات الكتاب، وعن خلفيات الكاتب الممكنة.
انطلاقا مما سبق، واعتمادا على المقولة التي تعتبر العناوين أنساب المضامين، وأن للعنوان وظائف هي، الإغراء والإيحاء والوصف والتعيين، سنتناول ديوان «منمنمات» للشاعر ادريس علوش وديوان» محض مزاج» للشاعر محمد عابد، محاولين الاعتماد على المقارنة بين العنوانين للوصول إلى الحالة الشعرية للشاعرين، والبناء الفني للعملين الشعرين من خلال عتبة العنوان، والتي تتشارك مع عتبات أخرى في بلورة الهيئة العامة للديوانين.
إذا كان العنوان علامة لغوية تعرف بهوية النص، فهل العنوانان فعلا يحيلان على هوية الديوانين؟وإذا كان العنوان يحدث إحالات وإحاءات لغوية وفكرية وجمالية في ذهن القارئ، فأين تتجلى هذه الترددات في الديوانين؟
وإذا كان العنوان هو الإشارة التواصلية الظاهرة التي تدل على باطن النص ومحتواه، فهل عنوان الديوانين يعكس بأمانة محتواهما؟
وإذا كان العنوان مدخلا يسهل عملية التلقي، ويساهم في التأثير على الذهن عند قراءته، فهل يسهل عنوان الديوانين تلمس الطريق نحو فهم الحمولة الدلالية التي يقدمانها للقارئ؟
صانع العنوان هو الكاتب، فهل أتقن الشاعران صناعة عنوان ديوانيهما، أم كان انتقاء العنوان مجرد خدعة للتمويه ولاستدراج القارئ؟
قبل العنوان، لابد من التعريج على الغلاف، لأنه موضع العنوان ومركزه، لذلك، شكل الغلاف ولونه ومكان تثبيت العنوان فيه واللوحة أو الأشكال أو الرسومات المبثوثة فيه، كلها عناصر لها أهميتها في النظر إلى الكتاب وفي قوة التأثير التي يمارسها غلاف الكتاب على المتصفح والقارئ والدارس.
إذا وضعنا ديوان الشاعر دريس علوش «منمنمات» في مواجهة مباشرة مع ديوان الشاعر محمد عابد «محض مزاج»، سنجد التقابلات الشكلية التالية:

لون الغلاف:
—————
ديوان محض مزاج؛لون واحد
(الأبيض)
ديوان منمنمات؛ متعدد الألوان (أحمر/أصفر/بني)

خطوط الكتابة:
——————
محض مزاج؛ نوع واحد/بارز/عادي
منمنمات؛ متعدد النوع والحجم/مزخرف

موقع اسم الكاتب:
———————-
محض مزاج؛ في الأعلى
منمنمات؛في الأسفل

موقع العنوان:
—————-
محض مزاج؛ في الأعلى، فوق اللوحة
منمنمات؛ في الأسفل، تحت اللوحة

لوحة الغلاف:
—————-
محض مزاج؛ الفنان المغربي، عزيز أزغاي
منمنمات؛ الفنان العالمي، Paul Klee

خلفية الغلاف:
——————
محض مزاج؛ نص من ديوان الشاعر منمنمات؛ شهادات في حق الشاعر
مصمم الغلاف:
——————
محض مزاج؛ الشاعر
منمنمات؛ دار النشر

أول ما يمكن الانتباه إليه، قبل استقراء العناصر المكونة للغلاف، هو الشكل العام الذي يحدده، هل هو شكل عادي ثابت تقليدي، أم هو شكل تجريدي متحرك عصري.
نظرة مقارنة بسيطة إلى غلاف الديوانين توحي بالتقابل، إن لم يكن التعارض، بينهما في الشكل العام، فالشاعر محمد عابد اختار لديوانه الشكل الواقعي المعروف، والذي يتحدد في اسم الكاتب أولا ثم بعده العنوان ثم لوحة الغلاف فجنس الكتاب.بينما اختار الشاعر ادريس علوش لديوانه شكلا مختلفا غير من ترتيب العناصر المكونة للغلاف، فجاء الديوان في شكل تجريدي مختلف عن المعروف والمعلوم والمطروق.
في ما يتعلق بالعناصر الأخرى، كلها تصب في اتجاه تفوق ديوان «محض مزاج»، من حيث استخدام الألوان، لأن إحالات اللون الأبيض يمكنها أن تقدم الكثير من المؤشرات الإيجابية للعين بالمقارنة مع اللونين الأحمر والأصفر، كما أن استخدام لوحة الفنان عزيز أزغاي في ديوان»محض مزاج» كان موفقا مقارنة مع استخدام اللوحة في ديوان»منمنمات»، أضف إلى هذا، اختيار الخط بشكله وحجمه، وترتيب العناصر الأخرى داخل الغلاف.
أي الغلافين أسلم فنيا، وأكثر تأثيرا، وأقرب إلى عين ووجدان المتلقي؟

الإحاطة الثالثة:
البعد الدلالي لعتبة العنوان

نعود إلى العنونة، وننطلق من الطرح الذي يعتبر العنوان أول عبارة بارزة في الكتاب، وأنه رسالة لغوية تعرف بهوية النص، ونتساءل:هل العنوان في الديوانين، متعدد الأبعاد أم له بعد واحد؟هل يعكس العنوان في الديوانين، بأمانة، مضمون الديوانين؟
ننطلق، كذلك، من فرضيات منهجية تمكننا من استخلاص بعض النتائج الدلالية التي تسعفنا في المقارنة بين الديوانين، منها الأبعاد التداولية للعنوان، كالبعد الثقافي والبعد الواقعي، والبعد الإرشادي المتعلق بالتسمية، والبعد الإشهاري المتعلق بالتداول التجاري، وغير ذلك من الأبعاد التي تستطيع المساعدة في بناء التصور العام للعنونة في الديوانين.
منذ الوهلة الأولى نجد أنفسنا أمام عنوانين متعارضين في كل شيء، ديوان (منمنمات) عنوانه مفرد، وديوان (محض مزاج) عنوانه مركب، الأول اسم والثاني جملة إسمية، الأول له إحالة على حالة خارجية، والثاني له إحالة داخلية، الأول يمكن أن يكون مرتبطا بنصوص الشاعر، والثاني يمكن أن يكون مرتبطا بذات الشاعر.
من جانب آخر، الديوان الأول يمكّن من استكشاف بعد تاريخي أو ثقافي أو فني من خلال تسميته، بينما الديوان الثاني نجده ذا بعد ذاتي وجداني مرتبط بالإحساس الداخلي الإنساني.
هل هناك تفسير دلالي يستطيع إيجاد الفارق بين الديوانين، سواء في اختيار العنوان أوفي إحالاته الموضوعية؟إلى أي حد يستطيع عنوان أحد الديوانين خلخلة أفق انتظار القارئ، وتقديم مدخل منسجم مع النص الأصلي المبثوث بين دفتي الديوانين؟ أي العنوانين يؤدي وظيفته الإشهارية والتجارية كاملة، حينما يستطيع إقناع المتصفح باقتنائه؟
نبدأ بديوان «منمنمات»، ونتساءل عن المعنى الدلالي للكلمة، لنجد أن نمنم ينمنم، نمنمة، والمفعول مُنَمْنم، تعني ما تخطه الريح على التراب وما تتركه عليه من الأثر، كالكتابة مثلا.
وتعني كذلك، عندما ترتبط بالشيء، زخرفه وزينه ونقشه بشكل دقيق، كما تعني الرسم بالنقط الصغيرة والتصميم أو الكتابة بالحجم الصغير، والمنمنمة تعني كذلك الرسم الدقيق المفصل أو صورة أو رسم يزين المخطوطات المزخرفة.
المنمنمات، في آخر المطاف، إحالات دلالية لها علاقة مباشرة بالثقافة والفنون.
لماذا اختار الشاعر ادريس علوش كلمة منمنمات لتسمية ديوانه بها؟
هل ليعطينا الانطباع بأن الديوان هو لوحة فنية زخرفية، أم ليؤكد لنا أن كتابته الشعرية يمكن أن تترك أثرا لها في وجدان القارئ، أم ليوهمنا أنه، وهو يكتب الشعر، يرسم وينحت ويصور ما تراه العين وتحسه الروح، أم هو يحاول أن يقدم لنا هذه العناصر مجتمعة كإحالة دلالية وثقافية وجمالية تحدد ديوانه؟
ننتقل إلى ديوان «محض مزاج» لنجد أن التركيب المكون من الكلمتين، هو جملة إسمية، وأن هناك علاقة إضافة تجمع بين الكلمتين، وأن هذه الإضافة المعنوية تفيد التخصيص لأن المضاف إليه نكرة.
المزاج، لغويا، يعني ما يمزج بين الشراب ونحوه، وهو يعني كذلك، استعداد جسمي وعقلي، كان القدماء يعتقدون أنه ينشأ عندما يتغلب في الجسم أحد العناصر المكونة لأنواع المزاج الأربعة، الدموي والصفراوي والسوداوي والبلغمي.
والمزاج إذا ارتبط بصاحبه، يصبح مزاجيا، أي متقلب المزاج، أو يسير على مزاجه، أي فعل ما يشاء.أما كلمة محض، فهي جمع محاض، وهو الخالص من كل شيء لا يخالطه شيء.
ما هي المبررات الممكنة للشاعر محمد عابد التي جعلته يسمي ديوانه «محض مزاج»؟
«محض مزاج» هو تعبير مجازي، يعني ويرتبط بالحالة النفسية للشاعر، فهل الحالة النفسية هي التي دفعت الشاعر لاختيار العنوان؟ وإذا كان الحال كذلك، فهل يعني أن الشاعر اختار عنوان ديوانه، هكذا اعتباطا بمحض مزاج، أم كان يحاول توصيف حالة الإلهام الشعري التي يمكن أن تحدد قصائد ديوانه؟
كيفما كان الحال، التقابل بين العنوانين من الناحية اللغوية يوحي بالتعارض في كل شيء، في التركيب اللغوي، في عدد الكلمات، في الإحالة الدلالية وحتى في الارتباط بالذات الشاعرة.
ننتقل إلى المستوى الدلالي للعنوانين لنجد ديوان عنوان ديوان»منمنمات» له إحالة تاريخية وثقافية عامة ترتبط بالعالم الخارجي الذي يتحرك فيه الشاعر، بينما عنوان ديوان «محض مزاج» له إحالة نفسية داخلية مرتبطة بالذات التي يعبر عنها ومن خلالها الشاعر.
في هذا المستوى، نجد تعارضا دلاليا عميقا بين العنوانين، فإذا كانت النظرية الشعرية التقليدية ترى أن الشاعر لا يكتب إلا في حالة الصفاء الروحي والذهني الذي يجعله قريبا من الواقع والمحيط ملما به فاهما إياه ومفسرا له بأريحية وهدوء وتفكير، فإن عنوان ديوان»منمنمات»قد يكون معبرا عن هذه النظرية، مادام الشاعر ادريس علوش يدعو إلى ذلك بإحالة إضافية للعنوان الرئيسي سماها»قصائد موغلة في المعنى»، الشيء الذي يفهم منه أن الشاعر يدعو إلى التروي والتفكير في التعامل مع نصوصه.بينما نجد عنوان ديوان»محض مزاج» يرتبط أكثر بالنظرية الشعرية الحديثة التي تربط الكتابة بالقلق والحزن والألم والتوتر، إذ لا يخفى ما لهذا العنوان من ارتباط بالحالة النفسية للشاعر، ما دام المزاج هو حالة عقلية تتعلق بتوتر الأعصاب وانقباضها، أما إذا أضفنا إلى كلمة مزاج كلمة محض، فهذا يعني إيغال الشاعر في عقلانيته، ودعوته الضمنية إلى التعامل مع نصوصه باعتبارها إفرازا لحالة نفسية متوترة، بعيدا عن أي تفسير ممكن لهذه الحالة.
وإذا حاولنا إحداث تقابل بين الديوانين، سنجد منمنمات يدعوا إلى الهدوء والتبصر، وهو بهذا يدعو إلى فهم العالم من خلال إعادة تشكيل الواقع في قصائده، بينما نجد محض مزاج يدعو إلى القلق، وهو بهذا يرفض العالم والواقع، بالرغم من أنه يعيد تشكيله كما هو الحال في قصائده.
يبقى السؤال الذي يجب طرحه في هذا السياق الدلالي هو، هل الإلهام الشعري يرتبط بالحالة العقلية للشاعر أم بعاطفته، هذا مع الاتفاق أن الذات الشاعرة هي المنطلق الأولي للنزعتين العقلانية أو العاطفية؟ وبتعبير آخر، أي العنوانين أقرب إلى الشعرية العربية؟
قد يكون الجواب كامنا في تعارض آخر يتعدى العنوانين إلى الشاعرين، هذا التعارض يكمن في السيرورة الشعرية لكليهما، فالشاعر ادريس علوش قطع أشواطا شعرية عديدة بعد ديوانه «الطفل البحري» أوصلته إلى تجاوز النظرة السكونية للواقع، وبالتالي اقتنع بضرورة التخلي عن الخلفية الإيديولوجية، وتعويضها بالغنائية الشعرية كبديل شعري مفاهيمي، بينما ظل الشاعر محمد عابد مخلصا لاتجاهه الشعري منذ ديوانه «علبة الخسائر»، لم يغير من نظرته أومفهومه الشعري؛ الواقع ولا شيء يعلو على الواقع.
يقول الشاعر محمد عابد:
لست عطارا
ولا غشاشا في أسواق التوابل
لست بائع إسفنج
لأعطيك وصفة لامتصاص الغضب
لست وزيرا
لأعلمك الحيل
أنا فقط
هنا
أقول لا.
ويقول الشاعر ادريس علوش:
ماذا…
لو وضعت كل كتبي
في جب
وتركت الحروف تفر
كالفراشات
يفصلني عن هزيع الليل
علب من
الدخان
وسعال بارد.
هل هذان النموذجان يعبران عن عنوان الديوانين بإيحالاتهما اللغوية والدلالية؟
هل العنوانان»محض مزاج» و»منمنمات»يعبران عن الانتماء الشعري للشاعرين ادريس علوش ومحمد عابد؟
كيفما كان الحال، مياه شعرية كثيرة مرت من تحت جسر قصيدة النثر المغربية، التي ينتمي إليها الشاعران، منذ»الطفل البحري»،الديوان الأول للشاعر ادريس علوش الذي صدر سنة 1990، و»علبة الخسائر»، الديوان الأول للشاعر محمد عابد الذي صدر سنة 2005.
«منمنمات» و»محض مزاج»هما بالتأكيد، إضافة نوعية وكمية تمكن من إغناء الخزانة الشعرية المغربية، في انتظار التفاتات نقدية تعطي للديوانين قيمتهما الفنية وجدواهما الشعرية.


الكاتب : محمد بنقدور الوهراني

  

بتاريخ : 19/05/2023