تم يوم الاثنين الماضي، بقصر المؤتمرات بالعيون، تقديم العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل «صحاري – سلم وسعى» للمخرج مولاي الطيب بوحنانة، الذي من المقرر عرضه رسميا بالقاعات السينمائية يوم 19 يونيو الجاري، وذلك بحضور طاقم الفيلم، وشخصيات من مشارب مختلفة.
وتدور أحداث فيلم «صحاري – سلم وسعى» (119 دقيقة) خلال الفترة ما بين سبعينات وتسعينات القرن الماضي، حول ثلاثة أشقاء «حمد» و»السالكة» و»عمار»، ينحدرون من الأقاليم الجنوبية للمملكة، قرروا بعد المسيرة الخضراء أن يفترقوا ويعيش كل واحد منهم حياته بمفرده.
وظن الإخوة الثلاثة، في البداية، أن فراقهم لن يدوم سوى بضعة أيام أو أسابيع، حتى وجدوا أنفسهم في خضم صراع طويل الأمد، لكن الحنين لبعضهم البعض سيدفعهم إلى مواجهة كل الصعاب على أمل جمع الشمل مرة أخرى.
وبعد سنوات من الفراق، وتسارع الأحداث والظروف، تتقاطع أفكار الإخوة الثلاثة مرة أخرى، خاصة بعد ما تعرضت والدتهم لوعكة صحية، حيث قرر «حمد» بذل كل ما في وسعه للعثور على شقيقيه المعرضين للخطر، ولم شمل الأسرة.
وقال المنتج والمخرج، مولاي الطيب بوحنانة، في كلمة على هامش هذا العرض، إن عملية إنتاج هذا الفيلم الروائي، الذي عرض بحضور جميع الممثلات والممثلين المشاركين في الفيلم، هي ثمرة عمل طويل الأمد من أجل التدقيق في مختلف تفاصيله.
واستعرض الأجواء الطيبة التي تم خلالها تصوير الفيلم، بفضل روح التعاون التي سادت بين جميع الممثلين، سواء على المستوى الفني أو على مستوى الترجمة.
وأضاف السيد بوحنانة أن «قصة هذا الفيلم عاشتها عدة عائلات تنحدر من الأقاليم الجنوبية خلال سبعينات القرن الماضي».
من جانبه، عبر الممثل محمد بوالشايت، الذي أدى دور «عمار»، عن اعتزازه الكبير بالمشاركة في هذا الفيلم الذي يشكل، بالنسبة له، تجربة غنية على المستويين الإنساني والمهني، مشيدا بتنظيم العرض ما قبل الأول لهذا الفيلم بمدينة العيون، باعتبارها المكان الذي يدور فيه جزء كبير من أحداث الفيلم.
ويشهد فيلم «صحاري – سليم وسعى»، وهو أول شريط طويل للمخرج والمنتج مولاي الطيب بوحنانة، مشاركة نخبة من الممثلين البارزين، من بينهم فاطمة الهراندي «راوية» ومحمد خويي وأنس الباز ونادية كوندة، بالإضافة إلى ممثلين محليين مثل يوسف التاقي وعلية الطوير ومحمد بو الشايت.
وحصل هذا الفيلم على العديد من الجوائز الوطنية والدولية، من أبرزها جائزة أحسن فيلم عربي في الدورة الـ 39 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط (مصر 2023)، وأفضل فيلم متكامل (الجائزة الكبرى) خلال الدورة الخامسة لمهرجان سينمانا الدولي بمسندم (سلطنة عمان 2024).
كما حصل على جائزة أحسن سيناريو خلال الدورة الـ 15 للمهرجان الدولي للفيلم بجيبور (الهند 2023)، وجائزة أفضل ديكور في نفس المهرجان، بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم خلال الدورة الـ 11 للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة (المغرب 2023).
يذكر أن المنتج والمخرج مولاي الطيب بوحنانة تخصص، في بداية مساره المهني، في إخراج الأفلام المؤسساتية قبل أن يتوجه نحو العمل السينمائي.
كما قام بوحنانة، الذي شغل منصب مدير الإنتاج بقناة العيون الجهوية خلال الفترة ما بين سنتي 2010 و2014، بتأليف وإنتاج وإخراج فيلمين قصيرين، هما «كتاب الحياة» في 2010 و»وسيط» في 2015.