أقدمت الجهات المسؤولة بمدينة العيون، مطلع السنة الحالية، على هدم سوق السمك القديم الواقع بشارع ادريس الأول ” بوكراع ” بالحي الحجري، وهو أكبر حي شعبي على مستوى الأقاليم الجنوبية للمملكة، وذلك استعدادا لترحيل حوالي 40 تاجرا من تجار السمك الذين كانوا يمارسون البيع بداخله أو بمحيطه في ظروف صعبة وغير لائقة، إلى سوق جديد بحي الفرح “سوق الجمال ” المتميز بمواصفات عصرية وجيدة تتيح للبائع والزبون التبضع في أحسن الظروف، وقد مرت عملية الهدم الكلي للسوق المذكور في ظروف عادية وسط استحسان الساكنة كونه كان يشكل لعدة سنوات كابوسا حقيقيا ومصدر إزعاج ومضايقات لعموم المواطنين .
وبزنقة ابن تومرت المتفرعة عن شارع بوكراع بسوق ارحيبة ، غير بعيد عن مكان الهدم، منعت مساء يوم 14/01/2019 مجموعة من السكان تجار السمك من مزاولة عملية البيع بإحدى نقط هذه الزنقة التي اعتادوا عليها لأكثر من 20 سنة، مما استدعى حضور قوات الأمن والقوات المساعدة وممثل السلطة المحلية في خطوة استباقية لمنع أي احتكاك بين الطرفين . وقد أكد لجريدة الاتحاد الاشتراكي أربعة تجار ” أن حرماننا من بيع معروضاتنا سينعكس سلبا على أسرنا ، وبالتالي ستضيع ما لدينا من ديون لدى زبنائنا” ، مطالبين في الوقت ذاته بخلق مكان بديل يضمن لهم الاستقرار والعيش الكريم بعيدا عن المشاحنات اليومية مع سكان الحي.
وحسب متتبعي الشأن المحلي بالمدينة فإنه ” آن الأوان للقيام بهيكلة سوق ارحيبة العشوائي الذي أصبح بؤرة سوداء بمدينة العيون ومشكلة حقيقية لا يدرك ثقلها إلا السكان المجاورون لهذه الفوضى التي لم تعد تحتمل، إضافة إلى ضرورة هيكلة كل القطاعات التجارية بالمدينة ومحاربة الهشاشة وخلق فضاء سوسيو اقتصادي نموذجي جديد تجسيدا للبرنامج التنموي والإقلاع الاقتصادي الذي تشهده المدينة على كل المستويات “.