الغرب والقرآن 24- القرآن والطقوس اليونانيّة

 

التفكير في النص القرآني، وشرحه وتفسيره وحصر معناه، ليس انشغالا عربيا؛ فقد دأب المستشرقون، ومعهم الدارسون القرآنيون، على محاولة تفكيك الخطاب القرآني وارتياد علومه ومباحثه ولغاته، وتحديد نوازله ومفاتيح فهمه، وذلك في مواجهة التيارات الدينية التي تحاول فرض أساليبها بمنطق استغلاقي واحتكاري وإيماني، لا يستقيم الآن مع تعدد المناهج وطرق البحث العلمية التي تنبني على التشخيص والتحليل والتدقيق والتمحيص واستدعاء القرائن العلمية المادية والتاريخية.

[17]
الطقوس الجنائزيّة: أرسل لله غراباً ليُري قابيل كيفيّة دفن أخيه (المائدة، 31)، وعبارة eis korakas erkeistaï الواردة في الأسطورة اليونانيّة تعني: “اذهب إلى الغربان”، وهي لعنة تتفصّد أن لا يكون للملعون قبر، وتُعتبر من أشدّ اللعنات والعقوبات حيث لن تستقرّ الروح ولن ترتاح (ص 47)، وهذا على ما يرى كاتبنا مناط لقاء الغراب بقابيل.

[18]
عبادة الشمس: يذكر القرآن ملكة سبأ وعبادتها الشمس (النمل، 24)، وهذا شبيه بعبادة الشمس (هيليوس Hélios) في مدينة رودس حسب سنخاري الذي يُلاحظ تشابه لفظ الجالة (لله) مع لفظ (هيليوس) ويطرح إمكانيّة أن يكونا من نفس الجذر، ليستنتج: “ومن هنا يصعب أن لا نرى في هذه الصلوات نفس الصلوات الإسلاميّة” (ص 49).

[19]
العُشر: يُماهي الكاتب بين العُشر المقدّم للآلهة عند اليونان والزكاة الإسلاميّة، ويذهب إلى أنّ العُشر “أحد أركان الإسلام من أصل يوناني” (ص49).

[20]
الشرك: هو عبادة آلهة غير آلهة المدينة، ويعتبر أحد الكبائر في الإسلام كما هو عند اليونان في مثال سقراط الذي عبد غير آلهة قومه فحُكم عليه بالإعدام، “ومن هنا يصعب عدم القول بوحدة الأصل الثقافي في النّظر إلى مسألة الشرك” (ص 49).
[21]
العقاب الإلهي: في الملحمة الهوميريّة، لا تُعاقب الآلهة بشراً إلاّ إذا خالف أوامر كاهن، وفي القرآن لا يحلّ عقاب لله إلاّ بتكذيب رسله (نوح، ثمود، عاد، الخ) (ص 50).
[22]
النبيّ الأميّ: يشير المؤرّخ بلوتارك إلى أنّ المتنبّئات كنّ من الأميّات، ولذلك كان يُبحث عنهنّ في صفوف النساء غير المتعلّمات كي يبلّغن الرسائل دون قدرة على تحويرها، وهذا “هو التقليد الذي حفّز على تفسير نعت النبيّ بلفظ أمّي بأنّه كان لا يعرف القراءة والكتابة، والحال انّ المعنى هو (من بينكم)” (ص 51).

[23]
الديمقراطيّة الأثينيّة: كانت النموذج الذي سعى إليه الوحي، وهي حسب سانخاري “الشورى ذاتها” المذكورة في القرآن {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} (الشورى، 38)، وهي الممارسة نفسها عند ملكة سبأ حسب القرآن {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ}(النمل، 34) (ص 55-56).

[24]
المواطنة: المدين هو من عليه ديْن، والمدينة هي المكان الذي يعيش فيه المتعاقدون اجتماعيّاً أي المدينون باجتماعهم لذاك العقد. وفعل ديْن (deïn) اليوناني يعني رَبَطَ، وما الدين إلاّ رابط بين العبد وربّه، وهو نفس معنى فعل (دان) في العربيّة، ومن هنا “تكون المدينة التي أنشأها النبيّ هي مدينة المواطنة المضادّة للبداوة، والتي حجب التراث معناها عنّا انتصاراً لقيم البداوة” (ص 57-58).

[25]
الإسكندر الأكبر: يذكر القرآن أعماله في سورة الكهف (ص 59).

[26]
الاضطهاد تحت حكم الإمبراطور دقلديانوس: تورد سورة الكهف نفس القصّة التي أوردها القدّيس غريغوار الطوري حول نوم الفتية في الكهف ثلاثة قرون هرباً من اضطهاد الوثنيّين (ص 61-62).

[27]
انهيار سدّ مأرب: يرى كاتبنا أنّ رواية القرآن تتّفق مع الوقائع التاريخيّة، وقد حدث هذا الانهيار تحت الحكم الروماني بين سنتي 248-251 م (ص 62).

[28]
العبوديّة: تتّفق التصوّرات الرواقيّة والقرآنيّة بخصوص الدعوة إلى تحرير العبيد، وهو ما نجده صداه في صعود بعض الأرقّاء على عرش رومة (ص 63-65).

[29]
تعذيب كراسوس: يشير القرآن إلى أنّ “شَجَرَةَ الزَّقُّومِ، طَعَامُ الْأَثِيمِ، كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ” (الدخان، 43-45)، وهي نفس العقوبة كما يقول سنخاري التي تلقّاها كراسوس، أحد كبار أثرياء رومة، من قبل البارثيّين حين سكبوا في فمه الذهب المذاب (ص 65).

[30]
القانون الروماني: تعني كلمة (ناموس) الشريعة وأحياناً اسماً للملاك جبريل. واللفظ يبدو وارداً في القرآن، لولا قراءتنا المخطئة حسب سنخاري، فنحن نجد في القرآن تكرّر الضمير المتكلّم (نا) قبل لفظ (موسى): {آتَيْنَا مُوسَى}، فلم لا تكون الـ(نا) جزءاً من كلمة (ناموس)؟ (ص 66).

[31]
الولائم اليونانيّة: تحيل الآيات التي تتحدّث عن الجنّة على الولائم اليونانيّة بما فيها من خمر وشواء وإماء قائمات على الخدمة في البساتين (ص 67).


الكاتب : سعيد منتسب

  

بتاريخ : 22/05/2020

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *