«الغلاء الصامت»: أسعار القطاني و «توابل رمضان» تضاعفت بنسب تصل إلى 100 % .. «الغلاء الصامت»: أسعار القطاني و «توابل رمضان» تضاعفت بنسب تصل إلى 100 %

 

تتوجّه العديد من الأسر وهي تستقبل شهر رمضان الأبرك للقيام بعدد من «التدابير الغذائية» التي ترتبط بالشهر الفضيل، الذي تكون موائد الإفطار خلاله متنوعة ومحتضنة لأطباق وأكلات، بعضها اعتيادي، والبعض خاص ويقترن بهذه اللحظة، كما هو الحال بالنسبة لـ «سلّو» وحلويات «الشباكية» و «المخرقة» وغيرها من التفاصيل الأخرى. استقبال يطبعه هذه السنة التردد والقلق بسبب الأسعار التي ارتفعت بشكل قياسي وصل إلى نسبة 100 في المئة في عدد من المواد والمنتجات الغذائية الأساسية، التي تدخل في إعداد الوجبات والأطباق المختلفة، كما هو الحال بالنسبة للقطاني والتوابل وغيرهما، الأمر الذي جعل بعض الأسر تعمل على اقتناء كميات أقل، خلافا لما دأبت عليه كل سنة، في حين استغنت أخرى عن «وصفات» كانت بالأمس « في المتناول» وأضحت اليوم بعيدة المنال بسبب الغلاء الذي تتمدد رقعته يوما عن يوم؟
«الاتحاد الاشتراكي» وفي جولة بأسواق تجارية كبرى ومتوسطة وصغرى، وأخرى شعبية في مدينة الدارالبيضاء، وقفت على تفاصيل «قساوة» الأسعار التي قصمت ظهور العديد من الأسر، وحجم القلق الذي عبّر عنه باعة وزبناء على حدّ سواء، إذ بلغ سعر بذور السمسم المعروف بـ «الجنجلان» والذي يعتبر مكونا رئيسيا لإعداد «سلّو» مستويات قياسية، بشكل جعله يتراوح ما بين 60 و 90 درهما للكيلوغرام الواحد، حسب «الأسواق»، والنوع «المصري» أو «الهندي» أو «البلدي»، هذا الأخير الذي يتواجد في الأسواق بكميات قليلة، وأخذا بعين الاعتبار كذلك إن كان قد مرّ بعمليات «التنقية» وصار جاهزا للاستعمال المباشر، والحال أنه في مثل هذا الوقت من السنة الفارطة كان ثمنه يتراوح ما بين 32 و 45 درهما.
بدورها حبات اللوز، أضحى سعر الكيلوغرام الواحد يتراوح ما بين 80 و 150 درهما، حسب النوع والجودة، في الوقت الذي كان الثمن يتراوح ما بين 65 و 70 درهما. أمام الفول السوداني المعروف بـ «الكاوكاو» فقد قفز سعره إلى ما بين 45 و 50 عوض 25 درهما، وعلى نفس النهج قطعت القطاني أشواطا واسعة في الزيادات المتكررة في أسعارها وفي حيّز زمني وجيز، كما هو الشأن بالنسبة للعدس الذي انتقل من 6 إلى 13 ليصل إلى ما بين 17 و 40 درهما، حسب المصدر والانتماء والجودة و»الانتقاء». أما الفاصولياء البيضاء التي تسمى بـ «اللوبية» فقد انتقل سعرها هي الأخرى من ما بين 15 و 17 إلى 30 درهما. وانخرط سباق الغلاء هذ الحمص هو الآخر، الذي كان سعر الكيلوغرام الواحد يتراوح سابقا ما بين 15 و 18 درهما، فإذا به ينتقل إلى ما بين 20 و 37 درهما، حسب الحجم والجودة، أما البيض «الرومي» فقد بات سعر البيضة الواحدة بـ 1.60.
أسعار حارقة، اكتوت بلهيب نيرانها جيوب الأسر، التي تعاني من تدني القدرة الشرائية واستقرار الأسعار، الأمر الذي أثّر على الشرائح الهشة والفقيرة وحتى تلك التي تصنّف ضمن خانة الفئة المتوسطة، بالاسم فقط، وفقا لتصريحات عدد من المواطنين الذين التقتهم الجريدة في جولتها الميدانية، كما كان لمخلّفات هذا الوضع انعكاس كذلك حتى على المنتجين والموزعين، بسبب ما طال مختلف المواد الغذائية، ومنها الزيتون بأنواعه، كما هو الحال بالنسبة للأسود، على سبيل المثال لا الحصر، الذي بلغ سعر الكيلوغرام 55 درهما عوض 18 في السابق، إلى جانب التوابل التي فعلت فعلتها هي الأخرى في المواطنين، فـ «الكمّون البلدي» انتقل سعره من ما بين 120 و 130 إلى ما بين 230 و 240 درهما، خلافا لـ «العادي» منه، الذي انتقل بدوره من ما بين 45 و 70 إلى ما بين 140 و 150 درهما. أما الفلفل الأحمر الحلو المطحون المعروف بـ «التحميرة» فإن سعره يتراوح ما بين 70 و 75 درهما، عوضا عن ما بين 18 و 20 درهما. وارتفع سعر الفلفل الأسود المطحون المعروف بـ «لبزار» هو الآخر منتقلا من ما بين 40 و 45 درهما إلى ما بين 100 و 120 درهما، دون الحديث عن النوع «الأبيض»، في حين انتقل الزنجبيل من 20 إلى 70 درهما، و «الخرقوم» من 18 إلى 60 درهما، أما الأرز الذي كان يباع ما بين 10 و 11 درهما ، فإن سعره يتراوح ما بين 15 و 20 درهما؟
وتعتبر التمور هي الوحيدة التي تعرف أسعارها إلى غاية اليوم بعض الاستقرار، محافظة على أسعارها في مختلف أنواعها، سواء المحلية منها أو المستوردة، عكس المشمش المجفف الذي كان سعره يتراوح ما بين 75 و 80 درهما فإذا به يقفز إلى 150 درهما، وكذا البرقوق المجفف الذي كانت أنواعه المختلفة تباع ما بين 25 و 35 درهما وانتقلت اليوم لتعرض بأسعار تتراوح ما بين 79 و 90 درهما للكيلوغرام الواحد. أما زيت الزيتون فسعره لم يعد في متناول الجميع ببلوغ اللتر الواحد 100 درهم، شأنه في ذلك شأن أنواع العسل المختلفة، ومنها عسل الليمون الذي من المفترض أنه «الأرخص» مقارنة بغيره، والحال أن سعره هو الآخر يتراوح مابين 80 و 120 درهما، لتفرض هذه الأسعار على العديد من المواطنين التقشف بتقليص حجم ومكونات قفة رمضان بسبب الغلاء، أو الإحجام عن اقتناء العديد من المواد، التي ستكون ف يظل هذا الوضع غير حاضرة على موائد إفطار العديد من الأسر المغربية!


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 02/03/2024