الفائزون بالجائزة الدولية « ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم».. الفنان الفوتوغرافي العالمي سبايتيا و سالكادو، وليليا وانيش و الائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية

قرر مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، منح الجائزة الدولية «ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم» إلى كل من الفنان الفوتوغرافي العالمي سبايتياو سالكادو، وليليا وانيش عن مؤسسة الأرض البرازيلية، ثم الائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية.
وجاء في بلاغ صادر عن المركز «سيرا على حكمة، ونهج جلالة الملك محمد السادس الذي يشجع مبادرات المجتمع المدني الهادفة إلى الحفاظ على التوازنات البيئية، والثروات الطبيعية، وتحقيق حق العيش الكريم في بيئة سليمة وصحية لجميع الناس، واقتداء بمؤسسة محمد السادس للبيئة التي تؤكد على دور التربية والتحسيس لحماية البيئة، وتعلي من قيمة العاملات والعاملين للحفاظ على التوازنات البيئية، وعلى الثروات الطبيعية، ولاسيما الماء كضرورة حيوية للوجود. وبالنظر الى تيمة الدورة الثالثة عشر للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة التي هي ‘’ ذاكرة السماء والأرض’’، والتي تهدف الى استحضار الجيل الرابع من حقوق الإنسان، ولا سيما الحق في العيش في بيئة سليمة وصحية بدون عوز أو قلة في الموارد الطبيعية».
وأضاف المصدر ذاته، واستحضارا لما يعيشه كوكب الأرض من اختلالات ناجمة عن ممارسات بشرية تؤدي إلى التغير المناخي، والتصحر، والتلوث البيئي وإلى تهديدات أخرى لاستمرار العيش على كوكبنا، ومساهمة منه في إثاره خطورة هذه الاختلالات العميقة التي تغير كوكبنا رويدا رويدا، مما سيشكل، في القريب، خطرا على البشرية جمعاء. وحيث إن العيش المشترك الإنساني، الذي ينادي به مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية و السلم، لا يقتصر فقط على التعايش بين الناس، بل يمتد ليشمل التعايش مع الطبيعة والبيئة المحيطة، في احترام تام يحقق التوازن والاستدامة، وحيث أن نفس العيش في بيئة صحية وسليمة لا يقتصر فقط على ضمان الموارد الطبيعية للأجيال الحالية، بل أيضا ضمانها للأجيال القادمة، بما يضمن استمرارية الحياة البشرية، وحيث أن هدف الدورة هو خلق تفاعل نافع بين الفاعل السياسي – المدني والفنانين، ولاسيما السينمائيين والفوتوغرافيين منهم، حول موضوع التوازن البيئي، وتوزيع الثروات الطبيعية.
وتقديرا منه للدور الإيجابي الذي يلعبه المدافعون عن الجيل الرابع من حقوق الانسان، ولا سيما المرتبط منها بالحق في بيئة صحية وسليمة، فنانون، وجمعيات ومؤسسات، والعاملون على نشر ثقافتها؛ في إثارة الانتباه إلى كل هذا، قرر مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم تتويج كل من المصور العالمي سبايتياو سالكادو، وليليا وانيش عن مؤسسة الأرض البرازيلية، لما تقوم به المؤسسة، و السيد سالغادو والسيدة وانيش من دور تحسيسي عبر الممارسة اليومية، والفن، و لا سيما الفن الفوتوغرافي من حملات تحسيسية بالأخطار المحدقة بكوكبنا الأرض، وأثر ذلك على مستقبل البشرية، بجائزته السنوية، ذاكرة من أجل الديمقراطية و السلم، مناصفة مع الائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية لما يقوم به هذا الائتلاف المغربي المكون من أزيد من مائتي جمعية مدنية مغربية من دور ترافعي، تحسيسي، وتربوي حول التغييرات المناخية وضرورة قيام عدالة مناخية خدمة للديمقراطية و العدالة الاجتماعية.
واعتبر المركز أن الجائزة قيمة مضافة ومكسب مهم؛ لأنها تعزز ثقافة التعايش بين الشعوب والثقافات والأفراد، وترسخ الدفاع عن القضايا العادلة للشعوب والأمم، وتعلي من الممارسات الإيجابية التي تساهم في حفظ كرامة البشر، يهنئ مؤسسة أرض البرازيلية و السيد سباستياو سالغادو و السيدة ليلي وانيش كما يهنئ الائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية وجميع مكوناته الذين تتماشى مواقفهم وممارساتهم مع فلسفة الجائزة وأهداف المركز التي تقدم باسمه، يشيد بتفاني الجميع من أجل بيئة صحية وسليمة، وإعلاء قيم المساواة، والتضامن، والأخوة، والدفاع عن القضايا العادلة للشعوب.
وللاشارة، ستمنح الجائزة الدولية «ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلام» للمتوجين يوم الثلاثاء 5 نونبر 2024، بمناسبة حفل افتتاح الدورة الثالثة عشر للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناضور بحضور شخصيات وطنية وعالمية من مختلف المشارب والاهتمامات.
تجدر الإشارة إلى أن جائزة «ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلام» الدولية مُنحت عام 2016 للزعيم النقابي التونسي السيد حسين عباسي (جائزة نوبل في عام 2016)؛ ومنحت عام 2017 لمؤسسة الثقافات الثلاث المغربية الإسبانية؛ كما منحت عام 2018 للرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو وللسيدة عائشة الخطابي ابنة المقاوم محمد عبد الكريم الخطابي، وفي عام 2019 منحت للرئيس الكولومبي السابق خوسيه مانويل سان توس الذي حاز على جائزة النوبل عام 2018. وفي سنة 2021 للسيدة نجاة فالو بلقاسم السياسية والحقوقية الفرنسة ذات الاصول المغربية. كما منحت سنة 2023 لكل من مكاي ، وزير خارجية البيرو السابق، ميغيل أنخيل رودريغيز ماكاي و السيد محمد الشيخ بيد الله الطبيب و السياسي المغربي.


الكاتب : عبدالحق الريحاني

  

بتاريخ : 02/10/2024