باريس – يوسف لهلالي
كانت مفاجأة كبيرة لعدد كبير من الفرنسيين الذين تابعوا لقاء تلفزيونيا على القناة الثانية الفرنسية للممثل والفكاهي جاد المالح مع لورون دو لا هوس، ليلة يوم الأحد الماضي، ليكتشفوا أن ممثلهم المحبوب الذي كان نجما لعدد كبير من الأفلام، ويعيش في فرنسا لسنوات عديدة، لا يحمل جنسية بلدهم بل جنسية المغرب ويتوفر على إقامة كمهاجر من المغرب.
فرغم شعبيته الكبيرة كممثل وفكاهي ناجح، لا يتوفر جاد المالح على الجنسية الفرنسية، وفي برنامج القناة الثانية شرح أنه مرتاح حاليا لهذا الوضع، وأن الأسباب التي حالت دون ذلك هي التعقيدات الإدارية، وقال: «لا أتوفر على الجنسية الفرنسية، ليس ذلك قناعة بل وحتى أكون صريحا، لقد بدأت الإجراءات الإدارية منذ مدة، لكنني تخليت عنها، أمام تعقد المساطر.» ليضيف: «لكن هناك قضية شخصية لهذا القرار، وأحببت فكرة ووضعية أنني مهاجر في فرنسا، والتي تمر أموره بشكل جيد، ويعيش حياة الفرنسيين، والذي ليس في حاجة ليصبح فرنسيا ليحبه الفرنسيون، وليقدرونه.» هذا الوضع لم يمنع من أن يصبح وجهًا كبيرا في الساحة الفرنسية، ويكون له القدرة على العيش بين عدة ثقافات.
وحول الانتماء إلى المغرب، سأل الصحافي عن وضعه كيهودي مغربي والموقف مما يقع في غزة حيث أدان ما يتعرض له الأطفال والنساء في غزة والهجوم الذي قامت به حماس في 7 من أكتوبر. وأضاف: «كل واحد يريد مني موقفًا مؤيدا لطرف دون آخر، وهي وضعية ليست بالسهلة.»
عمله الفكاهي «الآخر، هو أنا» سنة 2005 جعله يحتل مكانة خاصة لدى الجمهور الفرنسي، كما أن سكيتشاته الفكاهية جعلت منه نجما وطنيا، إضافة إلى أن قدرته على إثارة إعجاب جمهور كبير في فرنسا مكنته من أن يصبح فكاهيا قادرا على ملء قاعات كبرى مثل قاعة «بيرسي» و»الزينيت».
ومن الأفلام المشهورة والكبيرة التي ساهم فيها والتي جعلت منه أحد أكبر الممثلين، فيلم «شوشو» وفيلم «الحقيقة عندما أكذب»، وفيلم «السعادة لا تأتي أبدا لوحدها»، وآخرها فيلم «ابق بعض الشيء»، الذي يتحدث عن قصة يهودي سيصبح مسيحيا، وهو ما أثار جدلا واسعا، حيث اعتقد البعض أن جاد تخلى عن ديانته ليصبح مسيحيا.
جاد المالح هو فنان مغربي متعدد المواهب، ويعتبر من أبرز الأسماء في مجال الكوميديا والتمثيل في فرنسا. وُلد في 29 يونيو 1971 بمدينة الدار البيضاء، وقد بدأ مسيرته الفنية في أواخر الثمانينيات بين كندا وفرنسا، قبل أن يستقر في هذه الأخيرة، بدأ مشواره في مجال الفن ككوميدي، حيث قدم العديد من العروض الكوميدية التي تمزج بين الفكاهة والمواقف الاجتماعية. عرفه الجمهور في البداية من خلال عروضه الكوميدية في المسرح، («الآخر، هو أنا» سنة 2005، إضافة إلى سكيتشات فكاهية مثل «بلوند» و»السوبر ماركت»)، ثم توسعت شهرته لتشمل التلفزيون والسينما. («شوشو» وفيلم «الحقيقة عندما أكذب»). سطع نجمه بشكل خاص في فرنسا، حيث يعتبر واحدا من أبرز الكوميديين الذين يحملون الجنسية المغربية ويُشاركون في المسلسلات والعروض الفرنسية.
وللتذكير، فإن عدم توفر جاد المالح على الجنسية الفرنسية واحتفاظه بوضعه كمهاجر مغربي مقيم في فرنسا يقتسمه مع عدة شخصيات مغربية أخرى مثل رجل الأعمال الشهير ريشار أتياس ورئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج إدريس اليزمي، وهي شخصيات، رغم إقامتها الطويلة في فرنسا وقدرتها على الحصول على الجنسية الفرنسية بأسرع وقت، إلا أنها اختارت أن تحتفظ بجنسيتها الأصلية.