الفريق الاشتراكي في اجتماع لجنة المالية والاقتصاد: الوضعية الحالية تقتضي مقاربة استثنائية شجب وإدانة المس بالنبي وازدراء الأديان

 

جدد شقران أمام، باسم الفريق الاشتراكي بالغرفة الأولى، أمام لجنة مناقشة مشروع قانون المالية وتزامنا مع اهتمام الرأي العام الشعبي بموضوع ” الإساءة للرسول ” ، شجبه وإدانته التطاول على نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وعبر شقران عن موقف الفريق الاشتراكي من هذه الإساءة التي اعتبرها تمس الدين الإسلامي والمسلمين عن طريق الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وجدد موقفه المندد لأي إساءة يمكن أن تطال أي دين من الأديان أو معتقد من المعتقدات، معتبرا أن موقفه مبدئي، وأضاف بأنه آن الأوان لاستثمار العلاقات الدبلوماسية البرلمانية والدبلوماسية الحكومية في الدفاع عن موضوع الإساءة للرسول، في نقاش هادئ، وأن تكون هناك قواعد قانونية صارمة مؤطرة للحيلولة دون تكرار مثل هذا التصرف .
وانتقل شقران إلى مناقشة قانون مالية 2021 الذي يأتي في وضعية استثنائية بامتياز، حيث تستمر حصيلة الإصابات بجائحة كورونا بالارتفاع بطريقة وصفها بالمقلقة، ودعا رئيس الفريق الاشتراكي إلى التعامل مع الوضعية الحالية الاستثنائية بمقاربة استثنائية، حيث دعا إلى الترفع عن أي نقاش يدخل الرأي العام الوطني في أمور هو في غنى عنها . كما استحضر ما جاء في الخطاب الملكي الأخير، أي ضرورة مراعاة الجانب النفسي للمواطنين بشكل أساسي، وتعبئة المواطنين التي انخفضت بسبب طول مدة انتشار الجائحة. وأشار إلى معاناة شرائح واسعة من المواطنين بشكل متفاوت، والتي تنتظر إجابات عملية تغير واقعها، مضيفا أن مناسبة مناقشة قانون المالية 2021 تستدعي مناقشته بمقاربة استثنائية، مؤكدا أن توفير لقمة عيش أولى من الاحتياط من الداء .
ودعا إلى ضرورة التعاون بين القطاع الاقتصادي والصحي والداخلي للتمكن من تخفيف عبء الجائحة على المواطنين ومما جاء في مداخلته أن ” وزير الصحة يفكر في ما هو صحي، وإن على حساب ما هو اقتصادي . الداخلية تفكر في الأمن …. كل واحد يقوم بدوره انطلاقا من موقعه، لا يجب ان يختل توازن الأمور لجهة من الجهات ” فبحسبه يجب خلق توازن وتكامل بين هاته القطاعات حتى لا يعاني المواطنون من قطاع على حساب قطاع آخر، وقال إنه لا يمكن التفكير بهاجس أمني بينما المواطن عاجز عن توفير قوت يومه، لأن شرائح واسعة من المجتمع تعاني الأمرين وتنتظر مبادرات تخفف عنها، كما استحضر مؤسسات مغلقة تضم نسبا مهمة من مناصب الشغل، ولم تفته الدعوة إلى المبادرة والجرأة في اتخاذ قرارات تخفف عن المواطنين هذه المعاناة، إضافة إلى تقييم نجاعة الحجر الصحي.
كما وجه رئيس الفريق الاشتراكي تساؤلات إلى وزير المالية تصب في هذا الاتجاه من أهمها:هل نستطيع العودة إلى الحجر الصحي ؟ ما هي الإجراءات الواجب اتخاذها في هذا الصدد ؟ لأن اقتصاد البلاد لن يتحمل حجرا إضافيا .وأشار في ذات الصدد إلى أنه في مثل هذه الظروف يتضامن المغاربة في ما بينهم،لأنه طبع أصيل فيهم. مؤكدا أن التضامن يجب أن يؤطر بصيغة الواجب، وذلك ارتباطا بالظرفية التي يعيشها المغرب . وأردف بأنه لا يمكن الاعتماد على مشروع قانون المالية بصفة مطلقة لأن الأمور، بحسبه، قد تتطور مما يتطلب معها إيجاد قانون مالية معدل .
وشدد شقران على ضرورة تعبئة وطنية وتواصل مستمرين لتحقيق نقلة نوعية في بلادنا، حيث أشار في هذا السياق إلى ضرورة تسريع تنزيل خطط الاقتصاد الوطني، وتعميم تغطيات اجتماعية، وأكد في هذه النقطة على ضرورة الاهتمام بجانب العدالة المجالية ( كل يعالج في المنطقة التي يقطن بها ) لافتا الانتباه إلى الخصاص الكبير الذي يعاني منه المجال الصحي.
واسترسل المتحدث قائلا إن الجائحة بقدر ما جاءت بسلبيات ضربت المجالات الاقتصادية والاجتماعية بقدر ما بينت مجموعة من الأمور، من بينها أن النموذج التنموي لم يؤت أكله من خلال عدد من الاختيارات التي تستدعي إعادة النظر، مستطردا أن الدعم الذي استفاد منه عدد من المواطنين أنجب بنكا من المعلومات مهم يجب استثماره مستقبلا والذي سيوفر أشهرا من الإحصاء .
وختم مداخلته بالحث على حتمية البحث عن موارد جديدة وتجنب الاجتهاد في الموارد الحالية كالضرائب المباشرة والاقتطاعات التي تثقل كاهل طبقات معينة، داعيا إلى ترشيد المال العام، مستحضرا كمثال على ذلك إقامة طريق في إقليم معين ب5 ملايين درهم وفي آخر ب15 مليون درهم، مع ضرورة فرض رقابة صارمة على أموال الدولة كي يتم صرف ما تم توفيره في مجالات هي في حاجة ماسة إليها وللحيلولة دون صرفها في اللا شيء، مؤكدا على وجوب إحاطة هذه التوصيات بترسانة قانونية واضحة تحتمل قراءة واحدة لا تقبل اجتهادا . وختم مداخلته بالاعتراف بما قدمه مختلف الأفراد كل على قدر استطاعته انطلاقا من حراس الحدود إلى الأدمغة والمفكرين، إضافة إلى مسار الحكومة وانتقالها إلى حكومة التناوب التي أتت نتيجة تراكم مجهودات جبارة مطالبا بالتجرد من الحسابات الانتخابية والتعاطي بمسؤولية مع القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تطرح.
وعرفت الجلسة مداخلة عدد من أعضاء وعضوات الفريق الاشتراكي سننشرها في عدد لاحق، ويذكر أن الكاتب الأول للحزب سبق واجتمع مع الفريق في يوم دراسي، ألقى خلاله كلمة توجيهية وأجاب عن تساؤلات أعضاء الفريق، كما أعد الفريق خارطة طريقه استعدادا للدفاع عن الهوية الاتحادية من خلال قانون المالية والانتصاب دفاعا عن المحرومين والفئات الهشة.


الكاتب : محمد الطالبي مكتب الرباط

  

بتاريخ : 29/10/2020