الفريق الاشتراكي يواصل الترافع من أجل قضايا اجتماعية حارقة داخل البرلمان

في سياق استمرار حرصه على نقل هموم المواطنين والدفاع عن الفئات الهشة داخل المجتمع المغربي، بادر الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية بمجلس النواب إلى توجيه سلسلة من الأسئلة الشفوية إلى عدد من الوزراء، همّت قضايا خطيرة من قبيل تفشي التسول واستغلال الأطفال في الشارع، وتنامي اعتداءات المختلين العقليين، ومعاناة المصابين بداء السيلياك، فضلاً عن تفاقم ظاهرة الهجرة السرية في صفوف الشباب. وفي ما يلي نصوص هذه التدخلات البرلمانية:

مليكة الزخنيني تسائل وزيرة التضامن حول تفشي التسول و»أطفال الشوارع»

وجهت النائبة مليكة الزخنيني، باسم الفريق الاشتراكي، سؤالاً شفوياً آنياً إلى وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، تناولت فيه تزايد ظاهرة التسول في شوارع المملكة، مشيرة إلى أن الظاهرة باتت تدعو للقلق، وتستدعي إجراءات استعجالية لتطويقها.
وأكدت الزخنيني أن «حضور الأطفال ضمن هذه الظاهرة يجعلها أكثر خطورة»، معتبرة أن هذا الوضع يهدد سلامة الطفولة ويشكل تهديدًا للمجتمع برمته. وساءلت الوزيرة عن الإجراءات التي تعتزم القيام بها لتطويق ظاهرة أطفال الشوارع، وضمان حقهم في العيش الكريم.

حياة لعرايش تنبه وزير الصحة إلى تزايد اعتداءات المختلين العقليين

وفي مداخلة أخرى، وجهت النائبة حياة لعرايش، باسم الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية، سؤالًا شفوياً إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، دعت فيه إلى التحرك العاجل إزاء الاعتداءات المتكررة التي يرتكبها بعض المرضى العقليين في حق المواطنين.
وقالت لعرايش: مازالت ظاهرة اعتداءات المرضى العقليين على المواطنات والمواطنين مستمرة، حيث يجوبون الشوارع والأزقة بكل حرية، مهددين للأمن والاستقرار الاجتماعيين، وذلك لعدم إحاطتهم بأي متابعة صحية بمراكز العلاج المخصصة للأمراض العقلية وتركهم دون أي تدخل من السلطات المختصة، مما يؤدي إلى وقوع حوادث خطيرة تصل خطورتها إلى وفاة المعتدى عليهم.»
وساءلت الوزير عن إجراءات للتكفل بهؤلاء المرضى عوض تركهم بالفضاءات العامة.

عبد القادر الطاهر يدعو وزير الصحة للاعتراف بداء السيلياك ودعم المصابين

وفي مداخلة تتعلق بالشأن الصحي كذلك، وجه النائب عبد القادر الطاهر، سؤالاً شفوياً إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية حول انتشار مرض السيلياك ببلادنا.
وجاء في نص السؤال: ينتج مرض السيلياك عن ردة فعل جهاز المناعة في الجسم تجاه بروتين الغلوتين الموجود في الأطعمة. وتتمثل الطريقة الوحيدة لعلاج داء السيلياك في إتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين والالتزام به طوال الحياة، مما يساعد على التخفيف من الأعراض المرتبطة بحساسية الغلوتين، وهو نظام غذائي مكلف.»
وأضاف الطاهر: «غير أن المؤسسات الصحية لا تعترف به كمرض مزمن لتمكين المصابين وأسرهم من مصاريف العلاج ومصاريف تكلفة الحمية المتبعة.»
وفي هذا السياق، ساءل الوزير عن الإجراءات المتخذة لتحسين تشخيص داء السيلياك، والإجراءات المتخذة لمساعدة المرضى المصابين بهذا الداء لتغطية تكاليف العلاج.

مولاي المهدي الفاطمي يطالب وزير الشباب بتدابير ناجعة ضد الهجرة السرية

وفي مداخلة تعكس قلقاً متزايداً من نزيف الشباب نحو الهجرة غير النظامية، وجّه النائب مولاي المهدي الفاطمي سؤالاً شفوياً إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل، حول تنامي ظاهرة الهجرة السرية في صفوف الشباب المغربي.
وأكد الفاطمي أن «الهجرة السرية أمر يشكل تحديًا كبيرًا للمغرب، حيث يغادر العديد من الشباب والشابات بلدهم بحثًا عن فرص أفضل وحياة أكثر استقرارًا في البلدان الأوروبية.»
وأرجع أسباب هذه الظاهرة إلى عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية، من بينها «البطالة، الفقر، العوز، انسداد الآفاق، وتفاقم الأوضاع الاجتماعية»، معتبراً أن الظاهرة لن تتراجع في المدى القريب أو المتوسط ، الأمر أدى إلى استفحال ظاهرة الهجرة السرية على صعيد المناطق الحدودية
وساءل الوزير عن التدابير التي ستتخذها الوزارة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، والتدابير الكفيلة بالقضاء عليها بشكل ناجع.
وتعكس هذه المداخلات الأربع للفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية حساسية وواقعية كبيرة في ملامسة قضايا المواطن المغربي اليومية، وخاصة تلك التي تمس الفئات المهمشة والهشة.
وبين المطالب بتحصين المجتمع من ظواهر مقلقة، والدعوات إلى تمكين المصابين بأمراض منسية، أو الحث على إنقاذ الشباب من خطر الهجرة، تبرز رؤية اجتماعية واضحة تطالب بسياسات عمومية أكثر إنصافاً وإنسانية.


الكاتب : الرباط – محمد الطالبي

  

بتاريخ : 31/05/2025