تعيش ساكنة أولاد ناصر على إيقاع فرار سكاني إلى أماكن أخرى، واللجوء للإقامة بعيدا عن حفر استخراج الفحم «الكوشات»، التي شكلت بل أصبحت مصدرا مباشرا للاختناق التنفسي ولـ «إجبار» الساكنة على استنشاق هواء مليء وممزوج بكافة أنواع الغازات السامة والمضرة بصحة السكان، إلى حدّ حدوث أمراض تنفسية من الدرجات الصعبة.
هذا وقد تصدت الساكنة إلى هذا النوع من الضرر الكبير، الذي لم يسلم من خطره أحد، سيّما الشيوخ، والأطفال، فضلا، عن المرضى ومن يعانون من احتياجات خاصة، وذلك من خلال الدخول في العديد من الأشكال والصيغ الاحتجاجية الغاضبة تنديدا بعدم الاكتراث بنداءات الاستغاثة التي وجّهها السكان، وكما تضمنته مجمل الشكايات والرسائل الموجهة للمسؤولين محليا وإقليميا وجهويا بدون جدوى، بل والاكتفاء بترك الحبل على الغارب.
وضعية تطرح أكثر من سؤال حول متى سيظل فلاحو المنطقة بين مطرقة الجفاف وسندان تكالب باقي الأضرار المحدقة بعيشهم وبصحتهم، وإلى متى تظل الساكنة تستنشق مرارة الهروب إلى الأمام من طرف الجهات المختصة؟ ومتى سيتم التدخل لمعاجلة هذه الاختلالات البيئية؟