تحول مسرح ستوديو الفنون الحية بالدار البيضاء، مساء الخميس المنصرم، إلى منصة للاحتفاء بسحر الفلامنكو الأندلسي في أمسية استثنائية نظّمها معهد سيرفانتس وسفارة إسبانيا في المغرب، بشراكة مع مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط وحكومة إقليم الأندلس، في إطار فعاليات المؤتمر العالمي للفلامنكو 2025.
في عرضها المميز «Sin más»، أبهرت الراقصة الإسبانية مرسيدس دي قرطبة الجمهور المغربي بلوحة فنية آسرة امتدت على مدى ساعة ونصف، جمعت فيها بين الرقص والغناء والعزف في توليفة جسدت روح الفلامنكو الأصيلة، بمشاركة الفنان خيسوس كورباخو (غناء) وخوان كامبايو (غيتار).
العرض الذي وُصف بأنه من أكثر اللحظات الفنية حميمية في المهرجان، امتاز بقوة الإيقاع وصدق التعبير الجسدي وعمق الأداء الصوتي، فكل حركة كانت تحكي قصة، وكل نغمة كانت تعيد إلى الأذهان الذاكرة الأندلسية المشتركة بين المغرب وإسبانيا. وخلال لحظات الصمت أو التوهج، تماهى الجمهور مع الإيقاعات المتصاعدة ليعيش تجربة فنية تمزج بين التأمل والاندفاع، بين الجذور والابتكار.
وقد امتلأت القاعة عن آخرها بجمهور متنوع من عشاق الفن الإسباني، حيث تفاعل الحاضرون بحرارة مع كل تفصيلة من العرض، في مشهد يؤكد أن الفلامنكو لا يزال يحتفظ بسحره العابر للثقافات والحدود.
ويأتي هذا الحدث الفني في سياق احتفاء معهد سيرفانتس وسفارة إسبانيا بـالدورة الرابعة للمؤتمر العالمي للفلامنكو، التي تهدف إلى نشر هذا الفن باعتباره تراثًا ثقافيًا عالميًا، وتعزيز الحوار الثقافي المغربي الإسباني، تأكيدًا على عمق الروابط التاريخية والفنية التي تجمع بين البلدين.
ومن المنتظر أن تختتم فعاليات المؤتمر بعرض استثنائي لفرقة باليه الفلامنكو للأندلس تحت عنوان «الأرض المباركة»، من توقيع الراقصة العالمية باتريثيا غيرّيرو، الحاصلة على الجائزة الوطنية للرقص بإسبانيا سنة 2021، وذلك يوم الخميس 30 أكتوبر على الساعة الثامنة مساءً بمسرح ستوديو الفنون الحية بالدار البيضاء، في أمسية تعد بأن تكون ذروة هذا الاحتفاء الكبير بالفلامنكو في المغرب.