الفنانة زينب ياسر: الدعم جاري به العمل منذ 8 سنوات ويكون مرتين في السنة وليس وليد أزمة كورونا

 

تناسلت ردود الأفعال حول الدعم، مباشرة بعد إعلان وزارة الثقافة عن أسماء الفنانين المستفيدين والمبالغ التي حصلوا عليها، وخرج بعدها عديد من الوجوه الفنية لترد على المؤيدين والمعارضين لهذا الدعم الذي اعتبره البعض حقا مشروعا للفنانين والبعض الأخر «رزق المغاربة» الذي يجب تقسيمه بالعدل خاصة والمغرب في عز الظروف الراهنة التي فرضها الكوفيد 19، إذ تم إقفال عدة محلات التي تعتبر مصدر عيش الموسيقيين والفنانين بصفة عامة فزاد في تأزيم وضعيتهم المعيشية.
من بين الفنانين الذين خرجوا للإعلام، الموسيقار نعمان الحلو الذي تعرض للانتقادات جراء ذكر اسمه كمستفيد من دعم وزارة الثقافة على مشروعه، وأيضا الفنانة المغربية لطيفة رأفت التي خرجت، ولأول مرة حسب تعبيرها، في فيديو مباشر على الشبكات العنكبوتية، لتستنكر طريقة ومعايير تقسيم الدعم التي اعتبرتها غير شفافة.
ارتأت جريدة «الإتحاد الإشتراكي»، في إطار معرفة رأي الفنانين الذين يطبعون المشهد الفني ونقل شهاداتهم حول هذا الموضوع الشائك لقرائها، أن تحاور الفنانة المغربية زينب ياسر.
وقد صرحت زينب لمنبرنا والأسف بادي في نبرة صوتها بأن هذا الدعم يعتبر ميزانية مقدمة من طرف وزارة الثقافة لدعم الأغنية المغربية أو الإنتاج المغربي، وجاري به العمل منذ 8 سنوات ويكون مرتين في السنة وليس وليد أزمة كورونا، أما ما تم ملاحظته من «لغط وكثر اللغو» فهو لا معنى له، فالدعم تم تقريره وكل أخذ نصيبه.
وأضافت زينب أن الناس لا ينتبهون إلا لمبلغ مليار و400 مليون، أما إذا تقسم فلن يكون من نصيب الأغنية الواحدة إلا القليل. فضلا عن كل هذا، استرسلت الفنانة مفسرة وجهة نظرها، فإن هذا لا يمكن أن يكون إلا جيدا مادام يدعم الأغنية المغربية، ولكن غير المستحب هو أن يستفيد نفس الأشخاص في كل سنة من هذا الدعم.
وذكرت الفنانة، بأنهم كأعضاء في»غروب حب التضامن» اشتغلوا بمبادرة شخصية مباشرة بعد نداء الملك لخلق صندوق خاص بالكوفيد وبعيدا أيضا عما قامت به وزارة الثقافة، وطرقوا باب الفنانين وجندوا الكثير من الناس، مباشرة بعد الحجر الصحي، سعيا منهم لإكمال مساعي الملك والسير في نفس الخط لكن مع التوجه للفنانين، وبالفعل وبدون حب الظهور، استطاعوا أن يواكبوا العائلات المتضررة في بداية الجائحة ويصلوا لمساعدة 250 منها وأعطوا  لكل عائلة 800 درهم، وأكدت أنهم لم يتوجهوا إلى وزارة الثقافة أيضا لأن هاته الأخيرة، حسب الفنانة ياسر، تعرف ما لها من مسؤولية. كما أن الحق، حسب قولها، فهو ظاهر فالوزارة تقوم بعملها وتعد البطائق الفنية لمن يستحقها والحقوق المجاورة يستفيد منها العديد من الناس وكذا فيما يخص حقوق التأليف. والدعم أيضا فمن لم يستفد منه في هاته المرة سيستفيد منه في المرة المقبلة، فشأن دعم الفنان كما هو شأن دعم الصحافة أو مجال آخر، وبالتالي فعلى البعض أن يتحلى بالمسؤولية ولا يضحك على عقول المغاربة خاصة منهم الفنانين الذين لا يعلمون ما لهم وما عليهم. واستنكرت الفنانة كثرة اللغو ودعت بالهداية لأولئك الذين لا يحبون الخير لبعضهم البعض في المجال الفني، واعتبرت الأمر مؤسف وبأنه ضرب من الأنانية التي لو تم نزعها لعم الخير على الفنانين.
وفضلا عن كل هذا أضافت الفنانة، فإن هاته الأموال التي تم الإعلان عليها لازالت حبرا على ورق، لأن الإجراءات تتم تدريجيا فلازال هناك مراحل عدة.
وأضافت الفنانة بأنها تتساءل فقط لما كل هذا الانتقاد مع أنه من قبل لم يكن هؤلاء الفنانون الذين خرجوا اليوم للمعارضة ينادون بتكافؤ الفرص عندما تمت دعوتهم مرارا من طرف وزارة الثقافة لإحياء السهرات؟ ألأنهم استفادوا شخصيا؟ ولماذا لم يحتجوا على الأموال الطائلة المغربية التي تقدم للأجانب الذين الحفلات في المغرب، لما يضرب الفنانين في بعضهم البعض؟
واسترسلت في تساؤلها قائلة، لماذا لم يطرح السؤال عن هوية المستفيدين من قبل وتمت هاته الضجة الآن، فالدعم كان يمنح منذ 2008 وكان يستفيد منه العديد دون أن يعلم أحد شيئا عن هوياتهم أو إنجازاتهم بل بالعكس اليوم مرت الأمور بشفافية. واعتبرت أن المسألة هي فقط لها علاقة باختلافات شخصية ومن أجل خلق البوز لا أقل ولا أكثر.
وأضافت الفنانة، رغبة منها في «تصحيح المفاهيم، أن هؤلاء الفنانين الذين تم الهجوم عليهم كانوا من الأولين الذين ساهموا في «غروب حب التضامن» وفي الوقت الذي تم الاحتياج إليهم مع العلم أنهم كانوا أيضا يعيلون أناس آخرين و قبل حتى ان يحصلوا على الدعم أو يتم الإعلان عليه. و صرحت الفنانة متسائلة لماذا لم يتضامن العديد من الفنانين الذين يلغون الآن عندما دق «غروب حب التضامن» أبوابهم، ونصحتهم بأن يخرسوا ويتجنبوا الشر والفتن وأن يتكلم كل واحد عن نفسه ولا يجعل نفسه محاميا على الفنان لأن هذا الأخير ليس أخرس والشعب له ملك فلينصره الله وهناك حكومة مسؤولة وليترك للأخر المجال ليتعيش.
وختمت زينب ياسر شهادتها معلنة أن لديها خطاب موجه للفنانة لطيفة رأفت قائلة: «كان عليك يا سيدتي وأنت بقيمتك الفنية التي لا أحد ينكرها، عوض أن تخرجي بفيديو على الملأ و في الشبكات الاجتماعية، أن تكتبي رسالة لوزارة الثقافة وتتوجهي مباشرة للوزير، فذاك الفيديو أساء للفنان أكثر مما نفعه، بما أن الكل خرج يشتم في هذا الأخير كما أن هذا الفيديو جعل من شخصية لا نعرفها تتجرأ وتتطاول على الفنان المغربي.. وتنعته بصفات أساءت إليه مع العلم أن الفنان يجب أن يبقى قدوة لبلده ويمثل ثقافتها. فالفتنة أكثر من القتل. من لديه ما يقوله فليبلغه كتابيا للوزارة وهاته الوزارة فاتحة أبوابها وتستمع للجميع وتناقشه ولكن أن تقوم الفتنة ويتطاولون على الناس فهذا غير مقبول».
وللإشارة فإن جريدة «الإتحاد الإشتراكي» سبق وأجرت حوارا مع الفنانة زينب ياسر نشر في شهر أبريل الماضي وذلك لإلقاء الضوء على صندوق للتضامن بين صفوف الفنانين بعد أن بدأت تتسرب أصداءه على مواقع التواصل الاجتماعي، وخلال اللقاء صرحت الفنانة بأنه، عبارة عن غروب (أو مجموعة) أنشأته بمعية زوجها الفنان مصطفى الليموني وبعض الأصدقاء الفنانين من أجل خلق صندوق مالي تضامني، يرمي إلى مساعدة فنانين تم تغييبهم منذ مدة بسبب أنهم عاطلون عن العمل أو مقعدين أو مرضى…ابتدأ كفكرة ثم أصبح حقيقة التف حولها العديد من الفنانين والجمعويين والمحبين للوطن والفن فالفكرة لاقت ترحيبا. وسطرت زينب ياسر أن هذا التضامن غير تابع لأي نقابة أو جمعية بل هو فقط لغروب يشتمل على أصدقاء متضامنين مع إخوتهم الفنانين..


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 19/10/2020

أخبار مرتبطة

تاريخ المغرب في حاجة ماسة إلى أعمال سينمائية وازنة بهذا الحجم وهذا المجهود لتعميم المعرفة بالهوية التاريخية للمملكة   جرت

“ناقشت الطالبة الباحثة فاطمة الزهراء الأمراني أطروحتها لنيل شهادة الدكتوراه في الآداب أمام لجنة أساتذة و خبراء تتكون من محمد

  توفي الفنان المصري صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما حيث شيعت جنازته يوم الحمعة الماضي من مسجد الشرطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *