الفنان التشكيلي حسن جميل يجسد في لوحته وباء كورونا الفتاك

 

رغم الجحر الصحي الذي فرضه وباء كورونا الخبيث، لم يركن الفنان حسن جميل إلى الخمول، بل انه استطاع أن يستغل مكوثه في المنزل ليبدع عددا من اللوحات الرائعة، في طليعتها اللوحة الجميلة كورونا التي تجسد هيمنة الوباء على العالم و محاولة الفتك بالبشرية و تخريب السلام، بالإضافة إلى عدد من اللوحات الفنية الطبيعية في طليعتها لوحة في الضفة الأخرى التي تجسد قصة حب جارف لمجموعة من الفتيات الطامحات إلى معانقة شاب كان يصطاد السمك في الضفة المقابلة لهن من النهر، وغير ذلك من اللوحات التي نشرها عبر المواقع الاجتماعية في الفضاء الأزرق .
حسن جميل شغف بالرسم منذ نعومة أظافره عندما كان تلميذا في مدرسة العدوة و ثانوية مولاي رشيد بفاس، و استطاع أن يصقل موهبته و يطورها منتقلا بين عدد من المدارس الفنية انطلاقا من المدرسة التجريدية مرورا بالمدرسة الطبيعية ليحط الرحال بالمدرسة الواقعية .
يعتبر الفنان حسن جميل من رواد الفن التشكيلي على المستوى المحلي و الوطني إلى جانب الفنانين من فاس في طليعتهم حسن العلوي و عبد المالك العلوي و محمد بلال و حسن صابر..، يعشق فاس حتى النخاع، فلوحاته حولها مفعمة بحضورها التاريخي متوهجة بما تحيل عليه من أمكنة و فضاءات يتشكل منها المعمار الفاسي بمرجعيته الأندلسية، لكنه لا يقدم استنساخا لفضاءات فاس بقدر ما يجعل الفضاءات مفعمة بالحس التاريخي لمعمار كان يخص فاس وبعض المدن العتيقة الأخرى، وهو في انقراض بما ألت إليه من انهيار دورها بعد أن صمدت لقرون عديدة وهي تتحدي الزمن، لحظة الصمود التي يرصدها حسن جميل بعين فنان تشكيلي يجسدها بالألوان والخطوط ، فهو لا يراهن على فاس التي تنقرض ويصيبها الزوال إلا من خلال جعلها ممكنة البقاء في الفن رغم احتمال زوالها في الواقع، وبهذا المعني فالتاريخ لأخر ما تبقي من معمار فاس .
الفنان المبدع حسن جميل، إلى جانب تألقه كفنان تشكيلي، فهو نحات ماهر يصوغ منحوتاته من الرخام و النحاس من أهمها منحوتة فارس مغربي يمتطي صهوة فرس عربي والموضوعة في مدخل فندق منزه زلاغ بالمدينة الجديدة، وكذا أسداي فاس المنحوتين بالنحاس واللذين يوجدان وسط أحواض الاغراس على امتداد شارع الحسن الثاني المتنوع الأشجار والإزهارن مما أضفي عليه لمسة فنية رائعة، زيادة على ذلك فهو يخلد حضور عدد من المبدعين والأدباء وتشخيص صورهم بدقة عالية مساهمة منه في نشر الوعي الثقافي.
و لا تقتصر مواهبه الفنية على التشكيل والنحت، فهو إلى جانب ذلك يهتم بالمسرح، حيث سبق له أن شخص عددا من الأدوار المسرحية على خشبة المسرح بمركب الحرية بفاس، إلى جانب اهتمامه بالإعلام، إذ سبق له أن أدار جريدة هنا فاس المحلية في سبعينيات القرن الماضي، حيث اشتغل صحبته في بداية مشوارهم نخبة من الإعلاميين المرموقين في طليعتهم الزميل سعيد كبريت والإعلامي إدريس العادل ومريم المغاري الصحافية بإذاعة فاس وغيرهم ، كما قام بعدة معارض بفاس و البيضاء و ألمانيا و افينيون بفرنسا .. لقيت جميعها نجاحا هاما من طرف الزوار و النقاد.


الكاتب : فاس: محمد بوهلال

  

بتاريخ : 19/06/2020