قدم الممثل والفنان العالمي سعيد التغماوي، مساء أمس الاثنين بمعهد « Acting Institute» بالدار البيضاء، أول ورشة عمل حول فن التمثيل أمام الكاميرا بهدف جعل أساليب التمثيل في الأكاديميات الدولية الكبرى في متناول الجميع.
وتروم هذه الورشة، المنظمة بمبادرة من «Acting Institute»، جعل هذا المعهد يسير وفق مناهج الإبداع السينمائي وكذا أساليب التمثيل حسب ما يلقن في الأكاديميات الدولية المشهود لها بالمهنية.
وشكل هذا الماستر كلاس مع الفنان التغماوي مناسبة للعديد من عشاق الفن السابع من الشابات والشباب المتعطشين إلى الاستفادة من تجربة هذا الفنان العالمي، مناسبة سانحة للاطلاع على تجربته الواسعة في فنون السينما والتمثيل وتقاسم تجربته وقصة نجاحه.
كما كانت فرصة أيضا للعديد من المواهب المغربية الصاعدة، للاستفادة من توجيهاته ونصائحه العملية، من أجل ولوج عالم الفن، خاصة فن التمثيل أمام الكاميرا، على المستويين الوطني والعالمي. وبهذه المناسبة، أعرب الفنان التغماوي، عن سعادته بالإقبال الكبير للشباب على هذا الماستر كلاس الذي نظمه «Acting Institute» من أجل الاطلاع عن كثب على تجربته في مجال التمثيل والاستفادة من خبرته في هذا الميدان.
وأضاف في تصريح لقناة (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء «إنه لشيء جميل أن يهتم الشابات والشباب المغاربة بفن التمثيل وأن يحرصوا على العمل على صقل مواهبهم عبر المشاركة في مثل هذه الورشات الفنية»، مبرزا أن التمثيل يتطلب الموهبة لكنه أيضا يتطلب صقل هذه الموهبة والعمل على تطويرها.
وعبر التغماوي عن إعجابه بمستوى النقاش خلال هذه الورشة التي تبادل خلالها الأفكار والرؤى مع هؤلاء الشباب الذين جاؤوا من أجل إشباع فضولهم وتطوير موهبتهم في فن التمثيل، مشيرا إلى أنه على استعداد للمشاركة في ورشة ثانية من أجل وضع خبرته وتجربته وأسرار نجاحه في فن الإبداع السينمائي رهن إشارتهم.
وأكد أن ما وقف عليه من «الحرص الشديد للمواهب المغربية الناشئة على تطوير مواهبها في فن التمثيل يبعث الأمل في هذا الجيل الذي سيحمل لا شك مشعل التمثيل بالمغرب ويعطي لهذا المجال دفعة قوية من شأنها تعزيز الفن السابع بالمملكة».
ومن جانبه، أوضح مدير معهد «Acting Institute» محسن الناظفي، في تصريح مماثل، أن الغاية من هذه المبادرة، التي نشطها الممثل والفنان العالمي التغماوي، يكمن في «العمل على المساهمة في تنظيم مهنة التمثيل بالمغرب حتى نتمكن من تطعيم الوسط الفني المحلي، سواء تعلق الأمر بالمجال السينمائي أو التلفزي، بفنانين ووجوه جديدة من شأنها تطوير العمل الفني بمختلف ألوانه».
وأضاف الناظفي الذي هو أيضا منتج ومخرج وممثل سينمائي، أن المعهد يعمل رفقة فريق من المبدعين المحترفين في الفن السابع على صقل المواهب بمختلف الأعمار منذ المراحل الأولى لإكتساب اتقان فني لأدوار التمثيل في عالم السينما والمسرح، مشيرا إلى أن هذا التكوين الفني يستغرق ثلاث سنوات.
وأعرب عن أمله في أن تتعدد مثل هذه المبادرات من أجل إنشاء معاهد مماثلة مختصة في فن التمثيل أمام الكاميرا لأن أعداد المتخرجين المختصين في هذا المجال الفني تبقى دون تطلعات المهتمين والفاعلين في هذا القطاع.
وتابع أنه سبق للمعهد أن استضاف ورشات مماثلة نشطها العديد من الفنانين الكبار أمثال رشيد الوالي، وعزيز داداس، ونور الدين الخماري وكذا الممثل العالمي غالي دوردان من أجل تقاسم تجاربهم وخبراتهم مع طلاب المعهد .
وتعتبر أحد الأدوار المهمة التي أداها الممثل وكاتب السيناريو الفنان سعيد التغماوي، الذي ولد بفيلبينت (فرنسا) سنة 1973 لأبوين من مدينة الصويرة، كانت سنة 1995 في الفيلم الفرنسي «الكره» ( (La Haine للمخرج ماتيو كازافيتش. كما شارك في أعمال دولية، خاصة بكل من الولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا.
وأصبح التغماوي أحد الممثلين القلائل الذين قاموا بالتصوير في الولايات المتحدة، فأداؤه لدور الجندي العراقي في ملوك الصحراء (Les Rois du désert) إلى جانب جورج كلوني ومارك والبيرج، سمح له بانطلاقة مسيرته بهوليوود.
وفي سنة 2006، منحه الممثل عمر الشريف «La Pyramide d›Or»(الهرم الذهبي) الجائزة المصرية التي تكافئ أفضل ممثل في العالم العربي، ووصفه بمناسبة هذا التكريم «أنت وريثي وخليفي… «.