يحتضن رواق «دار الفن» بطنجة خلال الفترة الممتدة ما بين 17 شتنبر الجاري و إلى غاية 29 من شهر أكتوبر المقبل معرضا للفنان التشكيلي محمد راشدي.
و سيتم افتتاح المعرض الذي يحمل شعار «أوجاع وكلمات» يوم 17 شتنبر بحضور رجال الإعلام والمهتمين بالشأن الثقافي والفني.
وحسب الإعلان، الذي توصلت الجريدة بنسخة منه، فإن المعرض سيتضمن سلسلتين من الأعمال التي تم إنتاجها خلال فترة الصحي الناتج عن وباء كورونا، في ربيع 2020، وكان الفنان يقيم حينها في وسط الدارالبيضاء على علو مكان إقامته ب
H2/61.26
و تحمل النسخة الأولى لاعمال محمد راشدي عنوان «كلمات كوفيد 19» بينما تحمل النسخة الثانية عنوان «تنوير الرغبة». الأولى على شكل عرض لشرائح يعاد نشرها في حلقة محمد راشدي يوميا كعادته منذ ما يقارب عشر سنوات، على شبكات التواصل الإجتماعي ، والنسخة الثانية هي عبارة عن مجموعة من الأعمال الصغيرة الحجم التي تم إنتاجها على صفحات قاعدة الكتب من مختلف الوسائط، عن طريق التعبير عن مفردات الفنان، من خلال التراكيب التي تعطي مكانة الصدارة لتعدد الألوان.
ثم آبار الرغبة، وتتماشى هذه السلسلة مع سلاسل أخرى لمحمد راشدي مثل «كثبان الرغبة» ، مع تطوير المشروع المتحول والمتغير، و «وريدات الرغبة» .
و أكد نفس البلاغ أن سلسلة «تنير الرغبة» تغدي أصداء متعددة للإنجازات السابقة وتعيد تنشيط العالم البلاستيكي والشعري للضوء والمنمنمات العربية، حيث يسلط الضوء على ألعاب الخطوط والألوان المتشابكة الهندسية والوردية.
و حسب نفس المصدر فإن الفنان محمد راشدي صرح بأنه منذ أن استقر سنة 2017 بالفضاء الذي يضم
H2 / 61.26
لم يتوقف عن التفكير والتصوير والرسم و حتى النحت، ليلا ونهارا، فالمشهد الذي قدمه له هذا المكان المتميز (المتواجد على علو عمارة شاهقة بقلب مدينة الدارالبيضاء)، هو مشهد متغير باستمرار ويعكس بانوراما مدينة الدارالبيضاء العملاقة، واضاف بأن مع الحجر الصحي، تزداد الحاجة إلى التفكير في الفضاء الخارجي ويصبح الإهتمام الفني مضطردا ومضاعفا.
و للتذكير فقد سبق و أجرى منبرنا حوارا مع الفنان التشكيلي محمد راشدي خلال تنظيمه لإحدى التظاهرات بمقر عمله، قبيل بدأ اللقاء، و صرح مدير المقر الذي احتضن التظاهرة بأن مؤسسته ،هيأة فنية اختار لها اسم يوحي لعنوان مقرها باستعمال الحرف الأول اللاتيني للشارع، يليه رقم العمارة ثم الشقة ،وذلك لكون هذا الفضاء، حيث يتواجد يعد متحفا في حد ذاته ويعكس الهندسة المعمارية البيضاوية التي تزخر بها المنطقة والتي يجب الإهتمام بها.
و أردف الراشدي بأن المكان هو فضاء يهدف الجمع ما بين المهتمين بالحقل الثقافي والفني، سواء منهم المبدعون فيه أو المفكرون الباحثون ، خلال فترة تظاهرة معينة، قصد تبادل الأفكار أو الإستمتاع بالعروض.أو غير ذلك من الأنشطة التي تنظم في هذا الإطار.
فالراشدي الفنان و الأستاذ الجامعي في « علوم الفن» بفرنسا لمدة سنوات كان دائما هاجسه، حسب تصريحاته، أن يخلق مجال للإهتمام بالفن والثقافة من جميع زواياها سواء كانت ممارسة أو فكرا. وحين عاد إلى المغرب حرص على المساهمة في تطوير بلده من خلال بلورة مشروعه في مجال كان ولازال يدافع عنه، فأنشا هاته الهيأة،بعد أن قضى مدة في العمل في نفس المجال داخل إطار مؤسسات أخرى. يقول دائما، قبل أن يختتم حديثه بالقول: « فأنا اعتبر بأنه ليس هناك فن بدون معرفة وعلم «