في لحظات عصيبة، يرقد قامة من قامات الفن المغربي، الفنان القدير محمد الشوبي، على سرير الشفاء بالمستشفى العسكري بالرباط، بعد أن تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجئ جراء مضاعفات حادة ألمت بكبده.
وأمام هذا الوضع الصحي الدقيق، أطلق أصدقاء ومحبو الفنان محمد الشوبي نداء إنسانيا عاجلا يخاطب ضمائر الخيرين، ملتمسين تبرعا بجزء من كبد يعيد إليه بصيص الأمل ويمنحه فرصة جديدة للحياة.
ويهيب المقربون بالفنان بكل من يجد في نفسه القدرة والاستعداد للتبرع، ممن تنطبق عليهم الشروط الصحية، التوجه إلى المستشفى العسكري بالرباط لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة.
يعد الفنان محمد الشوبي أحد الوجوه المبدعة التي شكلت إضافة للفن المغربي، واسما بصم مسيرة فنية حافلة بالإنجازات،فمن خشبة المسرح إلى الشاشة الفضية والتلفزيون، أثرى الشوبي المشهد الفني بأعمال نالت شهرة واسعة تجاوزت حدود الوطن إلى العالم العربي، وذلك منذ ولوجه المبكر لعالم الفن، حيث تجلت موهبته وقدراته التمثيلية في العديد من الأدوار التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور.
وعلى امتداد مسيرته الفنية ، حظي الفنان محمد الشوبي بالعديد من التكريمات والجوائز ، اعترافا بمساهماته القيمة وإسهاماته البارزة في إثراء الحركة الفنية والثقافية في المغرب.
وقد تجسدت قيم التضامن الأصيلة في الوسط الفني المغربي، حيث بادر الفنان محمد خيي بإطلاق نداء مؤثر عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، داعيا الجميع للوقوف صفا واحدا إلى جانب الشوبي في هذه المحنة الصحية العصيبة.
وسرعان ما تفاعل مع هذا النداء الإنساني العديد من الفنانين والمثقفين، أمثال عبد الحق بلماجهد وأمين الناجي وفهد بنشمسي، الذين سارعوا للانضمام إلى حملة التضامن، ناشرين رسائل الدعم والتوعية بأهمية التبرع بالأعضاء كبادرة إنسانية نبيلة تنقذ الأرواح.
وبدوره، أطلق المخرج عبد السلام الكلاعي صرخة إنسانية عبر صفحته على فيسبوك، مناشدا أهل الخير والقلوب الرحيمة التدخل العاجل لإنقاذ حياة الفنان محمد الشوبي، الذي يرقد حاليا في المستشفى العسكري في وضع صحي بالغ الحرج.
ودعا الكلاعي الجميع إلى بذل قصارى جهدهم لإيجاد متبرعين بالكبد ونشر هذا النداء على أوسع نطاق ممكن، لعل صوت الاستغاثة يصل إلى قلب رحيم يكون سببا في إنقاذ حياة هذا الفنان الذي أفنى عمره في خدمة الفن المغربي.