صدر عن دار خطوط للنشر والتوزيع ، بالأردن، 2025، كتاب “كتابة الظل، الفوتوغرافيا من النشأة إلى المعاصرة”، تأملات شذرية.. للناقد الجمالي المغربي عز الدين بوركة.
إلى جانب نسقه الشعري والإقلالي والتأمل فكريا في تاريخ الفوتوغرافيا وصولا إلى عصر الذكاء الاصطناعي، يضم الكتاب وقفات إبصارية في مجموعة من التجارب والنماذج العربية والمغربية والغربية..
وجاء في كلمة ظهر الغلاف بقلم الشاعر والناقد المغربي عمر العسري :
“اختار الناقد الجمالي المغربي عز الدين بوركة أن ينصت إلى الفوتوغرافيا من زاوية التفكير فيها؛ بمعنى أنه استجمع معارفه ومقروءه وموقفه الفني في بوتقة واحدة، ولكن دون المساس بجوهر التصوير لأن النظر إلى هذا الفن الضوئي من النشأة إلى المعاصرة يستلزم مسارا من نوع خاص، واقترابا من زاوية أخرى. لهذا فضل بوركة التفكير في الفوتوغرافيا إبداعيا، ولكنه أشبه بالاستنتاجات الفلسفية التي لا تضع حدودا بين الفن والتقنية، أو بين الكتابة والعلم.
لقد استجمع عز الدين بوركة في هذا المنجز ما تفرق في غيره؛ متوقفا عند تجليات الفوتوغرافيا وعلاقاتها المتشعبة بالأشياء والعناصر، وهو يستجلي المستغلق والزلق على نحو غير مباشر، ذلك أن انتهاج التفقير والتشذير والإقلال كان من ورائه التوقف عند شساعة الموضوع، وهي استراتيجية تروم التأمل والتفاعل عوض التحليل المباشر، والإنصات الوفي. فلا مجال لمساءلة الفوتوغرافيا مساءلة صارمة، لأنها تتعدى حدود تلك العلبة النيرة، أو الغرفة المظلمة، بل إن مصيرها مرتبط بحاسة اللمس أو الضغط المتوازن مع الرؤية.
بين النور والظل، يتجول عزالدين بوركة، ومعه القارئ أيضا، عبر كتابة شذرية تأملية، تصوغ رؤيتها من منافذ مختلفة لكنها متواشجة ومنتظمة على نحو تصاعدي؛ وبلغة خفيفة على المدارك، لكنها ثقيلة في نتائجها وكلياتها”.