الفيلم الفنيزويلي «الحصن» يفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناضور

اختتمت مساء السبت فعاليات المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناضور بمدرجات الكلية المتعددة التخصصات وبحضور عدد مكثف من الطلبة الذين تابعوا عن كثب مختلف فعاليات هذه التظاهرة السينمائية، حيث أسدل الستار عن الدورة بتوزيع الجوائز على أفضل الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية المشاركة في المسابقة الرسمية والتي وصل عددها ثلاثة و عشرين فيلما.
وقد عادت الجائزة الكبرى للفيلم الطويل والتي يرأسها لجنة تحكيمها المخرج الفنيزويلي أتوالبا ليشي إلى فيلم «الحصن» لمخرجه الفنيزويلي خورخي تيلين أرماند، الذي حصل كذلك على جائزة أحسن دور رجالي والتي عادت لخورخي روكي تيلين.
أما جائزة أحسن سيناريو فقد كانت من نصيب الشريط السينمائي» صحوة النمل» لمخرجته أنطونيلا سدساسي فورنيس من كوستاريكا.
في حين أن جائزة أحسن دور نسائي فازت بها الممثلة المكسيكية «كابرييلا كارطول» عن دورها في فيلم «منظفة الغرف» لمخرجته ليلا أبيليس.
كما وجهت لجنة تحكيم الفيلم الطويل تنويها خاصا للشريط البرازيلي» النقاء» لمخرجه ريناطو باربيري.اما فيما يتعلق بالجائزة الكبرى للفيلم القصير، والتي ترأس لجنتها المخرج والفنان التشكيلي المغربي أحمد سعيد القادري، فقد عادت هذه السنة للشريط القصير الفرنسي»وقت الآخرين» لمخرجه فييد كرمي.كما حصل الشريط القصير الإسباني» متصلب» لمخرجيه فيرناندو لوبيث كوميث وبابلو ميراليس ألباريث على تنويه خاص للجنة التحكيم.
بخصوص الجائزة الكبرى للفيلم الوثائقي إدريس بنزكري، التي ترأس أشغال لجنتها هذه السنة الكاتب الإسباني سيرخيو بارسي كياردو فقد كانت من نصيب « سمفونية جبال الأنديز» لمخرجتهالكلومبية مارطا رودريغز، في حين عادت جائزة البحث الوثائقي إلىفيرونيكا هارو أبريل من إكوادور عن شريطها الوثائقي «عندما رحلوا»
هذا، وكشفت إدارة المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة عن قرارها بنقل المهرجان في دورته العاشرة الى مدينة الداخلة المغربية في خطوة تضامنية كبرى تؤكد التاريخ التضامني الوحدوي لمنطقة الريف، حيث سيكون شعار الدروة – المغرب قنطرة بين طريق الحرير و طريق الانكا، حيث ستوجه دعوة الضيف الشرفي الى كل من الصين و الارجنتين
هذا، وكانت فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي السينمائي للذاكرة المشتركة بالناظور قد انطلقت يوم الاثنين 14 دجنبر 2020 بالجامعة متعددة الاختصاصات للناظور مع احترام تام للاحترازات الصحية والاحتياطات اللازمة التي وضعتها السلطات العمومية .. وعرف حفل الافتتاح حضور فعاليات حقوقية وفكرية وإعلامية وسينمائية، فضلا عن عدد كبير من الطلبة الجامعيين المنتمين للجهة الشرقية المتعطشين للفعل الثقافي والفني خاصة في هذه الظروف الصحية الاستثنائية. ومما ميز كلمة عبد السلام بوطيب مدير المهرجان، الذي « أكد « أن الحلم أصبح حقيقة، وللسينما طعم خاص في زمن كورونا، لقد رفعنا التحدي لمواجهة هذا الوباء الخطير، للتأكيد على أننا متشبثون بالحياة، وزارعون لنبتات الأمل، لذلك قررنا بعد عدد من التأجيل لتاريخ الدورة، تنظيمها دورة رقمية ونصف حضورية في بعض الأنشطة.»
وأشار بوطيب إلى أن الدورة التاسعة، التي» تنظم تحث شعار»المغربوبلدان أمريكا اللاتينية: السينما والذاكرة زمن كورونا»، قررنا أن نزرع الأمل مرة أخرى في رحاب الجامعة كمؤسسة للحياة والأمل وباعتبار أن الجامعة هي الفضاء المناسب اليوم وكما كانت دائما لرسم معالم الغد…»
وأكد بوطيب «أن إدارة المهرجان بمعية شركائها أبدعت أشكالا جديدة لعقد هذه الدورة بشكل رقمي ثم أبدعنا صيغا أخرى لمتابعة المهرجان عبر المنصات الدولية المتخصصة في عرض الافلام عالميا… لذلك نحن المهرجان الدولي الوحيد الذي سيعرض الأفلام عبر منصة «الفايسهوم».
ومن جانب، اعتبر محمد اوجار الرئيس الشرفي للمهرجان، أنه رغم كل الجدل المثار هنا وهناك، هناك انتصار في داخلي لرمزية هذا اللقاء بالمهرجان، معلنا أن الحضور اليوم هو تأكيد على الأمل والحياة لمواجهة تفشي وباء كورونا. وأبرز أن المغرب بلد بهوية متعددة المكونات ويتماهى مع عدد من الثقافات كالثقافة الإسبانية وبلدان دول أمريكا اللاتينية التي تجمعنا معها عدد من القيم المشتركة..
وفي سياق تنظيم هذه الدورة السينمائية بالجامعة، فقد أجمع طلبة ينتمون لبعض الشعب بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، على أهمية الشراكة ما بين المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة من جهة والكلية المتعددة التخصصات، من اجل احتضان الدورة التاسعة للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة، في إطار الانفتاح على محيطها والمساهمة في الفعل الثقافي بالمدينة.
فمن خلال شريط مصور مع طلبة من نفس الكلية، أكدوا على أن المبادرة في حد ذاتها مبادرة محمودة خاصة، أن ادارة المهرجان عملت جاهدة في ظروف صحية استثنائية تحقيق الحلم، لتنظيم المهرجان بمدينة الناظور كتظاهرة ثقافية سنوية تعتبرا متنفسا بالنسبة لشباب عروسة جهة الشرق.
كما أن هذا الشريط شكل مناسبة لاستطلاع أراء الطلبة حول علاقتهم بالسينما، فكان الاستياء والتذمر من قبلهم على غياب قاعات للسينما بالمدينة، ليخلصوا في الأخير إلى أن المهرجان الذي وصل في دوراته، إلى الدورة التاسعة، تمكن من سد فراغ كبير ولو جزئيا في مجال الفن السابع، خاصة انه بالإضافة إلى مشاهدة ومتابعة الأفلام والشرائط الوثائقية المتميزة، يشرك العديد من الشباب في الورشات التكوينية المتعلقة بمهن السينما في الإخراج والتصوير وكتابة السيناريو… التي يؤطرها مختصين ومهنيين أجانب ومغاربة، وبذلك يساهم في نشر ثقافة سينمائية ويرسخ الفعل الثقافي المستنير بالمدينة
كما تم الإفصاح أن اختبار فضاء الجامعة، وتحديدا الكلية المتعددة التخصصات، ليس اختيارا اعتباطيا وعشوائيا، انه اختيار مدروس ويتماشى وتوجهات الجامعة التي من الضرورة أن تنفتح على المحيط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفني لها، والاختيار كذلك نابع من أن فضاء الجامعة هي الأصل في التكوين والعلم والمعرفة التي تهم جميع المجالات خاصة أن مهرجان الناظور يشتغل على حفظ الذاكرة المشتركة والقضايا المرتبطة بها.
وموازة مع الانشطة السينمائية بما فيها المسابقة الرسمية عقد مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم طيلة أيام المهرجان في رحاب الكلية المتعددة الاختصاصات، دروس في السينما، وموائد مستديرة وماستر كلاس.
الدرس الأول، معنون ب «بسينما الاكستريم» ألقاه المخرج العراقي ليث عبد الأمير. الدرس الثاني، معنون ب»ما لم يأخذه الريح،السينما والذاكرة، ألقاه المخرج الاسباني خوسي أنطونيو طوريس. الدرس الثالث، معنون ب»السينما بعد الكورونا»ألقاه الفيلسوف المغربي حسن أسويق، والدرس الرابع، ألقاه المخرج البرتغالي كارلوس كويلوو كوستا / حول السينما و الهوية الثقافية .» كما ألقي المخرج الفنزويلي الكبير»ماستر كلاس»لخص فيه تجربته المهمة في مجال السينما و حوار الثقافات :
-أما في ما يتعلق بالموائد الفكرية المستديرة، فكانت المائدة المستديرة الأولى تحت عنوان : المغرب وأمريكا اللاتينية بين الذاكرة والتاريخ: رؤى متقاطعة».، والثانية كانت حول « الذاكرة و التاريخ بين أمريكا اللاتينية و المغرب: رؤى متقاطعة»، أشادت فيها السفيرة السابقة لبناما بالمغرب وعضوة الفريق المنسق لمشروع « العلاقات الدبلوماسية بين المغرب و أمريكا اللاتينية» الذي تحتضنه جامعة محمد الخامس بالرباط «كلوريا يونغ» ، أشادت بأهمية الدبلوماسية الموازية في خلق فضاء مشترك للحوار وتبادل الأراء، ذلك أن الثقافة والفن يعدان جسر عبور لمعرفة الآخر. المائدة المستديرة الرابعة كانت تحت: «السينما المغربية الامريكية اللاتينية زمن الكورونا»..


الكاتب : جمال الملحاني

  

بتاريخ : 22/12/2020