القاص محمد الشايب يوقع مجموعته القصصية «كماءٍ قليل» بطنجة

في سياق الاحتفاء بإصداراته، والتعريف بالكتاب المغاربة، نظم «الراصد الوطني للنشر والقراءة» مؤخرا، حفل تقديم وتوقيع المجموعة القصصية «كماءٍ قليل» للقاص محمد الشايب، بالمديرية الجهوية للثقافة بطنجة، بحضور ثلة من المبدعين والباحثين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي والإبداعي.
افتتح الحفل بكلمة القاصة فاطمة عافي، رحبت فيها بالمشاركين والحاضرين، وأشارت فيها إلى دواعي الاحتفاء بالمجموعة القصصية «كماءٍ قليل» للقاص محمد الشايب، منوهة بجهود القاص في الرقي بتجربة «الراصد الوطني للنشر والقراءة»، كما شكرت المديرية الجهوية للثقافة بطنجة على الاحتضان والحضور الكريم على الدعم والمواكبة.
وقد أسهم الباحث عز الدين المعتصم في مقاربة المجموعة القصصية، بورقة وسمها بـ«قصص «كماءٍ قليل» بين التراث الإنساني والهوية الثقافية» تحدث فيها عن توظيف التراث في قصص المجموعة باعتبارها مجالا رحبا للاستلهام والتعبير عن هموم الإنسان المغربي والقضايا التي تشغله، فالتراث حاضر في المجموعة القصصية، انطلاقا من العنوان الذي يمتح من المثل الشعبي الغرباوي «كي الما الگليل» الذي يقصد به هنا القصة القصيرة التي أصبح من العسير القبض على مكوناتها. ويتضح –حسب ورقة الباحث عز الدين المعتصم- أن القاص تعامل مع التراث اللامادي طبقا لما يتناسب ورؤيته الفلسفية، دون التخلي عن الأمانة العلمية في الحفاظ على أصالة المصدر التراثي، محاولا ربط الذاتي بالموضوعي، عبر توظيف رموزه المتباينة ودلالاته المختلفة في القصص. كما يعبر القاص في قصصه عن الهوية الثقافية المغربية، ويفصح عن قضايا المجتمع بتفاصيلها، إذ وظف محمد الشايب التراث توظيفا عذبا ينم عن ذوق جميل وخبرة بالصناعة الأدبية، محيطا بما يطبع مجتمعه، فالقصص تجسد حياة المجتمع المغربي الذي ينعم بالفضيلة، ويشقى بالرذيلة في تأرجع بين الإرادة في التشبث بمكارم الأخلاق وأفعال الخير، وبين الانجذاب القوي نحو مباهج الدنيا وزخرفها.
وحول المجموعة نفسها تحدث الباحث إدريس كثير في ورقته التي وسمها بـ«في عشق قاف. صاد»، عن كون موضوعات المجموعة وتيماتها تتمحور حول القصة، معشوقة القاص محمد الشايب وذلك جلي من خلال العبارات الموظفة في القصص، واعتبر الباحث المجموعة سيرة ذاتية للقصة، على الأقل في صلتها بالقاص محمد الشايب، انطلاقا من حضور القاصين محمد زفزاف وأحمد بوزفور.
وفي كلمة بالمناسبة شكر القاص محمد الشايب «الراصد الوطني للنشر والقراءة» على الاحتفاء البهي، كما شكر الباحثين على الغوص في نصوص المجموعة، وحيى الحضور النوعي على تلبية الدعوة –رغم الظروف المناخية-، ثم قرأ قصة «رسالة زفزاف» التي تتصدر قصص المجموعة.


بتاريخ : 27/12/2022