القاعات السينمائية بالمغرب: بين عزوف الجمهور والإغلاق؟

يمكن النظر إلى قضية القاعات السينمائية في إطار إشكالية أزمة السينما المغربية، وقد شغل هذا الإشكال جزءا كبيرا من تفكير النقاد والمنتجين والمخرجين.. فقد كثرت المقالات وتعددت الآراء واختلفت الرؤى، والموضوع واحد: أزمة القاعات السينمائية.
وفي العديد من المهرجانات والندوات واللقاءات السينمائية، قلما نجد مدير مهرجان، أو منتجا أو مخرجا أو ناقدا، لا يطرح قضية أزمة القاعات السينمائية بين الماضي والحاضر والمستقبل ولكن بدون سؤال استشكالي يؤطر القضية.
بناء على تقرير أصدره المركز السينمائي المغربي من خلال لجنة دعم القاعات السينمائية، أن في حدود سنة 1985 كان المغرب يتوفر على 247 قاعة للعرض، و في حدود سنة 2012 اضحى العدد حوالي 39 قاعة، فخلال 27 سنة ثم اغلاق حوالي 208 قاعات سينمائية للعرض، وأكد المصدر نفسه أن نسبة الجمهور تراجعت إلى مليونين اليوم مما بسط لنا إمكانية طرح مجموعة من الأسئلة التالية: هل أزمة القاعات السينمائية في المغرب مرتبطة بالدعم؟ أم مرتبطة بإقبال وعزوف الجمهور؟ أم القضية متعلقة بجودة الأفلام التي تستقطب الجمهور؟ ما نوع الافلام التي كانت تستضيف الجماهير؟ هل مغربية؟ هل هندية؟ هل أمريكية؟ ما هي جودتها؟ ما قيمتها الفنية؟ ما مواضعها؟ لماذا كان هذا الكم الهائل من الناس يذهبون إلى السينما؟ ما السر؟ هل هو الحب؟ هل هي الثقافة؟ هل هو الفضول؟ أم هناك وجود بديل؟ إذا كان هناك بديل فما الحل؟ عالميا إننا لا نكاد نجد فيلما في قائمة أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة منذ منحها أول جائزة أوسكار سنة 1929 إلى اليوم، لا يرجع فيه الفضل للقاعات السينمائية، فإن دور العرض يحتل مكانة هامة في تاريخ الصناعة السينمائية منذ ظهور السينما الصامتة ما بين سنة ((1895-1930، التي اشتهرت مع مخرجين كبار أمثال المخرجين الروسيين»سيرجي أيزنشتاين» فزيفولد بودوفكين» مرورا بالسينما الناطقة ما بين سنة (1930-(1960 التي التي ازدهرت بشدة في أمريكا وألمانيا وفرنسا، انتهاء بالسينما المعاصرة ما بين سنة ((1960-1995، فإن الحديث عن نجاح الأفلام بطريقة أو بأخرى مرتبط بدور العرض (القاعات السينمائية)، ومن هنا نخلص القول أن في قضية أزمة القاعات السينمائية في المغرب، نجد أن البعض يستنجد بالمسؤولين لبناء دور العرض جديدة والبعض الأخر يدعو إلى انقاذ القاعات السينمائية ولكن يبقى السؤال المفتوح الذي لم يطرح بعد إذا كانت تلك القاعات السينمائية القليلة المتبقية لا تمتلئ أصلا فلماذا نتحدث عن وجود أزمة دور العرض؟ ولماذا بعض الأفلام المغربية تعرف إقبالا جماهيريا على القاعات؟ في حين أن بعض الأفلام على العكس من ذلك.


الكاتب : عبد الرحيم الشافعي

  

بتاريخ : 30/09/2019