يتذكّر البيضاويون والبيضاويات موعد افتتاح ما تمت تسميته بـ «القرية الإفريقية» بساحة نيفادا بمدينة الدارالبيضاء، يوم الجمعة 23 ماي من السنة الجارية، وهو المشروع الذي أنجز بدعم من «شركة الدارالبيضاء للتنشيط والتظاهرات» وعدة شركاء مؤسساتيين، وفقا لتصريح رئيسة الجماعة، في حين أوضحت مديرة المشروع بأن المبادرة تسعى إلى إبراز ثقافات جميع مناطق القارة الإفريقية بالإضافة إلى دول أخرى مدعوة في إطار دينامية الانفتاح الثقافي.
القرية التي من المفترض أن تستمر أنشطتها، منذ افتتاحها إلى غاية 18 يناير 2026، ورغم الحلّة الجميلة التي اكتستها بالاعتماد على الألوان المتعددة المتدلّية «أشرطتها» من الفوق، ونوعية الأكشاك التي كان للبيضاويين وزوار المدينة موعدا معها ومع محتوياتها على مستوى أسفل «الكرة الأرضية» سابقا، وخلافا لما تم الإعلان عنه بشكل مغرِ، هي اليوم عبارة عن ساحة تحتل فيها منصة كبيرة موقعا متميزا مع مكبرات للصوت تنبعث منها الموسيقى التي تدفع المارة، مغاربة وأجانب إلى ولوج الفضاء رغبة في استكشافه، قبل أن يتبين على أن الأشغال وإلى حدود أمس الأحد لاتزال مستمرة به، من خلال السعي لإحداث أكشاك جديدة، في حين أن تلك القديمة المفتوحة واجهاتها، المعدودة على رؤوس الأصابع، هي إما تعرض منتجات «متداولة» أو أنها تعرض خدمات لتأطير في مجال الأعمال اليدوية الفنية بالجبص وغيره، بمقابل مادي طبعا، أو أخرى تبيع مأكولات؟
هكذا تبدو «القرية» وكأنها لاتزال عبارة عن «مجسّم» لم يجد طريقة إلى التنزيل الكامل على أرض الواقع، وهو الأمر الذي يوحي بأن المعنيين بهذا المشروع يشتغلون بأجندة زمنية خاصة مرتبطة بتظاهرة «الكان» فحسب، لهذا يطبعها «التثاقل»، والحال أنه كان من المفيد جدا استثمار الفضاء لكي يكون مستقطبا للجميع من خلال إبداعات تتجاوز «المنطق التجاري» إلى البعد الفني والتربوي الفرجوي، بغاية التنشيط الفعلي، في رقعة جغرافية تعتبر مستقطبة للكثيرين، مغاربة وأجانب، وعدم الاقتصار على مناسبات عابرة كتلك التي تشير إلى موضوعها يافطة بمناسبة اليوم العالمي للسلام، المقررة نهاية الأسبوع المقبل.
قرية يتبين على أن عدد زوراها محدود، وفقا لما عاينته «الاتحاد الاشتراكي»، فالكثير من الوالجين إليها غادروها بشكل سريع بعد جولة صغيرة، إذ يتبين لهم على أنه لا يوجد بها ما يدفعهم للبقاء، باستثناء الذين قد تستقطبهم أشياء محددة، في حين أن الساحة الخلفية تعجّ بالحركة والأصوات الصاخبة واللهو، من طرف أطفال ويافعين وشباب يمارسون رياضة التزحلق وغيرها، هذا في الوقت الذين يتوجّه فيه آخرون إما صوب ساحة محمد الخامس، آو يواصلون طريقهم نحو مدخل حديقة «الجامعة العربية».