في خطوة جمعت بين الأصالة والابتكار، نجحت المغربية دينا عثماني في تسليط الضوء على الثقافة المغربية داخل الفضاء الصيني بطريقة غير مسبوقة.
فبمناسبة عيد الفطر، أطلقت مبادرة فريدة تمثلت في تزيين روبوت بالقفطان المغربي، ليجوب شوارع مدينة صينية وهو يوزع الحلوى على المارة، وسط تفاعل لافت من الصينيين الذين انبهروا بتفاصيل الزي ورمزيته الثقافية.
تعود دينا، المقيمة في الصين منذ 15 عاما، كما تقول سيرتها الذاتية، إلى الواجهة مرة أخرى بعدما سبق أن أثارت إعجاب المتابعين عبر فيديوهات تجمع بين الأغاني الصينية والأزياء المغربية.
لم تكن فكرة الروبوت كما عبر عن ذلك الكثيرمن متتبعيها، بل رأوا أنها خطوة ذكية ومدروسة لتعزيز الحضور الثقافي المغربي في بلدٍ يبعد آلاف الكيلومترات، حيث حرصت على دمج التكنولوجيا مع التراث، ليكون الروبوت سفيرا غير تقليدي يحمل رسالة تقارب بين الشعبين.
بدأت قصتها مع الصين بمنحة دراسية قررت خوضها رغم صعوبات الاندماج، لتتحول لاحقا إلى أيقونة ثقافية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تجاوز متابعوها المليون. تعتمد في إبداعاتها على الموسيقى كجسر للتواصل، فتغني الألحان الصينية في الأسواق المغربية، وترتدي الزي الصيني التقليدي بينما تروي تفاصيل الحياة اليومية في المغرب للجمهور الآسيوي.
لم تكتفِ دينا عثماني بالجانب الفني، بل أسست شركة متخصصة في تسويق المنتجات المغربية بالصين عبر منصات رقمية، مساهمة في فتح آفاق اقتصادية جديدة.
تعاونت مع سفارات ومراكز ثقافية لتعزيز التبادل بين البلدين، وتهدف إلى تسليط الضوء على مناطق مغربية نائية كواحات مرزوكة، لإبراز تنوع البلاد أمام العالم.
تفاعل الصينيون مع مبادرة الروبوت بالقفطان المغربي بحماس، حيث تحول المشهد إلى مهرجان مصغر يجسد الانسجام بين الحداثة والتراث.
المتتبعون وصفوا الحدث بأنه درس في كيفية استخدام التكنولوجيا لنشر الثقافة، بينما رأى مغاربة أن دينا استطاعت تحويل الروبوت من آلة باردة إلى رمز دافئ للهوية المغربية.
ونقل عن دنيا عثماني قولها ،إن الثقافة لغة لا تحتاج إلى ترجمة،يكفي أن نقدمها بقلوب صادقة،ويرى معجبوها أن هذا الإخلاص هو سر نجاحها في تحويل الشوارع الصينية إلى منصة لعرض التراث المغربي، وإثبات أن الحضارات لا تتنافس، بل تلتقي عند نقطة الجمال.