القنصلة العامة بأورلي ندى البقالي الحسيني لـ «الاتحاد الاشتراكي»: منذ إغلاق الحدود اتخذت القنصلية تدابير استتنائية لدعم ومواكبة المغاربة العالقين

بعد إغلاق الحدود بين المغرب وفرنسا بسبب جائحة كورونا، كانت القنصلية العامة للمغرب بمدينة أورلي، بحكم قربها من منطقة المطار الدولي، في الواجهة لتدبير هذه الازمة، فيما يخص المغاربة العالقين بفرنسا.
«الاتحاد الاشتراكي» انتقلت إلى مقر القنصلية وطرحت عددا من الأسئلة على القنصلة العامة باورلي ندى البقالي الحسيني.

 

 

– بعد إغلاق المجال الجوي من قبل فرنسا والمغرب جراء انتشار وباء كورونا، هل وجدت نفسك كقنصلة عامة لمنطقة أورلي في الخط الأمامي لإدارة هذه الأزمة ومساعدة المغاربة العالقين في مطار أورلي وباريس؟
– منذ الإعلان عن إغلاق الحدود الجوية والبحرية بين المملكة المغربية وفرنسا، اتخذت القنصلية العامة للمملكة المغربية في أورلي تدابير استثنائية لدعم ومواكبة السياح المغاربة العالقين في المناطق التابعة للقنصلية. ومن أهم هذه التدابير:
إنشاء خلية للتتبع يمكن الاتصال بها خلال 24 ساعة وكل أيام الأسبوع، على الرقم التالي 0751200250 وبريد إلكتروني:
cgdmorly@gmail.com
وذلك من أجل الإجابة على أسئلة المواطنين المغاربة، وأيضا من أجل الاستماع إليهم ومعرفة مشاكلهم.
إقامة اتصال دائم ومنتظم مع باقي المواطنين الذين يقيمون بمفردهم أو مع أقاربهم .
كما يتم إجراء اتصالات منتظمة مع السلطات المحلية الفرنسية لتسهيل إجراءات تمديد التأشيرات السياحية..

 

– ما هو نوع المساعدة التي تقدمونها إلى هؤلاء المغاربة العالقين في فرنسا وكم عدد الحالات التي تقومون بتدبيرها؟
-منذ إغلاق الحدود، حشدت القنصلية العامة فريقها للاستماع إلى مواطنيها 24/24 من أجل تقديم الردود المناسبة لطلباتهم. حتى الآن، تلقينا أكثر من 3600 مكالمة هاتفية وأكثر من ألف بريد إلكتروني منذ بداية الوباء. كما أننا ننكفل حتى الآن، بـ 125 سائحًا مغربيًا، مع إقامة كاملة.
نحن ندرك جميعاً أن الموارد المالية للسياح المغاربة العالقين في فرنسا قد استنفدت بعد فترة زمنية معينة، وأنهم غير قادرين على توفيرها. ولذلك تلتزم القنصلية بتوفير الدعم والمساعدة اللازمين لهم على الفور من خلال منصة الاستماع التي تم إنشاؤها. أما المساعدة، فهي متعددة الأوجه، وتتراوح بين الإقامة والدعم المعنوي وتوزيع وجبات الغداء وشراء الأدوية للمرضى منهم.

 

-نعلم بأن وسائل القنصلية محدودة. فهل تقوم المنظمات غير الحكومية في المنطقة بدعم عملكم، وهل يمكنكم التعامل مع جميع الحالات؟
– القنصلية العامة تغطي كافة التكاليف المتعلقة بالسكن وشراء الأدوية… نعتمد أيضا على دعم الجمعيات المغربية لتحقيق هذا العمل. وأود أن أشكرهم على الجهود المبذولة لدعمنا في هذه العملية.

 

– لقد اتصلت ببعض المغاربة العالقين بفرنسا، وهم يتساءلون متى يمكنهم العودة إلى البلاد، وخاصة المرضى أو الذين تركوا أطفالا صغارا في المغرب، أولئك الذين لم يعودوا قادرين على تحمل التكاليف أو أولئك الذين انتهت صلاحية تأشيراتهم؟
– هذا سؤال مهم. إن عودة مواطنينا إلى المغرب يجب الاستعداد لها وإنجاحها بشكل جيد. وللقيام بذلك، يجب استيفاء جميع شروط العودة. ذلك أن هذه العملية تتطلب إعداد ما قبل العودة، والعودة الفعلية إلى الوطن وبعد العودة. وهذا يتطلب جهداً جماعياً ومتكاملاً من السلطات المغربية.
ولا تهدف هذه العملية فقط إلى حماية صحة المتضررين من العودة إلى الوطن من هذا الوباء، ولكن أيضًا مواطنينا الموجودين في المغرب. وهذا يتطلب تنسيقا وثيقا للسلطات العامة المغربية في هذه الفترة الاستثنائية وهو أمر غير مسبوق.
هذا هو التحدي الذي يجب مواجهته ويتطلب تعبئة الجميع وكذلك التضامن.

 

– هل يمكن للقنصلية مساعدة المغاربة الذين فقدوا أحد أقربائهم، والذين لا يستطيعون دفنهم بكرامة في فرنسا؟ هل من دعم ومساعدة لهم؟
– اتصلت القنصلية العامة رسميًا بالسلطات المحلية لتسهيل عملية الدفن في المربعات والأماكن المخصصة للمسلمين في المقابر الفرنسية. كما تقوم بدعم العائلات في هذه الظروف الصعبة. كما أنها تقوم أيضا بمساعدة الأسر التي لا تتوفر على الوسائل من أجل تغطية تكاليف دفن أحد أقربائها.
وأغتنم هذه الفرصة لأحيي صبر وتفهم المواطنين المغاربة المتأثرين بإجراءات إغلاق الحدود الاستثنائية والمؤقتة. كما أشكر السكان المغاربة بالمنطقة الذين ساعدوا أقاربهم وأصدقاءهم ورحبوا بهم بسخاء في منازلهم في هذه الظروف الصعبة.
شكراً أخيراً للجمعيات المغربية التي حشدت الدعم لعمل القنصلية في هذه الظروف الخاصة..


الكاتب : التقاها بباريس: يوسف لهلالي

  

بتاريخ : 22/04/2020