الكاتبة المصرية إيمان الزيات: فيلم «هشتاغ» لا يقدم عالماً مثالياً أو سحرياً تتحقق فيه المعجزات.. كل ما في الأمر أن أسرة الفيلم حاولت تقديم ما يشبه تطبيق قانون الجذب

 

د. إيمان الزيات كاتبة وناقدة عربية، عضو اتحاد كتاب مصر وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، ومحاضر مركزي بالهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية، كما تعتبر معنية في نطاق دراستها للعلوم الإنسانية باستغلال طاقة الفنون وإثبات فاعلية طرق السيكودراما الحديثة في اكتشاف القدرات الإبداعية واستثمار الذات. عملت د إيمان محررة القسم الأدبي في مجلة ناصية الإبداع المصرية، ولها أكثر من ثلاثمائة دراسة نقدية ومقال في عدة صحف ومجلات عربية وعالمية، كما أصدرت عشرة مؤلفات في القصة القصيرة، والرواية، وأدب الطفل، والنقد الأدبي، بخلاف الكتب والموسوعات العربية المشتركة، ولقد صنف مؤشر الفتوى العالمي روايتها «مينوراه» الصادرة عن دار المعارف المصرية ضمن أفضل سبعة كتب عالمية تناولت قضية الاسلاموفوبيا ونظرة الغرب للشرق عام 2019، «الاتحاد الاشتراكي» حاورت د إيمان الزيات فكانت الورقة التالية :

 

– مرحبا د.إيمان الزيات مؤلفة قصة وسيناريو وحوار الفيلم القصير Hashtag# هاشتاج» بداية نود أن نتعرف من هي إيمان الزيات وكيف جاءت إلى السيناريو ؟
– مرحبا بالصديق العزيز عزيز باكوش، وبقراء جريدة «الاتحاد الاشتراكي» المغربية الأعزاء. باختصار شديد، إيمان الزيات كاتبة وناقدة عربية، عضو اتحاد كتاب مصر وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، ومحاضر مركزي بالهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية، كنت ولمدة عام محررة القسم الأدبي في مجلة ناصية الإبداع المصرية، كتبتُ أكثر من ثلاثمائة دراسة نقدية ومقال في عدة صحف ومجلات عربية وعالمية، ولي أكثر من عشرة مؤلفات في القصة القصيرة، والرواية، وأدب الطفل، والنقد الأدبي، بخلاف الكتب والموسوعات العربية المشتركة، ولقد صنف مؤشر الفتوى العالمي إحدى روايتي الصادرة عن دار المعارف المصرية وهي رواية «مينوراه» ضمن أفضل سبعة كتب عالمية تناولت قضية الاسلاموفوبيا ونظرة الغرب للشرق عام 2019، كما أني معنية في نطاق دراستي للعلوم الإنسانية باستغلال طاقة الفنون وإثبات فاعلية طرق السيكودراما الحديثة في اكتشاف القدرات الإبداعية واستثمار الذات، وهو مجال يؤكد على قدرة وقوة الفنون والمواهب المختلفة في حل العديد من الأزمات النفسية والمجتمعية إذا تم استثمار تلك القدرات والفنون وفق مناهج معينة. أما عن دخولي إلى عالم السيناريو فقد كان دخولاً اضطرارياً، كما يقولون، وكذلك اهتمامي بالدراما السينمائية لإيماني بأنها أقصر الطرق وأكثرها امتاعاً لإرسال رسائل الكاتب إلى الجمهور في صورة متعوية تخاطب كافة حواس المتلقي للتأثير فيه بشكل سريع وإيجابي..
– الفيلم إنتاج مصري مغربي مشترك، إخراج أ.كريم عصارة، وإنتاج مؤسسة تعليمية بالمغرب، كيف جاءت الفكرة ؟
– في الحقيقة جاءني العرض من الصديق العزيز المخرج الأستاذ كريم عصارة و الذي له خبرة سابقة في مجال الأفلام القصيرة خاصة التربوية منها، والذي ما أن قرأ عن فكرة فيلم «هاشتاج» على حسابي الشخصي على الفيسبوك حتى استشف راهنية الموضوع وكتب لي أنه صالح بامتياز لتقديمه في صورة فيلم سينمائي قصير، وعرض عليّ أن نقدمه معا في عمل مشترك؛ صراحة وافقت على الفور و لم أتردد لميلي للتراسل والتعاون الأدبي العربي المشترك، و بعد ذلك كان أمامي عقبة صغيرة هي كتابة معالجة ملائمة للوسيط السينمائي، وتحويل النص المكتوب من نص مسرحي إلى فيلم سينمائي قصير، وكان ذلك بمثابة تحدياً حقيقياً بالنسبة لي؛ لأنني عكفت على ذلك المشروع وأنجزت النص والسيناريو والحوار بما في ذلك الجلسة العلاجية في وقت قياسي..
– يتناول الفيلم مشكلة إدمان الألعاب الإلكترونية الخطرة وإدمان الأنترنت في الوسط المدرسي ما الرسالة وهل المدرسة وحدها المستهدفة ؟
-إن رسالة الفيلم موجهة لمؤسسات المجتمع ككل، وليست للوسط المدرسي فحسب، وربما تتضح تلك المسألة من حوار الشخصيات الرئيسية في الجلسة العلاجية وتأكيدها على انسحاب الدور الرقابي والتوجيهي والتوعوي للأسرة، فهذه المشكلة المجتمعية الخطيرة – مشكلة إدمان الإنترنت والألعاب الإلكترونية الخطرة – لن تتمكن مؤسسة واحدة من حلها حتى وإن كانت المؤسسة المدرسية. بل لابد من تظافر جهود كافة مؤسسات المجتمع وحقوله.
– يعتمد الفيلم في رسالته على السيكوتيرابي وعلم النفس إجمالا، في تقديريكم ما هي الرهانات والتحديات التي يمكن أن تواجه تحقيق هذا الهدف ؟
– يفترض الفيلم في مضمونه أن الإسراف في استخدام الإنترنت و التعامل غير الآمن مع بعض منصات إتاحة التعارف والانخراط في عالم الألعاب الإلكترونية الخطرة يعد نوعاً من أنواع الإدمان، وكما نعرف أن العلاج النفسي السلوكي يفيد في الشفاء من الإدمان خاصة إذا اعتمد طريقة التدعيم (التعزيز)، وهي طريقة تتميز بالسهولة في التطبيق؛ إذن فالرهان عليه وعلى طرق السيكوثيرابي عموما يعد رهاناً مضموناً خاصة إذا فضل صناع العمل تقديم حلولا للأزمة المطروحة. ولأن الفيلم هاشتاج موجه في الأساس للشباب ولاهتمامي باستفادة نجومه من الطلبة والطالبات من تلك التجربة البكر، فقد وضعت في المشهد الرئيسي/ Master Seen جلسة علاجية حقيقية للتخلص من التجارب النفسية السيئة، والشحنات النفسية السلبية، و لو قام المشاهد بمحاكاة توجيهات المعالج في هذا المشهد من الفيلم سيشعر بأثر نفسي حقيقي كما حدث مع الشباب في هاشتاج، وهذا ما سألت عنه المشاهدين بعد العرض، وأجابوا بأن هذا الأثر الإيجابي قد تسلل إليهم بالفعل. أما عن التحديات التي تواجه تحقيق هذا الهدف في العموم؛ فتتلخص في انحسار الخبرة التوظيفية لهذه النوعية من العلاجات داخل الدراما، وعدم الالتفات إلى أهمية وقوة وفاعلية وحساسية وضرورة المخاطبة النفسية الإيجابية للتأثير في الشباب من خلال وسيط محبب لهم وهو الوسيط السينمائي.
– يقترح الفيلم أفكارا ويقدم حلولا، وله نهاية سعيدة. كما لو كان حلا سحريا لمشكلة الإدمان كيف تقرئين ذلك من زاوية سيكولوجية ؟
– تم طرح هذا السؤال بالفعل أثناء عرض فيلم هاشتاج في نادي الفيلم باتيليه الاسكندرية، وبغض النظر عن أن نهاية النص الأصلي الذي تمت معالجته مغايرة عما تم تقديمه في الفيلم القصير، فبالطبع ليس على الدراما أن تقدم عالماً مثالياً أو سحرياً تتحقق فيه المعجزات، كما أن حل مثل تلك المشكلات، لن يكون بالأمر السهل أو السريع، كل ما في الأمر أن ما حاولت أسرة الفيلم تقديمه هو أشبه ما يكون بتطبيق قانون الجذب، أنه ربما يحدث ذات يوم، أن ما تفكر فيه وتتمناه، سيصبح حقيقة، وربما يستمع الأبناء في يوم ما لاستغاثاتنا بوعي واستجابة، وكذا ستفعل المؤسسات المجتمعية المختلفة.
-هل هناك مشاريع مستقبلية في الكتابة والتأليف السينمائي وهل ثمة أفكار مشتركة في نفس التيمة ؟
– نعم، فلقد انتهيت بالفعل من كتابة قصة وسيناريو وحوار فيلم «فلاكا» وهو التعاون القادم بيني وبين المخرج المغربي الشقيق أ. كريم عصارة، يتناول الفيلم قضية العنف الأسري كمسبب جوهري لظاهرة إدمان المخدرات، ويقدم الفيلم فكرته في إطار من الدراما الاجتماعية ذات الجوانب الإنسانية، ولقد اقتبست اسم الفيلم من أخطر وأرخص أنواع المخدرات المنتشرة حالياً وهو مخدر الفلاكا…. كما أني بصدد الانتهاء من كتابة قصة فيلم «تريبل- Triple» وتدور أحداثه حول ثلاثة من الاصدقاء حديثي التخرج، يشق كل منهم طريقه بوسيلة مختلفة تودي بحياة أحدهم في النهاية بطريقة مأساوية، ويناقش الفيلم الخيارات المهنية المتاحة أمام الشباب في الوقت الحالي
– تم عرض الفيلم في العديد من الفضاءات والأندية السينمائية داخل المغرب فاس الدار البيضاء وخارج المغرب كندا تونس وأتوليي الأسكندرية بمصر الشقيقة … كيف تفاعل النقاد في النادي السينمائي بالأسكندرية ؟
– أستطيع أن أقول إن الفيلم قد حقق تفاعلا ملحوظاً وقدرا لا بأس به من النجاح في تلك الفضاءات المتعددة، ولقد أشاد النقاد بفكرته وموضوعه وعناصره المختلفة، أما عن تجربة عرضه الأول في اتيليه الاسكندرية فأحسب أنها تجربة مفيدة لي على المستوى الشخصي، إذ لفتتني لبعض الملاحظات الهامة لأعمالي القادمة بإذن الله، كما أنها مميزة جدا بتميز شرائح جمهور المشاهدين ما بين الأطر التربوية، والنفسية، والنقاد السينمائيين، والفنانين التشكيليين، ومحبي الفن السابع – السينما، ولقد عُرض بالتوالي مع فيلم هاشتاج فيلم Nerve وهو فيلم له إنتاجه الضخم حتى أنه لا سبيل للمقارنة بينهما من تلك الزاوية، ومع ذلك فقد تساوت من وجهة نظر المشاهدين أهمية وراهنية فكرته وموضوعه مع فيلمنا القصير هاشتاج. أشاد الجمع في عمومه بأداء المدرب المعتمد خالد هجلي والشاب عثمان البشراوي، والشابة زينب مرابطي، ومنار اقجيدع، كما أشادوا بالأداء التمثيلي لبعض الطلاب الذين لم يكن لهم حوار منطوق في الفيلم مثل الشابة «نُسيبة»، و أشادوا كذلك بعنصري الصوت والصورة، وبتبني مؤسسة تربوية عربية إنتاج مثل هذه الأفلام . وكانت هناك ملاحظات أخرى حول ضرورة تنويع مواقع التصوير بشكل أكبر مما تم، وعن البطء النسبي لبعض المشاهد وطريقة الانتقال بينها، وبعض الملاحظات حول Over Acting الذي أثر أحياناً في الطبقة الصوتية لبعض الممثلين، مع الأخذ في الاعتبار بالطبع كونها التجربة الأولى لهم وهذا ما لفت النظر إليه.
– الفيلم يناقش خطورة إدمان ألعاب التحدي على الأنترنت وبالتالي تدمير حياة العديد من الشباب حول العالم .هل لديكم إحصائيات حول ضحايا مفترضين لهذه الألعاب في مصر مثلا ؟
– دعني أذكر لك أستاذ عزيز آخر الإحصاءات التي قرأتها لأشهر حالات الانتحار في مصر بسبب لعبة واحدة فقط وهي لعبة «الحوت الأزرق» وكانت لطفل 12 عام تناول سم فئران، وطالبة 17 عام أشعلت النار في منزلها مما أسفر عن موت أسرتها، انتحار شاب 18 سنة، وانتحار شاب آخر 19 سنة بمنطقة روض الفرج، إصابة طالب يبلغ من العمر 18 عام باضطراب في الوعي، انتحار شاب يبلغ من العمر 20 عاما بالشرقية. أما عن ألعاب أخرى مثل لعبة (تشارلي، جنية النار، لعبة مريم، لعبة البوكيمون جو، وأخيرا لعبة الوشاح الأزرق) فالقائمة تطول، وهذا في مصر فقط ،فما بالنا لو وسعنا نطاق الرصد ليشمل الوطن العربي أو العالم..! ولقد كان هذا من أهم الأسباب التي دفعتني لكتابة هذه القصة، حتى يؤدي القلم أمانته، ويقوم الأدب بدوره ووظيفته في دق ناقوس الخطر، والتقاط المشكلات المجتمعية الراهنة ومعالجتها، وهذا إيماني بالغاية السامية لموهبة الكتابة التي حبانا بها الخالق العظيم.


الكاتب : أعد الحوار وقدم له عزيز باكوش

  

بتاريخ : 12/04/2021

أخبار مرتبطة

كشف مرصد العمل الحكومي عن فشل الحكومة في محاربة الفساد والاحتكار، وعدم العمل على الحد من تداعيات الأزمة الاقتصادية على

  تحت شعار «بالعلم والمعرفة نبني الوطن»، تم زوال يوم الاثنين 22 أبريل 2024 ، افتتاح أشغال المؤتمر 21  ل»اتحاد المعلمين

يعود ملف ممتلكات الدارالبيضاء ليطفو من جديد على سطح الأحداث، خاصة وأن المدينة تتهيأ لاستقبال حدثين مهمين على المستوى القاري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *