إدريس لشكر: الاتحاد مستعد ليكون همزة الوصل بين الاشتراكيين في العالم والقوى الاشتراكية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط
مرتاحون لتوجهات الرأي العام الدولي إزاء المغرب وقد تأكد دوره الريادي في حماية الأمن والاستقرار
شولتز: العالم في حاجة إلى مغرب مستقر ودور حزبكم في المنطقة ضروري للغاية
قرار المحكمة الأوروبية ليس مفهوما وواضح أن استراتيجية القوى الكبرى تسير نحو الاعتراف بالحقائق المغربية
استقبل الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر، بالمقر المركزي للحزب بالرباط، أول أمس، السيد مارتن شولتز، رئيس مؤسسة فريدريك ايبيرت والرئيس السابق للبرلمان الأوروبي وأحد القادة الاشتراكيين الألمان الذي كان مرفوقا بوفد رفيع المستوى.
خلال هذا اللقاء، الذي حضره كل من رئيس الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، عبد الرحيم شهيد، ورئيس الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس المستشارين يوسف ايدي، وبعض عضوات وأعضاء المكتب السياسي للحزب، تبادل الجانبان، أطراف الحديث في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، من أجل تقوية العمل المشترك المستقبلي، والدفع بتمتين علاقات التعاون المغربية الألمانية على جميع المستويات.
وتناول الطرفان، بالدراسة والتحليل، الوضع السياسي العالمي والتطورات السياسية والاقتصادية والمالية الدولية الأخيرة ، ومدى تأثيراتها على العالم وانعكاساتها على سير العلاقات الثنائية والدولية للبلدان، فضلا عن التجاذبات السياسية مابين الدول العظمى التي أصبحت تتحكم في العالم وتنهج سياسات تخدم مصالحها الدولية .
كما شدد القياديان، المغربي والألماني، على أن منطقة البحر الأبيض المتوسط، مدعوة دولها لوقت أكثر مما مضى إلى تعزيز شروط ضمان السلم والأمن، والتنمية المستدامة، ومناهضة كل أشكال التطرف ومواجهة كل المشاكل المتعلقة بالهجرة السرية ومكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات وكل أشكال التهريب في الحدود بالمنطقة.
وشكل اللقاء أيضا، مناسبة سانحة ما بين الطرفين، للتداول في قضية السلم والسلام بمنطقة الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية وإحلال السلام ووقف العدوان بشكل نهائي على الفلسطينيين.
ومن جهة أخرى، حث الطرفان على تقوية التعاون المشترك مابين الحزب ومؤسسة فريدريك ايبرت، من أجل إنجاز وتحقيق أعمال ومشاريع تخدم الصالح العام والقضايا ذات الاهتمام المشترك لما فيه خير الجميع.
وبهذه المناسبة، أكد الكاتب الأول للحزب، أن القوى الاشتراكية واليسارية في العالم ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، مطالبة بأن تعمل مجهودات كبيرة من أجل أن يعم السلم والسلام والأمن والاستقرار وضمان التقدم والتنمية المستدامة بالمنطقة، مشيرا إلى أن المملكة المغربية جاءت في موقع استراتيجي كبوابة لأوربا وبارتباط وثيق مع دول إفريقيا، مشددا على أن الضرورة تتطلب تعزيز التعاون لمناهضة كل أشكال الجريمة المنظمة في الحدود، ومحاربة الاتجار قي المخدرات والهجرة السرية.
إلى هذا، ذكر الكاتب الأول، بالزيارة الأخيرة التي قام بها إلى ألمانيا وكانت له لقاءات مع عدد من المسؤولين السياسيين والحزبيين، كوزير التعاون ومسؤول العلاقات الخارجية الألمانية، ومسؤولي الحزب الاشتراكي الألماني، وتأسف على عدم اللقاء بالسيد تشولز نظرا لبعض الظروف الخاصة به التي تزامنت مع هذه الزيارة، مذكرا في هذا الإطار، أن الزيارة لم تكن فقط من أجل تقوية وتعزيز العلاقات الحزبية بل كانت أيضا من أجل الدفع بعلاقات التعاون الثنائي ما بين البلدين وتقوية علاقات التعاون مابين دول ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مسجلا في هذا الصدد أن ألمانيا لابد من أن تلعب دورا رياديا في عدد من القضايا كالدعم المالي والاقتصادي للتنمية ببلدان المنطقة وربما نفس الدور الملقى عليها لمحاربة كل أشكال الصراع من أجل استرجاع الوهج الاشتراكي، الذي يتطلب منا في بلداننا، تقوية السلم والأمن، ثم التصدي بحزم للمشاكل المؤثرة على السياسة والاقتصاد في المناطق الحدودية كمحاربة الهجرة السرية والمخدرات والجريمة المنظمة وكل أشكال التهريب.
كما توقف الكاتب الأول عند التطورات الإيجابية التي يعرفها ملف الوحدة الترابية والقضية الوطنية، ومشروع الحكم الذاتي الذي أصبح يحظى بدعم عدد من الدول الكبرى كأرضية للحل السياسي لهذا المشكل المفتعل، مذكرا في هذا الإطار بالمواقف الإيجابية الداعمة لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وفرنسا ومن عدد من دول أوربا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وأشار الكاتب الأول للحزب إلى العلاقات المغربية الجزائرية المتوترة بفعل عدد من الاستفزازات التي تنهجها الجارة الجزائر، وإن كان المغرب مرتاح بوجهة نظره التي تحظى باقتناع الرأي العام الدولي فإنه يحاول تمنيع المنطقة من أية حرب والعمل على استقرارها، خاصة مع الدعم الدولي الكبير الذي تحظى به القضية الوطنية.
وأكد الكاتب الأول أن الاتحاد الاشتراكي معتز بالموقف الألماني، آملا أن يكون هناك تعاون تنموي أكثر في هذه المنطقة خاصة في ما يتعلق بالاقتصاد الأخضر ومجال الطاقات المتجددة.
وشدد الكاتب الأول على استعداد حزب الاتحاد الاشتراكي من خلال علاقاته الخارجية، وكذلك من داخل عمله في منظمة الأممية الاشتراكية بالمساهمة والدفع بالحل في قضايا الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية بالخصوص، من خلال الحوار مع الفاعلين السياسيين الحقيقيين بالمنطقة، وكذلك نفس الشيء من خلال المنتدى الدولي للبرلمانيين الاشتراكيين الديمقراطيبن الشباب،
وأعرب الكاتب الأول عن استعداد الاتحاد ل “توفير شروط لقاء القوى المحبة للسلام في المنطقة”، والعمل على ذلك مع كل الفرقاء.
وعبر عن إرادة الاتحاد الاشتراكي في العمل من أجل تجسير العلاقة بين الاشتراكيين في العالم ونظرائهم في العالم العربي وشمال إفريقيا، من أجل تقوية النسيج الاشتراكي الديموقراطي في المنطقة.
ونبه في السياق ذاته إلى ضرورة التعامل، سواء في المنظمات الاشتراكية كالتحالف التقدمي أو الأممية الاشتراكية مع القوى ذات التمثيلية، والتي لها امتدادات في المجتمع أو مع الفاعلين الحقيقيين في المجتمع عوض تزكية الصالونات السياسية …
من جانبه عبر تشولز عن سعادته بهذه الزيارة للمغرب، من أجل تطوير علاقات العمل المشترك لما فيه خير البلدين، متمنيا أن يرى استمرار استقرار المغرب سياسيا وأن ينعم بتنمية شاملة، وتطور اقتصادي، لخلق مناصب شغل كثيرة للشباب المغربي.
كما أعرب رئيس مؤسسة فريدريك ايبريت عن الرغبة الأكيدة للمؤسسة للتعاون مع حزب الاتحاد الاشتراكي، باعتبارها في حاجة إلى مخاطب حزبي من هذا الحجم بالمغرب، بالنظر لتاريخ الحزب وحجمه السياسي وعلاقاته الدولية المتطورة.
وقال كذلك إن : “العالم في حاجة إلى مغرب مستقر ودور حزبكم في المنطقة ضروري للغاية”.
وبخصوص العلاقة مع أوروبا قال تشولز إن قرار المحكمة الأوروبية ليس مفهوما مضيفا : “من الواضح أن استراتيجية القوى الكبرى تسير نحو الاعتراف بالحقائق المغربية”.
وكان شولتز في بداية حديثه قد تقدم بتحليل سياسي واقتصادي حول الوضع السياسي والمالي والاقتصادي العالمي وتطوراته المتسارعة ومدى تأثيراتها على الدول العظمى المتحكمة بزمام الأمور في العلاقات الدولية والقضايا الأساسية والتحولات التي يشهدها العالم ومدى انعكاساتها السلبية والإيجابية على عالم المال والأعمال والسياسة والاقتصاد.