أكد مشاركون في جلسة عمل انعقدت، الثلاثاء بالرباط، في إطار الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني، أنه لايمكن بناء الأمن السيبراني بدون تعاون دولي وطيد، قادر على استباق التهديدات، وتقاسم الممارسات المثلى والاستجابة السريعة للأزمات.
وشكلت هذه الجلسة، التي تناولت موضوع «تعزيز المرونة بفضل التعاون وأمن البنيات التحتية»، مناسبة أيضا للمتدخلين للتأكيد على ضرورة اعتماد مقاربة شمولية، تقوم في ذات الوقت على الجوانب التقنية للأمن السيبراني، وعلى تلك التي ترتبط بالحكامة، والتوعية، والتكوين والالتزام البشري.
وفي هذا السياق، أبرز اللواء عبد الله بوطريج، المدير العام للمديرية العامة لأمن أنظمة المعلومات، أن التعاون يعد عنصرا أساسيا لإحداث منظومة رقمية آمنة، تتجاوز الحدود الوطنية وتندرج ضمن جهد جماعي من أجل «حماية القارة الإفريقية وشركائنا الدوليين».
وأضاف أنه «في عالم مترابط، فإن حماية البنيات التحتية الحيوية لم تعد اختيارا، وإنما هي ضرورة استراتيجية»، مؤكدا أن الأنظمة المعلوماتية المرتبطة بقطاعات الطاقة والنقل والصحة والاتصال أضحت «في صلب اقتصاداتنا ومجتمعاتنا».
وأوضح أن أدنى نقطة ضعف تعرض هذه الأنظمة لأخطار ذات تداعيات عميقة سواء بالنسبة لاستمرارية الخدمات أو بالنسبة لثقة المواطنين والشركاء الدوليين، مسجلا أن الابتكارات التكنولوجية الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي (IA) والخدمات السحابية، غيرت النموذج في مجال الأمن السيبراني، من خلال توفير أدوات قوية لاكتشاف التهديدات وتحييدها.
وأكد مدير المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني (RCC)، بدر علي الصالحي، من جانبه، أن المرونة السيبرانية ترتكز على قدرة النظام على مواجهة الهجمات الرقمية مع ضمان استمرارية الخدمات في ذات الوقت.
واعتبر الصالحي أن اعتماد استراتيجيات تقوم على العمل الاستباقي والتفاعل والاسترجاع السريع يعد أمرا حاسما من أجل الحفاظ على ثقة المستخدمين والحد من الخسائر المالية الناتجة عن الهجمات السيبيرانية، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه الاضطلاع بدور مركزي، اعتبارا لقدراته على التحليل الفوري لأحجام كبيرة من المعطيات وتوقع الهجمات.
يذكر أن الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني، الذي ينظم تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، من طرف المديرية العامة لأمن نظم المعلومات، التابعة لإدارة الدفاع الوطني، بشراكة مع المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني، ينعقد تحت شعار «مستقبل الأمن السيبراني: السيادة الرقمية في خدمة تنمية اقتصادية مستدامة».
ويشكل هذا اللقاء، الذي يتواصل إلى يوم غد الجمعة 19 شتنبر الجاري، مناسبة لكبار المسؤولين الحكوميين وخبراء وفاعلين في القطاعات العمومية والخاصة بالمغرب والعالم العربي وإفريقيا، لمناقشة رهانات المرونة السيبرانية في عصر التكنولوجيات الناشئة.