الكاتب الصحفي اللبناني خير الله خير الله:الموقف الإسباني من قضية الصحراء نقطة تحول أخرى تصب في تكريس الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء

قال الكاتب الصحفي اللبناني خير الله خير الله إن الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى جلالة الملك، وما تضمنته من موقف واضح من قضية الصحراء، ليست سوى نقطة تحول أخرى تصب في تكريس الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء.
وتابع الكاتب الصحفي اللبناني في مقال تحت عنوان «إسبانيا تتصالح مع نفسها قبل مصالحة المغرب»، نشرته جريدة «العرب» اللندنية أمس الاثنين، أن الموقف الإسباني الشجاع من قضية الصحراء المغربية يفترض أن يوفر فرصة كي يزداد الوعي الأوروبي والأمريكي بواقع جديد في شمال أفريقيا.
وقال إن أهمية الموقف الإسباني تعود إلى أنه صادر عن الدولة التي كانت في موقع المستعمر في الصحراء، وهو بالتالي بمثابة اعتراف من الدولة التي كانت تستعمر الصحراء المغربية بأن الأرض عادت إلى أصحابها.
وأكد أن الرسالة تضمنت وضوحا إسبانيا في شأن لمن تعود الصحراء في ضوء نضال مغربي سياسي وعسكري استمر 47 عاما لتكريس حقيقة تاريخية ثابتة موثقة قانونيا من جهة، ومواجهة حرب استنزاف تتعر ض لها المملكة من جهة أخرى.
ولفت خير الله خير الله إلى أن المغرب استطاع الخروج منتصرا من حرب الاستنزاف التي تشنها الجزائر عليه، بل رد عليها بنجاحات على الصعيدين الداخلي والخارجي، مؤكدا أن «ثمة فارق بين بلد لا يمتلك ثروات طبيعية كبيرة يسعى لتطوير نفسه وبين بلد يمتلك ثروات طبيعية كبيرة يصرفها على كل ما له علاقة بزعزعة الاستقرار في المنطقة».
وأشار إلى أن الاختراقات الإفريقية التي تحققت منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، تظل الدليل الأبرز على تحول المغرب لدولة ذات موقع إقليمي لا مجال لتجاوزه كجسر مهم بالنسبة إلى كل دولة أوروبية مهتمة بأفريقيا، بما في ذلك فرنسا.
وقال إن رسالة رئيس الحكومة الإسبانية إلى جلالة الملك «كرست واقعا جديدا اسمه الموقع المغربي في المنطقة كلها، في شمال أفريقيا والعمق الأفريقي نفسه وفي كون المغرب جسرا بين أوروبا والقارة السمراء».
وبعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، يضيف المقال «جاء دور إسبانيا التي غلفت هذا الاعتراف بالإشادة بالطرح المغربي والحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية».
وأبرز أن المغرب ربح معركة استعادة أقاليمه الصحراوية على الرغم من كل ما استثمره النظام الجزائري الذي افتعل قضية اسمها قضية الصحراء… تحت شعارات من النوع المضحك المبكي مثل «حق تقرير المصير للشعوب».
وخلص المقال إلى أنه « لو كان النظام في الجزائر حريصا على حق تقرير المصير للشعوب، بدل المتاجرة بهذه الشعوب، لكان وفر أرضا في جنوب البلد لجمهورية وهمية في ضوء انتشار الصحراويين على طول الشريط الصحراوي الممتد من موريتانيا إلى جنوب السودان. لو كان بالفعل حريصا على الشعوب، لكان سمح بإقامة «جمهورية صحراوية» على أرضه بدل بقاء قسم من أبناء هذا الشعب في منطقة تندوف الجزائرية حيث يخضع أطفال ومراهقون لعملية غسل دماغ وتدريب على السلاح تصب في خدمة الإرهاب والتطرف في ظل أوضاع بائسة.»


بتاريخ : 22/03/2022