الكاتب / الظاهرة: التنوير الرقمي لفهم أين نحن وأين نتجه

تابعتُ منذ أقل من أسبوع في التكتوك عملية تسويق روايات الكاتب أسامة مسلم. وكنت أعرف أن المعرض سيشهد فيضانا من الشباب والأطفال القادمين من مدن مغربية للقاء بالكاتب وبروايته.
تبدو العملية مدهشة خاصة وأنه لأول مرة نلتقي بمحتويات تكتوكية ينجزها الشباب ويدعون إلى الذهاب إلى معرض الكتاب. كما أن الوضع قد يجعل أي كاتب يفرح بالظاهرة، ويقول:
وأخيرا، أصبح معرض الكتاب قِبلة للقراء من الشباب والأطفال. وأخيرا سأجلس أمام كتبي و يزدحم القراء حولي وحول كتبي من أجل التوقيع، بعدما كان التوقيع مقتصرا على أصدقاء الكاتب، وبعض القراء الذين لا يزالون يؤمنون بأهمية الكتاب والإبداع.
لكن، قراءة اللايفات المزدحمة بالتيكتوك منذ أقل من أسبوع، وتشكيل منسقي التوقيع، ودخول شركات تسويقية مؤثرة يدعو إلى تحليل المشهد، ليس من أجل إصدار حكم عليه: مع/ضد. لأن الوضعية تحتاج إلى التفكير في التحولات التي يعرفها المشهد الثقافي ونوعية القارئ اليوم.
إذ لا يكفي أن نتعجب ونطلق صرخة مكتومة حول ما يحدث، بقدر ما يدعو الأمر إلى التعامل مع المُستجد بتفكير مسؤول.
-أولا : ضرورة قراءة أعمال الكاتب وأخذ فكرة عنها،وهذا حقه، لأننا لا نستطيع أن نحكم دون قراءة الأعمال،
– ما الذي شد انتباه الشباب والأطفال إلى هذا المحتوى؟ هل القصة؟ هل مواضيع الجن والسحر والغرائبية؟
-هل لأن الشباب والأطفال يُقيمون ساعات طويلة بالتيكتوك ويتواصلون مباشرة مع الكاتب مما منح  لأعماله هذه السلطة؟
-هل لأن الكاتب كان ذكيا فاستثمر السوشل ميديا بطريقة إدماج القراء في التسويق مما جعل القراء يدخلون في سلط اعتبارية  مثل منسقي التوقيع؟
-ماذا نقصد بالتأثير خوارزميا؟ هل الخوارزميات تشكل سلطة فوقية في التأثير؟
-ما موقع الكتاب من سلطة السوشل ميديا؟
إنه وضعٌ يحتاج إلى تحليل المشهد بتفكير معرفي وعلمي مسؤول.


بتاريخ : 14/05/2024