الكتابة والصحراء قراءة في مؤلفات فردية وجماعية -18- السمارة الحاضرة الروحية والجهادية للصحراء المغربية 2/2

ماهي العلاقة بين الكتابة والصحراء؟ وكيف تلازمتا منذ زمن بعيد؟ ألم تكن الكتابة مرتبطة بالصحراء، هل هناك حدود للكتابة في الصحراء أم لا حدود لها مثل كثبان الرمال؟ وأيهما أقرب إلى ثقافة الصحراء: الكتابة أم الشفاهية؟
إنها تساؤلات عميقة تنبعث ونحن نتأمل المتون والمؤلفات التي اتخذت من الصحراء تيمة لها. فلقد شكلت الصحراء دوما فضاء غنيا بامتياز وباعثا على الإبداع والتدوين. بإرثها التاريخي العميق ،وبتنوع تضاريسها، وغنى مواردها الطبيعية التي تجمع البحر والبر في التحام وتناسق جميلين ،كما شكلت ملتقى للحضارات المتعاقبة على المغرب ، لذلك نبغ منها شعراء عديدون ومفكرون كانوا من رموز زمانهم ، ومثقفون ألفوا وأنتجوا كتبا ما يزال بعضها رهين خزانة المخطوطات ينتظر التنقيح وإخراجه من ركام الأتربة ليستفيد منه الأحفاد بعدما أنتجه الأجداد منذ زمن غابر

2. التجربة المعينية في المؤاخاة بين الطرق الصوفية لأحمد الوارث
3. الإشعاع الثقافي لزاوية السمارة في شرق المغرب مدينة وجدة نموذجا لمارية دادي .فرغم بعد المسافة استطاع أحد رجالات وجدة وهو الحاج عبد الرحمان بن محمد بن الهاشمي الوجدي أن ينتقل إلى السمارة حوالي 1318ه/1901م حيث أخذ عن شيخ الزاوية الفاضلية الشيخ ماء العينين الذي أجازه وأذن له بعد ذلك بفتح فرع للزاوية المعينية بوجدة تلبية لرغبته،وقد حصل ذلك سنة 1903 م حيث حاولت الزاوية القيام بأدوار دينية وثقافية وسياسية على غرار أدوار الزاوية الأم بالسمارة.
4. من معالم التواصل العلمي بين حاضرة السمارة والحضارة الوجدية في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري لبدر المقري تطرق فيه لتأثير المشروع الإصلاحي لأبي الأنوار ،محمد المصطفى ماء العينين بن محمد فاضل بن محمد مامين الشنقيطي (1246/1328ه) على علماء الحاضرة الوجدية وتأسيس زاوية الشيخ ماء العينين بوجدة وبعض مظاهر المعين الصحراوي في الحاضرة الوجدية .
5. السمارة-الزاوية :التأسيس والأهداف لمحمد العبوتي
6. الشيخ ماء العينين وفكره الإصلاحي في علاقة مع الشيخ محمد بن العربي العلوي لمحمد براص تطرق فيه لعناصر الائتلاف والاختلاف لدى الطرفين في سياقها العام والخاص انطلاقا من القراءة العمودية والأفقية لانتاجاتهما ليستنتج أن عناصر الائتلاف كانت أقوى من تلك التي قد تشكل اختلافا ليخلص للاستنتاج الموضوعي حول التواصل المستمر مابين شمال المغرب وجنوبه .
7. التنظيم الاجتماعي المجالي لمعالم المقدس بالسمارة لمحجوب كماز قدم فيه معطيات حول مدينة السمارة جغرافيا وديموغرافيا وإداريا، كما تطرق للمعالم التاريخية سواء في مركز المدينة أو ضواحيها ومواقع النقوش الصخرية قبل أن يعرج على التنظيم المجالي والاجتماعي لمجتمع الصحراء ،إضافة للتعريف بالأضرحة الموجودة هناك كضريح سيدي أحمد الركيبي وضريح سيدي أحمد العروسي.
المحور الأدبي فقد تضمن ثمانية أبحاث وهي :
بناء الخطاب الشعري الحساني لإدريس الناقوري تطرق لتاريخ الشعر الحساني وبناءه الإيقاعي الذي لا يختلف عن بناء الشعر الفصيح رغم خصوصيات الشعر الحساني ومختلف بحوره وتأثره بالشعر العربي الفصيح، ليخلص إلى أن الشعر الحساني جزء من الشعر العربي لأنه عبارة عن لغة عربية أصيلة لا تختلف عن اللغة الفصيحة إلا في بعض التحويرات الصوتية والنطقية الخاصة باللهجة الحسانية .
نظرات في الأدب الحساني من خلال كتاب *الأدب الحساني والكلام المهذب بالمعاني * لمحمد نيمة تحدث عن مختلف أغراض الشعر الحساني ومحسناته البديعية وأسسه وقواعده العامة وشروط نظم (كاف) بيت شعري مقدما أمثلة من بعض القصائد كما تحدث عن موسيقى الشعر الحساني وأشكاله البديعية .
الأدب الحساني للعتيك الطالب بويا ماء العينين
النضال في شعر الصحراء المغربية لبوبكر الياس قدم فيه عدة قصائد تحث على الجهاد ضد المستعمر مع وصف المعارك التي خاضها المغاربة داخل ربوع الوطن وخارجه دفاعا عن حوزة البلاد المغربية والإسلامية على حد سواء ،لذلك يعتبر أن الحركة الشعرية في الصحراء المغربية منذ أواخر القرن 19 وبداية القرن 20 حركة جهادية ونضالية مقدما العديد من القصائد في هذا الإطار .
الشيخ أحمد الهيبة نموذج من شعراء مدينة السمارة لمحمد عيناق معرفا به والمواضيع التي تطرق لها في قصائده محللا بعضها من المعالم الشعرية لقصائد ديوانه
الممارسة الثقافية في الزاوية المعينية دراسة في مقومات الإبداع الأدبي: للطيب الوزاني عرف فيه بالعلماء المعينيين الذين أثروا بتآليفهم وجهودهم التربوية الحركة الفكرية بالسمارة في العقود الأولى من هذا القرن والشعراء في مختلف الأزمنة مذكرا ببعض قصائدهم .
حاضرة السمارة في الشعر المعيني لعلي ماء العينين النعمة
كتاب البادية للشيخ محمد المامي بن البخاري:في النص والسياق عبد العزيز ابن الطالب موسى معرفا بصاحب الكتاب المعروف بتصانيفه الجيدة في عدة حقول معرفية وبالكتاب الذي مازال مخطوطا الذي يعكس المجهود العلمي لعلماء الصحراء ولكونه يرتبط ارتباطا وثيقا ببعض عادات أهل الصحراء الخاصة النابعة أساسا من التركيبة الاجتماعية لها.
وفي الأخير فإن كتاب السمارة الحاضرة الروحية والجهادية للصحراء المغربية الذي يمتد على 380 صفحة ويحتوي على أكثر من 12 وثيقة غني بأبحاثه القيمة والمتنوعة.


الكاتب : م محمد البوزيدي

  

بتاريخ : 21/03/2025