الكتابة والصحراء -34- موسوعة الصحراء -5-

ماهي العلاقة بين الكتابة والصحراء؟ وكيف تلازمتا منذ زمن بعيد؟ ألم تكن الكتابة مرتبطة بالصحراء، هل هناك حدود للكتابة في الصحراء أم لا حدود لها مثل كثبان الرمال؟ وأيهما أقرب إلى ثقافة الصحراء: الكتابة أم الشفاهية؟
إنها تساؤلات عميقة تنبعث ونحن نتأمل المتون والمؤلفات التي اتخذت من الصحراء تيمة لها. فلقد شكلت الصحراء دوما فضاء غنيا بامتياز وباعثا على الإبداع والتدوين. بإرثها التاريخي العميق ،وبتنوع تضاريسها، وغنى مواردها الطبيعية التي تجمع البحر والبر في التحام وتناسق جميلين، كما شكلت ملتقى للحضارات المتعاقبة على المغرب ، لذلك نبغ منها شعراء عديدون ومفكرون كانوا من رموز زمانهم ، ومثقفون ألفوا وأنتجوا كتبا ما يزال بعضها رهين خزانة المخطوطات ينتظر التنقيح وإخراجه من ركام الأتربة ليستفيد منه الأحفاد بعدما أنتجه الأجداد منذ زمن غابر.

الثالثة :معجم المصطلحات الخاصة بالشراب والطعام (عند مجتمع البيضان) ذ.ابراهيم الحَيْسن.
تضمن هذا المقال أكثر من 400 لفظ ومصطلح متصلة بالأطعمة والأشربة في الصحراء وفي بدايته أكد الاستاذ الحيسن الذي صدر له قبل سنة  كتاب»الأطعمة والأشربة في الصحراء: أنتروبولوجيا الطبيخ وآداب المائدة عند البيضان  أن  الطعام يَلْعَبُ في عُرْفِ وثقافة الصحراويين البيضان دوراً رئيسياً في نسج وتطوير العلاقات الاجتماعية من خلال الولائم (لْعَرْظَاتْ) التي تقام أساساً بمناسبة العديد من الاحتفاليات الاجتماعية والدينية وغيرها تعتمد بصورة أساسية على اللحوم (إبل، غنم، ماعز، أبقار، غزلان، أرانب..)، وعلى الألبان (نوق، ماعز، بقر..)، وعلى المنتوجات الفلاحية المحلية، لاسيما الشعير والتمور..
غير أنه ينبه إلى  أن مجال الطعام والشراب في الصحراء لا يزال بحاجة إلى مقاربة متخصِّصة للطهو ونظام الأكل والشرب في حدود المباحث المعروفة بآداب المائدة وأصول الطبخ Fonds culinaires والجماليات المتصلة بوصف الوجبات الغذائية المحلية، وطرق تحضيرها وأكلها وترتيبها على المائدة.
الرابعة: الطب الشعبي الصحراوي د صلاح الدين الركيبي
هذا المقال عبارة عن بحث ميداني في منطقة الصحراء حاول فيه الباحث ضبط ميكانيزمات وآليات اشتغال  الطب الشعبي حسب الأدوات والمواد والأساليب المستعملة في التداوي.وقد توزع المقال الى محورين: الأول مرتبط بالعلاح والثاني بالأمراض:
توزع محور العلاج الشعبي  الى ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الطب الشعبي الطبيعي: عبر التعريف بمختلف النباتات والأعشاب التي يستعملها الإنسان الصحراوي للتداوي أو للوقاية من الأمراض بجداول توضيحية مرتبة ومبوبة حسب الحروف الأبجدية  مع ذكر الأجزاء التي تستعمل في العلاج الشعبي بكل نبتة وفي استعمالاتها وكيف تدخل مياه البحر والأحجار والمعادن في استراتيجيات العلاج من أجل التخفيف من عدد من الآلام المزمنة وعلاج مختلف  الأمراض بما فيها الضغط النفسي عند الصحراويين  إضافة إلى أن  العلاج بحمامات الرمل رمال الصحراء الساخنة بالطب الشعبي الصحراوي.
المبحث الثاني: الطب الشعبي الجراحي المرتبط  بتجبير الكسور ومعالجة حالات انزلاق الفقرات وتمزق العضلات، وممارسات تختص بكل من الحجامة والكي،. مع جرد لأهم المواد والأدوات المستخدمة في العلاج بالتجبير والكي والحجامة بالصحراء.
المبحث الثالث: الطب الشعبي السحري-الديني المرتبط باعتقادات العلاج بزيارة الأضرحة وباللجوء إلى المُنَجم «لْكًزُاْن» إلى «الحجاب»
أما المحور الثاني فتعلق تحديد مختلفﺍﻷﻤﺭﺍﺽ الشعبية المنتشرة فيالصحراء، وتلك التي اختفت أو انحصر وجودها، أو التي ظهرت حديثا؛ اضافة الى و أعراضها وﺍﻟﻭﺼـﻔﺎﺕ العلاجية والعناصر اللازمة لعلاجها؛في جدول مبوب حسب الترتيب الأبجدي .
 الخامسة: زمن الأسرة والتقويم التاريخي في الصحراء د: محجوب كماز
توقف في بحثه عند تيمة الزمن  لدى الصحراويين معرفا بكل التفاصيل المرتبط بالزمن سواء المرتبط باليومي (الفصلات اليومية)  أو الأسبوعي (ارتباط الأيام بمعتقدات تختلف حسب القبائل) أو الشهري (التقويم الفلاحي الذي يقسم السنة إلى مراحل مضبوطة وما يوازيه من تقويم هجري وميلادي يبين أسماء الشهور الحسانية وما يوافقها بالميلادي والهجري) أو الدوري (وهو المرتبط بالمنازل التي تكون السنة الفلاحية)، كما فصل الكاتب في منازل الاقمار وارتباطها بمختلف فصول السنة في جدول يبين أسماء النجوم بالحسانية وتاريخ طلوعها ومدة بزوغها وتأثيرها.
وإذا كانت الأسر الصحراوية لا تستعمل اليومية القمرية الإسلامية لضبط الحياة الدينية، والسنة الشمسية فهي المعتمدة لحساب الزمن التاريخي فان هناك ضبطا آخر مرتبط بسنوات ارتبط اسمها بالحدث المميز لها   كاِنتشار وباء معين، أو حدوث واقعة تاريخية، أو منتجعات معينة، أو كثرة الكلأ في منطقة معينة، أو ظاهرة طبيعية، أو اِنتشار نبتة معينة، أو أحداث درامية، أو اِنتشار آفة معينة … لذلك قدم الباحث جردا  كرونولوجيا للسنوات بدءا من 1910 حتى 1975 مع الاشارة للتشابه  من حيث سبب التسمية والاِختلاف من حيث التسمية من مجال إلى آخر،
كما توقف الباحث في قراءة متميزة لسوسيولوجيا المواسم المحلية وارتباطها بالسنوات الفلاحية التي يكون المحصول فيها جيدا .السادسة :الخيمة في مجتمع الصحراء محمد البوزيدي عرف فيها بالخيمة وأهميتها الاجتماعية والاقتصادية ومختلف مكونات وأجزاء العناصر المكونة لها (الفلجة، المشلْ: الرًابْعة (جمع رْوابَع): الطْريْكَة خْرَبْ الطارْفَة السهوة : الخالفة  ج خْوالَفْ الرفافة ج رْفايفْ: الأوتاد : شك الخيمة : الفلْقَة أو الكْفا (الكفاء).
السابعة باللغة الفرنسية وهي قراءة جيولوجية للصحراء المغربية لمولاي عبد الله العلوي تطرق لمختلف صخور ووحيش المنطقة
الجدير بالذكر أن جمعية الشعلة للتربية والثقافة سبق لها أن أصدرت ثلاث كتب قيمة  وهي تجميع لأشغال ثلاث ملتقيات للفكر في الصحراء المغربية نظمت  بمدينة بوجدور وهي :
الصحراء فضاء للحضارة والفكر والإبداع(300 صفحة )  2010
ثقافة الصحراء : مدارات الهوية والانتماء(420)صفحة . 2012
الصحراء: جدلية الإنسان والمجال (360)صفحة 2013
هذا ويعمل المركز والجمعية  حاليا على الاشتغال على الأجزاء المتبقية من المشروع وقد وجه الدعوة لمختلف الكتاب والمهتمين للمساهمة في المحاور المتبقية من الموسوعة

الكاتب : n محمد البوزيدي

  

بتاريخ : 12/04/2025