الكرة الذهبية تبتسم لديمبيليه وحكيمي يرسخ حضوره بين كبار العالم

عاشت باريس ليلة استثنائية وهي تحتضن حفل الكرة الذهبية، الذي حمل هذا العام توقيع الفرنسي عثمان ديمبيليه بعدما قاد باريس سان جرمان إلى موسم تاريخي تُوّج فيه بالثلاثية المحلية وبأول لقب في دوري أبطال أوروبا.
ديمبيليه، الذي ملأ الفراغ الهجومي الكبير برحيل كيليان مبابي إلى ريال مدريد، صعد إلى منصة مسرح شاتوليه ليحفر اسمه في قائمة أساطير فرنسا، كالسادس الذي يظفر بالجائزة والثامن في سجل بلاده. ورغم المنافسة الشرسة من لامين جمال، الشاب الكاتالوني الذي يتنبأ له الكثيرون بمسيرة استثنائية، فإن أصوات لجنة التحكيم رجّحت كفة ابن الثامنة والعشرين بعد موسم هجومي غير مسبوق، أنهاه بتسجيل 35 هدفا وصناعة الفارق في أهم المحطات الأوروبية.
هذا التتويج جاء ليؤكد التحول الذي تعرفه الكرة العالمية بعد عقد ونصف من هيمنة الثنائي ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. فبينما غاب الأول في أجواء الدوري الأميركي والثاني في الملاعب السعودية، بدا أن بريق المنافسة قد انفتح على أسماء جديدة تعكس جيلا مختلفا من النجوم، من بينهم من بصموا على إنجازات لافتة بقميص باريس سان جرمان، حيث تواجد سبعة لاعبين من النادي الباريسي ضمن قائمة الثلاثين مرشحا للكرة الذهبية. بين هذه الأسماء يبرز حضور المدافع المغربي أشرف حكيمي، الذي بات منذ انتقاله إلى باريس أحد أعمدة الفريق وأكثر لاعبيه استقرارا في المستوى والأداء.
وجود حكيمي في اللائحة النهائية لم يكن مفاجأة، بل نتيجة منطقية لمساهمته المباشرة في الإنجاز الأوروبي الكبير لباريس، بعد سنوات من السعي وراء لقب عصي.
المغربي وقع على موسم مميز دفاعيا وهجوميا، إذ جمع بين صلابة الجهة اليمنى وسرعة الانطلاقات الحاسمة، وشارك في مباريات حاسمة بطابع قيادي عكس مكانته داخل غرفة الملابس. هذا التتويج الجماعي أعاد إلى الأذهان أسئلة الشارع الرياضي المغربي عن مدى قدرة نجمهم على الاقتراب أكثر من الألقاب الفردية الكبرى في المستقبل، بعدما بات ضمن دائرة الضوء في الساحة الكروية العالمية.
وتتجاوز انتظارات المغاربة من حكيمي حدود مساهمته في الأندية الأوروبية. فبعد أن قاد المنتخب الوطني إلى نصف نهائي تاريخي في كأس العالم 2022، ارتفع سقف المطالب بضرورة استمرار إشعاعه قاريا ودوليا. الجمهور المغربي يرى في الظهير الأيمن أكثر من لاعب عابر، بل نموذجا لجيل يطمح إلى كتابة تاريخ جديد لكرة وطنية تبحث عن الألقاب.
التتويج بالكرة الذهبية قد يبدو بعيد المنال أمام الأرقام الخيالية التي يوقعها المهاجمون والهدافون، لكنه ليس مستحيلا إذا واصل حكيمي نفس النسق التصاعدي، وأرفق إنجازاته مع باريس بإحراز ألقاب قارية مع أسود الأطلس، خصوصا أن المغرب مقبل على تظاهرات كبرى في مقدمتها كأس إفريقيا للأمم 2025 على أرضه وكأس العالم 2030 التي يستعد لاستضافتها إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
وإذا كان ديمبيليه قد نال مكافأة موسم استثنائي لم يشهد له مثيل من قبل، فإن حكيمي يمثل في نظر كثير من المتتبعين وعدا مستقبليا لمزيد من التألق الفردي. مكانته في باريس سان جرمان راسخة، ومردوده مع المنتخب الوطني يمنحه رصيدا إضافيا من الشعبية والانتظارات. لذلك فإن المغاربة الذين تابعوا ليلة باريس الذهبية بقدر من الفخر لوجود لاعبهم بين النخبة، يتطلعون إلى أن يأتي يوم يصبح فيه الظهير السريع رقما صعبا في سباق الجوائز الفردية، لا مجرد اسم على قائمة المرشحين.


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 24/09/2025