الوضع تفاقم بشكل كبير ومنظرها أصبح مخيفا
تشهد مدينة المحمدية انتشارا واسعا للكلاب الضالة في معظم الأحياء والشوارع، حيث استفحلت هذه الظاهرة بكثير وأصبحت تشكل هاجسا كبيرا للساكنة، وأصبحت منتشرة على شكل قطعان أو مجموعات مختلفة الأشكال والألوان، هذا الانتشار الكبير لهذه الحيوانات باتَ يقلق راحة المواطنين ويشكل تهديدا حقيقيا لحياتهم، وخاصة الأطفال الصغار وكبار السن .
وعلاقة بالموضوع حذر عدد من الفاعلين الجمعويين في تصريحات استقتها «الاتحاد الاشتراكي» ، من خطورة انتشار الكلاب الضالة وعدم تطعيمها وتعقيمها، مؤكدين أن هذا الوضع يشكل تهديدا صريحا لسلامة شرائح واسعة من المواطنين، خاصة الأطفال والمسنين، كما نبهوا إلى أن وجود الكلاب بكثافة في الطرقات والأراضي غير المبنية يثير الرعب بين المارة ويسبب تأثيرات نفسية سلبية لعدد من المواطنين، داعين السلطات المختصة إلى تحمل مسؤوليتها في حماية السكان من هذه الظاهرة.
ساكنة مدينة الزهور تطالب السلطات المعنية بالتدخل العاجل لمكافحة هذه الكلاب الضالة التي أصبحت تتجول بكل حرية في الشوارع، وفي تصريحات متفرقة للجريدة أبدت ساكنة المحمدية استياءها من انتشار الكلاب الضالة التي تتحرك في شكل جماعات، ما يجعلها خطرا حقيقيا على الأطفال الصغار، لاسيما وأن الكلاب المتشردة، ليست ملقحة ومعروفة بعدوانيتها ضد كل شخص يمر بالقرب منها.
وأكد عدد من الساكنة، أنهم أصبحوا لا ينعمون بالنوم ليلا بسبب نباح الكلاب المستمر، بالإضافة إلى أنهم أصبحوا يتفادون التسكع بعد الساعة العاشرة ليلا خوفا من هذه الحيوانات التي لا تتوانى عن مهاجمة أصحاب الدراجات النارية خلال الفترة المسائية.
أكثر من ذلك، اتسعت رقعة التخوف ليشمل المصلين على أنهم أصبحوا يتخوفون من الذهاب إلى المسجد لتأدية صلاة الفجر، تفاديا لهجوم جماعي قد تقدم عليه هذه الكلاب.
وطالبت بعض الساكنة بضرورة تدخل الجهات المعنية، بشكل مستعجل، عبر عقد شراكة مع إحدى الجمعيات، للقيام بحملات تطهيرية ضد الكلاب الضالة، التي باتت تؤرق راحة المواطنين، وتشكل خطرا حقيقيا خصوصا على الأطفال.
في جولة ل»الاتحاد الاشتراكي» بالمحمدية، لاحظنا وجود مجموعات من هذه الحيوانات منتشرة في معظم الأحياء السكنية، من بينها «حي فضل الله»و «درب جميلة» و»حي الأمل» ، خاصة ساحة الأمير مولاي الحسن المعروفة بـ»البارك» ، التي أضحت وكرا لهذه الكلاب.
في سياق متصل، قال رضا في تصريح ل»الاتحاد الاشتراكي» وهو أحد ضحايا الكلاب الضالة التي هاجمته صباحا في أحد أزقة المدينة بينما كان متجها إلى مقر عمله « باغتتني مجموعة من الكلاب الضالة، عندما كنت متجها إلى مقر عملي، أسقطتني أرضا وتسببت لي في جروح في ساقي، ولولا تدخل مجموعة من المارة لكانت الإصابات بليغة في كل أنحاء جسدي «.
وأضاف الضحية «أصبحنا نخاف على أطفالنا من الكلاب الضالة التي تغزو شوارع المدينة، وعلى الجهات المعنية أن تتدخل لأن الوضع تفاقم بشكل كبير ومنظر هذه الكلاب أصبح مخيفا» .
وقال مواطن آخر متضرر ،»لقد أصبحنا نخاف الخروج في الليل، وخاصة في وقت الفجر، بسبب هذه الكلاب المنتشرة في كل مكان»، مضيفا «إنها مشكلة حقيقية تؤرق حياتنا اليومية، وتؤثر على منظر المدينة» وفق تعبيره في تصريح للجريدة .
وفي هذا الصدد قال الدكتور طيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، من بين أخطر الأمراض الممكن نقلها للإنسان من خلال عضة واحدة وهو سعار الكلب ويمكن أيضا من خلال اللُعاب أن ينقل الضحية إلى المستعجلات، ويمكن أن ينتج عنه سعار الإنسان وتظهر أعراضه مع مرور الزمن لكن 99% يؤدي إلى الوفاة.
وأكد حمضي أن هذا الداء المعدي لا يزال يفتك بحياة الكثيرين، فالأرقام المسجلة تتحدث عن حوالي 20 حالة وفاة سنويا، وتسجيل ما يزيد عن 300 إصابة بين الحيوانات بهذا الداء الذي يطال الحيوان والإنسان.
مضيفا أن «على المصابين الذهاب إلى أقرب مركز صحي من أجل تلقي العلاج الملائم، مع ضرورة تلقيح الحيوانات المملوكة ضد داء السعر، وعدم اللعب مع الحيوانات غير المعروفة» .
وسبق لوزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، أن صرح أن وزارته رصدت ما يناهز 70 مليون درهم لاقتناء سيارات ومعدات لمكافحة الظاهرة، وبأن 700 جماعة ترابية تستفيد من تجهيزات لاحتواء ظاهرة الكلاب الضالة، ودافع لفتيت حينها عن ضرورة احتواء الظاهرة اعتمادا على المقاربات العلمية، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية تحث الجماعات على تفادي تقتيل وتسميم الحيوانات وتدعوها إلى إشراك الجمعيات المدافعة عن حقوق الحيوانات في العملية.
وعملت الوزارة على تفعيل الاتفاقية الإطار للشراكة والتعاون المبرمة مع قطاعي الفلاحة والصحة، بالإضافة إلى الهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، التي تهدف إلى معالجة الظاهرة باعتماد مقاربة جديدة ترتكز على إجراء عمليات التعقيم لهذه الحيوانات لضمان عدم تكاثرها وتلقيحها ضد داء السعار .
* صحفي متدرب