التأم في لقاء دراسي حول موضوع “مؤسسات التنشئة الاجتماعية، دور الشباب ومراكز التخييم نموذجا أية آفاق” عدد من المنظمات المدنية والمسؤولين الرسميين والفاعلات والفاعلين والقيادات في القطاع التربوي يوم 14 نونبر 2021.
الحدث المهم الذي عرفته الدار البيضاء دعا إليه المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخييم، وشارك فيه أطر وزارة الشباب المركزيين والجهويين: مستشار الوزير يونس الغوتي ورئيس قسم الطفولة بقطاع الشباب محمد ايت الحلوي.
وحملت مداخلة محمد القرطيطي، رئيس جامعة التخييم، خطاب الأمل، متجاوزا منطق الوصف نحو خطاب تدبير واقع دور الشباب والمخيمات مقدما خارطة طريق تسمح بتطوير المؤسسات التربوية وتثوير الممارسة التربوية بالمخيمات.
مداخلة رئيس ائتلاف مجالس دور الشباب محمد كليوين صبت في تصور تطبيقي للرقي بالعمل التربوي وفق مخطط تشاركي واضح، فاتحا المستقبل على حلول استعجالية لتطويق الهدر الزمني والمساهمة في تأسيس رؤية جديدة لدار الشباب.
ولم يفت المدير التنفيذي ل”جمعية شباب من أجل الشباب” أحمد رزقي، المكرم مؤخرا من لدن المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف بصفته قياديا مجددا في المجال المدني، تقديم تصوره للإشكالات المطروحة ورؤيته للبدائل وفق دينامية متعددة الأطراف وخطة تتوج المبادرة والابتكار، وفي السياق ذاته جاءت كلمة رئيس المكتب الجهوي عبد الهادي دهاج منسجمة مع استراتيجية الجامعة حول ضرورة البحث عن أشكال ثقافية جديدة تلائم الجيل الجديد وضرورة الرقي بالشراكة من منطق التشاور إلى ثقافة المشاركة في التخطيط والتنفيذ.
وبالرجوع إلى الورقة التأطيرية لمحمد القرطيطي، رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، فقد أكد فيها أن تنزيل مؤسسات التكوين والتنشيط والتأطير كان بهدف تأطير المجتمع وحماية أجياله الصغرى والمتوسطة من آثار الفراغ في محاولات لاستثمار الوقت وتدبيره، إضافة إلى تقوية المناعة النفسية والذاتية من الأوبئة الاجتماعية التي تضر بالنشء مشيرا إلى أن هناك نماذج تكوينية وتنشيطية وتأطيرية، لعبت دورا كبيرا في إشعاع المعرفة، وتقوية الحس الفني والجمالي، وتعزيز آليات التواصل والحوار، وتبادل الخبرات والتجارب، وبناء منصات لتطوير العرض التربوي والثقافي والإبداعي، بما ينمي المدارك والإحساس بالمسؤولية والمشاركة المواطنة، لكن الوضع اليوم غير مريح، يقول المتحدث، ومن أهم تجلياته تراجع دور الشباب من حيث الانتشار والتأطير والبرامج، وعدم تحقيق إقلاع حقيقي للمخيمات وأنشطة التكوين، وتفقير الجمعيات وعدم مساعدتها بما يكفي باعتبارها دينامو المجتمع.
وبالنسبة لقطاع المخيمات أكد المتحدث أنها جنس تربوي متجذر في المجتمع ومكون أساسي في نشاط الجمعيات، وبرنامج معتمد في سياسة الحكومة ونفقاتها، كما دعمت التفاعلات بمبادرات تنظيمية وتشريعية وتشاركية، وحققت مكاسب يحسب لها في التأمين والنقل التكميلي والتخفيض على القطارات ودعم الجمعيات والمطعمة، وإطلاق عرض وطني للتخييم، وإصدار مرسوم لتنظيم المخيمات، وتنويع عروض التنشيط والتكوين، والمشاركة العملية من خلال اللجنة المشتركة المركزية والجهوية مما عزز تشاركها مع الوزارة.
وبخصوص الآفاق المستقبلية لقطاع التخييم خلص المتحدث إلى أن الجامعة الوطنية للتخييم تنتظر استكمال صدور القرارات التنظيمية والتطبيقية لتنفيذ مضامين مرسوم تنظيم المخيمات، خاصة معالم العرض الوطني للتخييم المقرر إطلاقه في شهر يناير المقبل، وأنشطة التكوين، وتحديد المراكز المستوفية للشروط والمواصفات كما رسمه المرسوم وتوزيع المجالات حسب الزمان والمكان. كما تنظر الجامعة استكمال تأهيل المخيمات كما تضمنه القانون المالي 2020 و2021.

