محمد المموحي : الاستحقاقات المقبلة لا بد أن تكون محاطة بضمانات حقوقية وسياسية تستجيب لطموحات المغاربة وتنسجم مع التوجهات السامية لجلالة الملك
محمد الصمدي :المؤتمر مناسبة لتوحيد الصفوف وتجديد العهد مع تاريخنا النضالي العريق، وصياغة برنامج عمل واضح يترجم طموحات ساكنة الإقليم
شدد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أثناء ترأسه للجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر الإقليمي السادس للحزب بإقليم العرائش، المنعقد مساء يوم الأحد 14 شتنبر الجاري، على أن بداية النزاهة والتحضير للانتخابات تمر عبر تطهير لوائح الترشيح من المفسدين، مشيرا إلى أن ذلك سيسهل وييسر إتمام العملية الانتخابية كما يجب، ومذكرا بالفساد الذي عمّ إقليم العرائش خلال انتخابات 2021، وقال في هذا الصدد “ها هم من أوكل لهم أمرنا في إقليم العرائش، وقد انتهى ببعضهم المطاف أمام قاضي التحقيق ومنهم من صدرت في حقه عقوبة نافذة، وإذا كان ذلك سيتكرر مرة أخرى في الاستحقاقات القادمة، فإننا سنكون بعيدين عن ما يصبو إليه جلالة الملك، من إصلاح حقيقي للعملية الانتخابية من بدايتها حتى نهايتها”.
وأشار لشكر، الذي كان يتحدث أمام حضور غفير ووازن، وبحضور أعضاء من المكتب السياسي والمجلس الوطني للحزب والشبيبة الاتحادية وهيئات سياسية وجمعوية ونقابية بالإقليم، إلى أن “وزير العدل ذهب إلى القول إن قرينة البراءة لا تعطي الحق في المنع من الترشح للانتخابات، متناسياً أن قرينة البراءة لا تحضر عندما يُزجّ بالبعض في إطار الحراسة النظرية أو الاعتقال الاحتياطي، وأن الأحكام في بعض الحالات تصدر بعد مرور سنة، وقد تقضي بعدم المتابعة أو بالبراءة. فكل تلك الأسابيع التي يقضيها المعنيون في السجن، لم يُستحضر خلالها أن قرينة البراءة تمنع اعتقالهم. وبما أن المجتمع يتخذ إجراءات احترازية لحماية نفسه، فإن الوطن بدوره مطالب باتخاذ إجراءات احترازية عبر منع بعض الأشخاص من الترشح”.
وأكد الكاتب الأول للحزب على ضرورة المضي في التوجه الذي جاء في خطاب جلالة الملك بمناسبة عيد العرش، والذي تضمن توجيهات واضحة لوزير الداخلية، مشيرا إلى أنه حينما يقول عاهل البلاد إنه يجب إصلاح ما أفسد، فهذا يعني أن العمليات الانتخابية السابقة لم تكن سليمة.
وطالب الكاتب الأول، بشكل قاطع، بضرورة عدم السماح لذوي السوابق، والذين يسلبهم ماضيهم هذا الحق، بالترشح، متسائلا في هذا الصدد: كيف يمكن إجراء انتخابات نزيهة في ظل شراء الذمم وعدم حياد بعض المفسدين في الإدارة الترابية؟
وأشار إدريس لشكر إلى أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اختار أن تكون مذكرته وفقا للمشاورات الجارية حاليا، والتي أجرى بشأنها لقاءين سابقين، مضيفا أنه من المقرر عقد لقاء ثالث يوم الخميس المقبل مع وزير الداخلية، مؤكدا أنه إذا تكرر ما سبق، فإن الحزب مدعو لمراجعة مواقفه المعلنة.
وأوضح الكاتب الأول للحزب أن مدينة العرائش، لكي تعود إلى توهجها وتألقها، يجب أن ينعكس ذلك في القوانين الانتخابية، مشددا على ضرورة حرمان أصحاب الذمم غير الصافية، وكل من صدرت في حقهم أحكام أو حُرّكت ضدهم متابعات قضائية، لأنه عندما يتعلق الأمر بفضيلة الأخلاق ومصلحة الوطن، يجب منع هذه النماذج من الترشح، كما يؤكد المسؤول الحزبي.
وعاد إدريس لشكر ليؤكد على رفض حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المشاركة في الانتخابات التي يشارك فيها أشخاص ذممهم غير نظيفة، ولم يتم تطهير لوائح الترشيح منهم، مطالباً بـانتخابات حقيقية، و”إلا فلكل حادث حديث”.
وتوقف الكاتب الأول عند الأسباب التي أدت إلى تراجع الحزب في إقليم العرائش، مشيرا إلى الأساليب التدليسية والخطط الجهنمية التي استخدمها المركب المصالحي، الذي استفاد من أحزمة البؤس والفقر ومن كل المشاريع المهيكلة بالإقليم. وأضاف أن قوى معلومة تكالبت على الحزب لمحاولة محو رائحة الحركة التقدمية والديمقراطية بالإقليم، مشيرا إلى أن هذا التكالب استُخدمت له كل الوسائل والأساليب، بما في ذلك مافيا العقار ومافيا المخدرات. وختم شكر تصريحه قائلا: “نحن ندرك ونعلم كيف تمت كل الاستحقاقات السابقة في هذا الإقليم، وجهرنا بها ولن نخشى في ذلك لومة لائم، ونكررها اليوم”، مسجلا أن “إفساد العمليات الانتخابية يبدأ من الطريقة التي تجعل المفاضلة بين الأحزاب غير متكافئة، سواء في الحضور في وسائل الإعلام، التي تذهب إلى الإغداق على أحزاب الأغلبية بمساحات زمنية كبيرة في القنوات الرسمية والبرامج الحوارية، بالمقابل يتم التضييق على المعارضة. أضف إلى ذلك أن مدينة العرائش اليوم لا تتوفر على أي قاعة عمومية مسموح بها للأحزاب الوطنية للتواصل مع مناضليها والمواطنين، وبالتالي يُترك للأحزاب استخدام القاعات الخصوصية لعقد مثل هذه اللقاءات”.
وختم إدريس لشكر كلمته بدعوة الجميع إلى التوجه نحو الشؤون المحلية، وإعادة بناء التنظيم على أسس متينة، وخوض الاستحقاقات بطريقة أكثر قوة وحضورا.
وباسم اللجنة التحضيرية، قدّم محمد الصمدي تشخيصا للوضع المحلي لمدينة العرائش، واصفا إياه بـالوضع المتدهور اقتصاديا واجتماعيا. ورغم المؤهلات والإمكانيات التي تتوفر عليها المدينة، وكذا المجال القروي المحيط بها، فإنها لا تزال تعاني من نقائص واضحة، من قبيل: ارتفاع نسبة البطالة، خاصة في أوساط الشباب حاملي الشهادات، ومحدودية الاستثمار الصناعي والاقتصادي المهيكل القادر على خلق فرص شغل مستدامة، بالإضافة إلى ضعف البنيات التحتية وتراجع ما أنجز منها في عدد من الجماعات القروية.
وعرج محمد الصمدي على الوضع السياسي والتنظيمي، معتبرا أن الاتحاد باعتباره حزبا له جذور راسخة في النضال الديمقراطي والاجتماعي، مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بتجديد حضوره في الإقليم، من خلال تعزيز هياكله وتأهيلها لمواكبة التحولات الراهنة، وتقوية العمل القاعدي داخل الأحياء والجماعات، والانفتاح على المجتمع المدني، حتى يظل الاتحاد الاشتراكي قوة فاعلة ومؤثرة في القرار المحلي، وتترجم مصداقية العمل السياسي بالإقليم.
كما طرح الصمدي رؤية الحزب المستقبلية للخروج من الأزمة الحالية، لاسيما في مجالات: العدالة الاجتماعية والمجالية، التنمية الاقتصادية، الخدمات الاجتماعية، الديمقراطية التشاركية، وتعزيز الشفافية والحكامة.
واعتبر الصمدي في ختام كلمته أن المؤتمر السادس لحزب الاتحاد الاشتراكي بالعرائش ليس مجرد محطة تنظيمية، بل مناسبة لإعادة شحذ الهمم وتوحيد الصفوف وتجديد العهد مع التاريخ النضالي العريق للحزب. وأضاف أن هذه المحطة التنظيمية تمثل فرصة لصياغة برنامج عمل واضح يترجم طموحات ساكنة الإقليم، ويجعل من الاتحاد الاشتراكي قوة اقتراحية حقيقية تساهم في بناء المستقبل.
ومن أجل انتخاب الكاتب الإقليمي وباقي أعضاء الكتابة الإقليمية تم عقد جلسة ضمت المؤتمرين والمؤتمرات، حيث ألقى الكاتب الجهوي للحزب محمد المموحي كلمة توجيهية أكد فيها على الأهمية البالغة للاستحقاقات المقبلة، والتي تفرض على كافة المناضلين والمناضلات التجند لها بكل وعي ومسؤولية وحماس، مضيفا أن حزب الاتحاد الاشتراكي يعتبر هذه الاستحقاقات محطة حاسمة في البناء الديمقراطي وتكريس مقوماته، شريطة أن تكون محاطة بضمانات حقوقية وسياسية، تستجيب لطموحات المغاربة وتنسجم مع التوجهات السامية لجلالة الملك.
وانتخب محمد الصمدي كاتبا إقليميا للحزب بإقليم العرائش، ونادية رحال رئيسة المجلس الإقليمي في حين جاءت تشكيلة أعضاء الكتابة الإقليمية على الشكل التالي :
ادريس الإسماعيلي – محمد الرزامي – حسن الفريدي – احمد حميدو – مولاي علي الدريوش – عبد العزيز الصمدي – كريمة اجائز – مشيج القرقري – سميرة سهمي – توفيق الطويل – محمد السليماني – عبد الله سعدون – لبنى الكنوني – محمد القرقري – محمد الفلاق – هاجر البارودي – عوض الورياغلي – سعيد برعد – أنس غبالو – محمد البطيحي – محمد الربيعي.
********************
انتخاب محمد الصمدي كاتبا اقليميا للحزب بالعرائش
انتخاب نادية رحال رئيسة المجلس الاقليمي
******************
تكريم ووفاء وعرفان
اختتمت فعاليات المؤتمر السادس للحزب بتكريم عدد من المناضلين و المناضلات ،الذين أسدو خدمات كبيرة للحزب بالإقليم الأمر يتعلق ب: الدكتوره منى الصقلي – المحامية فاطمة السوسي – الأستاذة فاطمة الخماس – الأستاذة الدافري خديجة – الأستاذ عبد الواحد ارهون – الأستاذ عبد الكريم علوش – الأستاذ عبد السلام المريني – الأستاذ البوطي أحمد – الأستاذ عبد العزيز القرقري – الأستاذ عبد السلام الجعدوني – عبد السلام بعير – محمد بنسليمان