الماص يشهد تخمة في الأطر التقنية ومتتبعون يتهمون الرئيس بالارتجال

بعد عودته إلى الدوري الاحترافي الأول، واحتلاله الرتبة السادسة بين الكبار وتأهله إلى ربع نهاية كأس العرش والأداء المحترم الذي قدمه، كان أغلب مناصري المغرب الفاسي يتوقعون أن يشهد هذا الموسم انطلاقة متميزة للفريق، ويدخل مجال التنافس بقوة على لقب الدوري الاحترافي، وتحقيق حلم الجماهير العريضة، التي عادت للمدرجات لمساندة الفريق وقدمت لوحات جميلة بالمدرجات، خاصة في مواجهة الوداد الرياضي، حيث ملأ الملعب حوالي 50 ألف مناصري، ضخوا في خزينة الماص 127مليون سنتيم، ما رفع مجموع مداخيل المباريات حتى الآن إلى ما يناهز 300 مليون سنتيم، وهو رقم مشجع جدا، لكن القرارات غير المحسوبة للرئيس ومحيطه، كان ثمنها مكلفا جدا، حسب ما يؤكده متتبعو الفريق.
فقد تهاون الرئيس في تجديد عقود بعض اللاعبين، يضيف المتتبعون، وهو ما كان له أثر كبير على التشكيلة الأساسية، سيما وأن متطلباتهم المادية لم تكن كبيرة، فغادر أيوب لخضر، ابن الفريق، في اتجاه حسنية أكادير، وكان أحد صناع الفوز الأول للحسنية خارج القواعد، كما غادر الحارس أيمن مجيد، الذي كان يشكل دعامة أساسية رفقة سهيل يشو وكومارا إلى الفتح، وكذلك عبد الله ديارا الذي التحق بأولمبيك آسفي وسجل على الماص في مباراة الجولة الثانية.
وحسب مصادر مقربة من الفريق فإن الرئيس يدفع فاتورة اعتماده على أحد وكلاء اللاعبين، ويمنحه الأفضلية، ما جعله يتحكم في مصير الفريق، من خلال استقدام لاعبين بمبالغ مالية مهمة، حيث كل سفيان سعدان وكريم الهاشمي حوالي 340 مليون سنتيم، فضلا عن الراحلولي بقيمة 150 مليون سنتيم، والحارس شهاب بـ 80 مليون سنتيم في كل موسم، ثم أسامة درفلو الذي كلف 350مليون سنيتم و700مليون سنتيم للحارس عبد العالي لمحامي إضافة إلى كل من أنس الضاوي ومحمد لمنيعي، اللذين عاد لفريقهما السابق وكل كل واحد منهما 120 مليون سنتيم.
هذه التعزيزات البشرية والمبالغ التي رصدت لها، جعل التفاؤل يرتفع في محيط الفريق، فدخلت المجموعة أجواء التحضير للموسم الجديد، تحث قيادة المدرب التونسي عبد الحي بنسلطان، الذي جدد عقده لموسمين، براتب شهري في حدود 15 مليون سنتيم، مع منحة مضاعفة والسكن والسيارة والهاتف محمول، كما هو الحال بالنسبة للمدرب المساعد التونسي شكري الزعلاني، الذي يتقاضي 10ملايين سنتيم والمعد البدني تونسي عمار نبيغ براتب شهري بقيمة ستة ملايين سنتيم، كما تعززت الطاقم التقني بأطر فاسية على غرار اللاعب الدولي السابق أكرم الروماني، وفتاح الغياتي، الذي عين كمدير تقني للمدرسة، قبل أن يجد نفسه مجبرا على ترك منصبه لشكيب جيار، فيما تسلم هو مسؤولية تدريب فريق الأمل، وبعدها سيطلع اسم اللاعب السابق عبد النبي لحراري، الذي عين مديرا رياضيا.
وفي الأسابيع الأخيرة قرر الرئيس التعاقد من إطار تقني أوكراني وعينه مديرا رياضيا، وبعده تعاقد السيد الرئيس مع عبد الرحيم اشكيليط كمشرف تقني على الفريق الأول واللاعب الدولي السابق للوداد إحسان غاندي كمدير تقني للمدرسة ثم مراد فلاح كمسؤول على سير أشغال مركز التكوين.
هذه التعاقدات الارتجالية، حسب ذات المصادر، جعلت الشارع الرياضي يتساءل عن الغاية منها، وما حدود اختصاص كل واحد، وما هي المهمة المسندة إليه؟، وماهي حدودها وضوابطها؟، لأن الأمر يفتح على تداخل كبير في الاختصاص.
وحسب مصادر مطلعة بشؤون الفريق الأصفر، فإن عددا من هؤلاء الأطر كانت على خلاف مع الفريق، وحصل على أحكام من الجامعة، ولتفادي المنع من التعاقدات وتأخير آجل الاستحقاق، فكر الرئيس وحاشيته في هذا الحل الترقيعي، الذي يعكس، بنظر متتبعي الشأن الماصوي، حجم الفوضى التدبيرية داخل فريق مرجعي في كرة القدم الوطنية، خاصة وأن العديد من هؤلاء الأطر يشتغلون حتى الآن من دون عقود، حيث وقعوا عليها لكنها لم تسجل في الجامعة، ويبقى الأمر متروكا للمدير الرياضي الأوكراني بعد أن يقوم بتقييم كفاءتهم.
هذا الوضع السوريالي داخل الماص يؤكد، حسب المصادر ذاتها، أن مثل هذه القرارات ستكون عواقبها وخيمة على الفريق، الذي وجد نفسه مطلع الموسم الحالي غير قادر على تأهيل لاعبيه، حيث استهل الموسم بـ 12لاعبا فقط، من بينهم لاعبين من فريق الأمل، ليدخل الرئيس دوامة البحث عن الأموال حيث بلغ غلاف تأهيل اللاعبين حوالي 748مليون سنتيم مع واجبات المحامي الكامروني، فأضاع الفريق مجموعة من النقط، بعدما حصد هزيمتين وثلاث تعادلات فقط.


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 13/10/2022