حظيت مبادرة جلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، بإشادة كبيرة، يوم الخميس بطنجة، خلال الدورة 16 لمنتدى ميدايز الدولي.
خلال جلسة نقاش عامة تحت عنوان «أفريقيا الأطلسية وما وراءها: أفق جديد للتكامل الاقتصادي والنمو والتنمية المشتركة»، سلط المتحدثون الضوء على هذه «المبادرة الحكيمة» التي أطلقها العاهل المغربي، والتي تشكل، حسب رأيهم، ثورة في أفريقيا، على عدة مستويات، ومحفزا لفرص التنمية للدول الأفريقية.
ويؤمن الرئيس السابق لدبلوماسية الرأس الأخضر، لويس فيليبي لوبيز تافاريس، إيمانا راسخا بنجاح هذه المبادرة لأن المغرب»يحترم سيادة» البلدان الإفريقية ويتمتع بهذه الخصوصية المتمثلة في «القدرة على العمل مع الجميع»، في إشارة إلى العلاقات التي يحافظ عليها مع القوى العالمية المختلفة، سواء الولايات المتحدة أو الصين أو روسيا.
وأشاد لويس فيليبي لوبيز تافاريس، بالقيادة الحكيمة لجلالة الملك بإفريقيا، مبرزا أهمية المبادرة الأطلسية الملكية لتعزيز التكامل الإفريقي، كما أوصى بها المؤتمر الإفريقي، منطقة التجارة الحرة القارية (ZLECAF).وتابع: «هذا مشروع يجلب السلام والاستقرار السياسي للدول الـ 23 الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي»، مؤكدا أن هذه المبادرة الحكيمة تحترم سيادة الدول وتهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية الإقليمية والبشرية.
وشدد ترافاريس على أنه «يجب أن نعمل معا لضمان أن المشاريع المخطط لها (خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، وميناء الداخلة الأطلسي، وما إلى ذلك) والمبادرات المغربية الأخرى تساهم في تنمية أفريقيا»، مضيفا: «يجب أن نأتي معا لتعليم وتكوين شبابنا، بهدف المضي قدما وخلق النمو والتنمية لجميع الأفارقة.»
وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد الوزير الأول الهايتي، لوران لاموث، على هذه المبادرة الملكية الرامية إلى الابتكار والتكامل وتغيير الاستراتيجيات من أجل إفريقيا، مبرزا أهمية مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، الذي سيوفر فرصا هائلة للشركات الناشئة والشباب الأفارقة وبلدان الساحل غير المطلة على المحيط.
وأكد لاموث أن هذا المشروع المبتكر يجب أن يهم جميع البلدان الساحلية، ولكن أيضا البلدان غير الساحلية، مشيرا إلى أن استغلال الموارد الطبيعية الهامة التي تزخر بها دول المحيط الأطلسي يتطلب توحيد جهود البلدان الإفريقية وتنفيذ استراتيجيات إقليمية متكاملة لتلبية احتياجاتها لمواجهة التحديات المطروحة.
من جانبه، أشار رئيس الوزراء الغيني السابق، فرانسوا لونسيني فال، إلى أن المبادرة الملكية تقترح حلا جديدا في إطار تكامل القارة، ليس فقط بالنسبة للبلدان المطلة على البحر، بل أيضا بالنسبة للبلدان غير الساحلية، خاصة تلك الواقعة فيها منطقة الساحل، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بتعزيز التضامن الإفريقي .وشدد في هذا الصدد على أهمية المبادرة الملكية التي تهدف إلى إتاحة الوصول ليس فقط إلى الدول الساحلية، بل أيضا إلى الدول غير الساحلية حتى تتمكن من الاستفادة من الموارد الهائلة التي يحتويها المحيط الأطلسي.
من جانبه، أكد رئيس وزراء غينيا بيساو السابق، أوغوستوأرتور أنطونيو دا سيلفا، أن مشروع خط أنابيب الغاز الإفريقي الأطلسي الطموح سيلعب دورا مهما في تعزيز التكامل الإقليمي، مشددا على ضرورة الاستثمار بشكل أكبر في تعزيز قدرات دول القارة، وخاصة منها الموارد البشرية من خلال تطوير التعليم والتكوين.
ويجمع هذا المنتدى، الذي يتواصل إلى غاية يومه السبت 30 نونبر، أزيد من 250 متحدثا رفيعي المستوى من بينهم رؤساء دول وحكومات، وصناع القرار السياسي، والحائزون على جوائز نوبل، وزعماء العالم بالإضافة إلى شركات عالمية كبرى وشخصيات مؤثرة أمام جمهور يزيد عن 6000 مشارك من أكثر من 112 دولة، بحسب مؤسسة منتدى ميدايز ومعهد أماديوس.
المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس تحظى بترحيب واسع في منتدى «ميدايز» بطنجة
الكاتب : طنجة: عماد عادل
بتاريخ : 30/11/2024