المجموعة الموسيقية المغربية «إيغوليدن» تطلق ألبومها الجديد «أمزروي»

أطلقت المجموعة الموسيقية المغربية «إيغوليدن»، ألبومها الجديد بعنوان «أمزروي – التاريخ»، في تجربة لحنية غير مسبوقة بالمشهد الموسيقي الأمازيغي، تمزج بين حرارة السؤال الحضاري وعمق الأصالة النغمية، وبين انفتاح واسع على إيقاعات ومقامات موسيقية عالمية.
يتكون الألبوم من أربع مقطوعات: «إيكَودار – الحصون»، «تاوْجا – الأسرة»، «أمَلَّاي – السائح»، و*»أغاراس – الطريق»*. وتشكل هذه المقطوعات نسيجاً متكاملا يجيب عن سؤال محوري أرادت المجموعة أن تجعله خيطا ناظما لعملها،ما السبيل إلى إقلاع حضاري ناجح في السياق المغربي؟
في «أغاراس»، تتأمل المجموعة الطريق الممكن لمستقبل مغربي مختلف وأكثر إشراقا، كفيل بإصلاح أعطاب الحاضر، وفي مقدمتها ظاهرة الهجرة السرية التي حضرت كجرح مفتوح في «تاوجا». وفي «أملّاي»، اتبعت المجموعة أثر السائح لتسائل سر الجاذبية المغربية في الخريطة العالمية. أما الجواب فقد تجسد بوضوح في «إيكودار»، حيث لم تعد الحصون مجرد بقايا تراثية، بل دليلا على عظمة حضارة مغربية قادرة على إلهام المستقبل. وهكذا تبلور المبدأ الذي يحكم الألبوم،من لا تاريخ له لا مستقبل له.
فنيا، يستند الألبوم إلى المقام الأمازيغي الخماسي، الذي يشكل ركيزة في العديد من الأنماط الغنائية المغربية، خاصة بالأطلس وسوس والصحراء. وبفضل بنيته البسيطة القائمة على خمس درجات نغمية، يتيح هذا المقام إمكانات واسعة للتعبير الوجداني والانفتاح على أفق عالمي.
ومن خلاله صاغت «إيغوليدن» جملا لحنية متشابكة، حيث برزت التيمة الأمازيغية كخط ميلودي رئيسي، قبل أن تنفتح على حوارات موسيقية مع ألوان متعددة.
وقد نجحت المجموعة في دمج الإيقاعات الأمازيغية الدائرية، المعتمدة على آلات تقليدية، مع أنماط موسيقية عالمية: البلوز بجمله التكرارية ونوتاته الزرقاء القريبة من روح المقام الخماسي، الروك بما يتيحه من طاقة وتوترات صوتية تحاكي صخب المدن، والريغي بخلفيته الإيقاعية المتموجة التي منحت المقطوعات بعدا كونيا منفتحا.
لكن ما ميز الألبوم هو أن هذه العناصر لم تدرج كزينة لحنية، بل صهرت في توليفة هارمونية وبوليفونية خلقت لوحات صوتية متكاملة. عملت المجموعة على تحقيق تناغم بين الإيقاع والمقام والجرس، لتبني نسيجا موسيقيا يجمع بين الطابع الطقوسي للأغنية الأمازيغية والبعد التحرري لموسيقى العالم.
بهذا الألبوم، لا ترى «إيغوليدن» في الأصالة مجرد عودة للماضي، بل مادة خام قابلة للتطوير والابتكار. فالمقام الخماسي هنا ليس قيدا، بل نقطة انطلاق نحو بناء هوية صوتية هجينة، تنطق بروح المغرب العميق بلغة يفهمها المستمع العالمي. ليصبح «أمزروي» محطة جديدة في مسار الأغنية الأمازيغية، حيث تتحول الموسيقى إلى جسر بين الذاكرة والكونية، بين الجذور والأفق.


بتاريخ : 04/10/2025