المحكمة الوطنية الإسبانية تحفظ تهمة الإبادة الجماعية وتواصل النظر في التهم الأخرى الموجهة ضد مجرم الحرب إبراهيم غالي

 

قرر قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية، سانتياغو بيدراس، حفظ الشكاية التي تقدمت بها الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان ضد مجرم الحرب إبراهيم غالي والمتعلقة بجريمة الإبادة الجماعية، وذلك بسبب التقادم، حيث اعتبر أن الوقائع المشار إليها في الدعوى مرت عليها أزيد من 20 سنة، كما اعتبر أن هناك «تضاربات في أقوال الشهود بخصوص هذه التهمة»، حسب ما ذكرته وسائل إعلام إسبانية.
وعلى عكس الادعاءات التي سارعت إليها وسائل الإعلام الجزائرية والانفصالية، فإن قرار القاضي بيدراس لا يشير إلى براءة مجرم الحرب غالي من التهم الموجهة إليه، كما أن المحكمة لم تغلق الملف وستواصل النظر فيه.
وكانت الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان قد تقدمت بشكاية ضد قادة بالبوليساريو وضباط جزائريين أمام المحكمة الوطنية الإسبانية التي تعتبر أعلى هيئة جنائية إسبانية، تتضمن أسماء 28 مسؤولا متهمين بجرائم الإبادة والتعذيب والخطف، ويوجد على رأس المتهمين، إبراهيم غالي.
وحسب دفاع المشتكين فإن هناك أدلة دامغة من شأنها إدانة المتهمين عن هذه الجرائم المروعة التي ارتكبوها بمخيمات تندوف.
وسبق لعدد من ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف أن كشفوا أمام المحكمة الوطنية الإسبانية عما تعرضوا له من تعذيب وتنكيل وقمع على أيدي المتهمين، مؤكدين في شهاداتهم على وفاة عدد من الأشخاص جراء التعذيب الذي مارسته ميليشيات البوليساريو على المحتجزين، وقدموا للقاضي أسماء الضحايا، وكذا الجلادين المسؤولين عن هذه المذابح.
بالإضافة إلى ذلك، اتهم الفاضل ابريكة، الذي قبلت المحكمة الوطنية النظر في شكايته، مجرم الحرب إبراهيم غالي عن اختطافه وتعذيبه خلال الفترة من 18 يونيو 2019 إلى 10 نونبر من نفس السنة.
وأكد الفاضل ابريكة أمام القاضي سانتياغو بيدراس، تعرضه للتعذيب على يد ميليشيات البوليساريو وزعيمها المدعو إبراهيم غالي، مجددا اتهامه لزعيم الانفصاليين بالتعذيب والاعتقال غير القانوني وجرائم ضد الإنسانية، وموضحا بهذا الخصوص أنه عندما عاد إلى المخيمات تعرض للتهديد من طرف الميليشيا الانفصالية ليغادرها، لكن وأمام رفضه وبعد تنظيم احتجاجات ضد القيادة الانفصالية جرى اعتقاله ونقله إلى مركز احتجاز سري حيث تعرض لمختلف صنوف التعذيب والتنكيل بما فيها الصدمات الكهربائية، وذلك لمدة ستة أشهر، مؤكدا أن مجرم الحرب إبراهيم غالي هو المسؤول عما تعرض له من تعذيب.
كما صرح الفاضل ابريكة أنه ليس الضحية الوحيدة لممارسات البوليساريو القمعية، مؤكدا أن التعذيب ممارسة شائعة تنهجها الميليشيا الانفصالية في مواجهة المحتجزين الصحراويين، منتقدا الجزائر التي تسمح بهذه الممارسات على أراضيها. وسيواصل القاضي النظر في التهم الأخرى الموجهة إلى زعيم الميليشيا الانفصالية، والمتعلقة بجرائم التعذيب، كما يواصل النظر في الشكاية التي تقدم بها الناشط الصحراوي الفاضل ابريكة والتي تعود وقائعها إلى سنة 2019.


الكاتب : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 31/07/2021